[سهام بنت عبد الفتاح]

بسم الله الرحمن الرحيم
ماهى الفوائد المستنبطة من تفسير قول الله تعالى( إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً )؟
كلمة إنا جاءت لتعليل ماقبلها ، فامر الله النبى بأن يقم الليل لأنه سيلقى عليه قولا عظيماً متينا ً قوياً فلا بد أن يتهيأ لذلك الشئ العظيم الثقيل بالعبادة .والثقل هنا دليل على عظم قدر هذا القرأن .
ماهو أثر معرفة أن هذا الكتاب عظيم وثقيل على المسلم؟
إن استشعارنا لهذا المعنى يجعلنا نأخذ القرآن بالأمر الجليل وأن تستعد نفوسنا لتلقى هذا القرآن ولن نأخذه بالشئ الهين التافه كالجريدة .
ولنعلم بأن الله يسر لنا هذا القرآن(ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) فلولا أن يسر الله القرآن على قلوبنا لما تحملت القرأن لانه ثقيل متين كبير.
لماذا يجب التدرج وعدم الأستعجال فى تعلم كتاب الله عزوجل؟
لأن التدرج سنة كونية شرعية ضرورية .
فانظر إلى المطر أنزله الله بركة إلى الأرض فينزل شيئاً فشيئاً فينفعك فتستفيد منه.ولو أنزله جملة واحدة لأصبح سيلاً ضره أكبر من نفعه، كذلك العلم لايؤخذ إلا بالتدرج.
كيف يمكن أن نستدل على أن دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام كانت بالتدرج؟
أنزل الله تعالى أوامره على نبيه بالتدرج فلم يأمره بالجهاد أو النهى عن شرب الخمر فى البداية ولكن حقق التوحيد فى قلوبهم أولأ ثم أنزل أوامره بالنهى عن شرب الخمر والحث على الجهاد وكثير من الأوامر التى لم تأتى إلا بالتدرج .
جاء مالك إلى النبى صلى الله عليه وسلم( قال يا محمد إلى ما تدعوقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاشئ إلا الله والرحم ).
أنظر إلى هديه صلوات ربى عليه لم يأمر الرجال بأوامر كثيرة ولم ينهاه إنما قال له الله والرحم عبارة تدل على المحبة لله والأهل فإن فعلت ذلك صرت محباً لربك و لرحمك وتستطيع بعد ذلك تحمل ما ستلقاه من أوامر .