عرض مشاركة واحدة
قديم 30-10-08, 08:36 AM   #139
حاجة
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 31-03-2008
المشاركات: 263
حاجة is on a distinguished road
افتراضي فوائد الدرس السادس - القاعدة الرابعة من قواعد فهم القرآن

* ما هي الفوائد المستنبطة من تفسير قوله تعالى :﴿ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً ﴾؟
- إنّا (اصلها إن+ نا الفاعلين) و إذا جاءت (إن) بعد أوامر و نهي فهي للتعليل. فسبب قيام الليل و ترتيل القرآن فيها (الايات السابقة) "قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا" هو انه الله تعالى سيلقي على نبيه محمد صلى الله عليه و سلم قولا تقيلا و هو القرآن العظيم. و في هذا دلالة على عظمة القرآن و ثقله. و لتلقيه لابد من الاستعداد له و أخذ الزاد لذلك.

*ما هو أثر معرفة أن هذا الكتاب عظيم ثقيل على المسلم؟
- انه لا يمكن دراسته في مدة قصيرة محددة و لابد من التدرج في فهمه. (إن هذا الدين متين ، فأوغلوا فيه برفق)
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2246
خلاصة الدرجة: حسن
- عندما أنزل الله تعالى الالواح على موسى عليه السلام طلب منه ان يأخذها بقوة (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ) و كذلك فعل مع نبيه يحيى عليه السلام (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا). فإذا كان هذا حال من يأخذ بالتوارة و الكتب السماوية الاخرى فالاحرى بمن يأخذ بالقرآن العظيم ان يستشعر عظمة و اهمية هذا الكتاب و لا يستعجل في فهمه, كأن يقول سأدرس التفسير في سنة أو سنتين. لانه التأمل في القرآن رحلة تنتهي بموت الشخص و لا يمكن ان تقيد بسنة أو حتى عشر سنين. فالقرآن العظيم كلام الله الذي ضم معنى و خلاصة (104) كتاب سماوي جمعت فيه و هو مهيمن على الكتب السماوية الاخرى (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ).


*لماذا يجب التدرج وعدم الاستعجال في تعلم كتاب الله عز وجل؟
-لآن التدرج سنة كونية شرعية ضرورية. فمن أراد العلم جملة ذهب عنه جملة. و قد أنزله الله تعالى على نبيه متفرقا في 23 سنة ليثبت به فؤاد نبينا عليه الصلاة و السلام و انزله الله تعالى شيئا بعد شيء بتمهل ليتيسر للمسلمين فهمه و حفظه و العمل به (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا).
- لو تأملنا في الاوامر و الاحكام التي نزلت في القرآن العظيم لرأينا انها نزلت في المدينة و بعد ان استقر الايمان في قلوب المؤمنين, و حتى في المدينة نزلت بعض الاحكام بالتدريج (مثل تحريم الخمر نهائيا و قتال المشركين) و هذا من رحمة الله بعباده و ليسن لهم التدريج بأخذ الدين.



* كيف يمكن أن نستدل على أن دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت بالتدريج؟
-أتيت النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم – فصعد في النظر وصوب فقلت : إلام تدعو وعم تنهى ؟ قال : لا شيء إلا الله والرحم قال : أتتني رسالة من ربي فضقت بها ذرعا ورويت أن الناس يكذبونني فقيل لي : لتفعلن أو ليفعلن بك .
الراوي: مالك بن نضلة الجشمي المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 1106
خلاصة الدرجة: صحيح
و هذا ليس لان صلة الرحم مقدمة على التوحيد, لا. و لكن لانه من يدعو الى صلة الرحم فلا بد انه انسان على خلق, و الناس تحب ان تستمع لمن هو على خلق خصوصا اذا كان يدعو الى فضائل الاخلاق.
- و أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه ثنا العباس بن عبد العظيم ثنا النضر بن محمد ثنا عكرمة بن عمار ثنا شداد بن عبد الله أبو عمار و يحيى بن أبي كثير عن أبي أمامة قال : ( فذكر دخوله على النبي صلى الله عليه و سلم بمكة قال : فقلت له : ما أنت ، قال : أدعى نبياً ، فقلت : و ما نبي ، قال : أرسلني الله تبارك و تعالى ، فقلت : بأي شىء أرسلك ، فقال : أرسلني بصلة الأرحام و كسر الأوثان ، و أن يوحد لا يشرك به شيئاً ، قلت له : فمن معك ، قال : حر و عبد قال : و معه يومئذ أبو بكر و بلال ممن آمن به ، و ذكر الحديث . رواه مسلم في الصحيح عن أحمد بن جعفر عن النضر بن محمد).
- مع انه اوامر الاسلام كثيرة فلم يقل الرسول الكريم لمن سأله بالبداية المفروض انك تصلي و تصوم و تزكي و لا تغتب احد و تحسن الى والديك و......الخ لانه هذا سيشق عليه و يثنيه عن ان يسلم. فقال للسائلين ما يحبب الاسلام لهما و هي (صلة الرحم) ليفتح قلوبهم الى النقطة الاهم و هي التوحيد. صلاة الله و سلامه عليه.
حاجة غير متواجد حالياً