فوائد الدرس الخامس
فوائد الدرس الخامس:
القاعدة الثالثة من قواعد فهم القرآن
* ما هو المقصود الأول من تنزل القرآن ؟ وما هي أهميته؟
المقصود الأعظم من القرآن هو التدبر أولاً في كتاب الله ثم العمل.
- فالكثير من المسلمين لا يدري عن أهميته التدبر فتجده يقرأ القرآن العظيم مجرد قراءة ألفاظ يحصل على كل حرف عشر حسنات (من قرأ حرفا من كتاب الله عز وجل فله بكل حرف عشر حسنات والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ) كما في حديث (الم فألف حرف ولام حرف وميم حرف فله بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ( ولكن هناك فرق كبير بين من يتلو كتاب الله عز وجل بحروفه وألفاظه دون معانيه وبين من يتلوه وهو يستشعر معاني الآيات وهذا الفرق عند الأئمة يرحمهم الله فرق كبير فالفرق أعظم مما بين السموات والأرض ولقراءة أية واحدة من كتاب الله عز وجل بتدبر خيرا من ختمة كاملة بغير تدبر أنما نريد بهذه القراءة الحسنات ومحو السيئات وأن نرفع في الدرجات نريد أن ندرك ذلك بالتدبر
والذي يتدبر في قراءته إنسان عاقل فطن نبيه لأنه أدرك ما ينبغي أن يفعله وأجره يفوق ذلك بكثير ولا نستطيع أن نقيسه بمقاييسنا
* ما هو أثر التدبر في الدنيا والآخرة؟
فأثر التدبر في الدنيا تحصل فيها غذاء للقلب وعلاج لقلبك ولجميع بدنك وفيها تصحيح لتوجهك إلى الله عز وجل فتسعد بها في الدنيا
وأما الأخرة فتحصيل الحسنات وتكون الرفعة الكاملة في الآخرة بأيه واحدة من كتاب الله عز وجل
* لماذا تعتبر قراءة آية واحدةٍ بتدبر خيرٌ وأحب إلى الله عزّ وجلّ من قراءة ختمةٍ كاملة بغير تدبر؟
- من أرد أن يحي قلبه بكتاب الله عز وجل فليتدبر فيه فيردد أيه مثلا (خذوه فغلوه () ثم الجحيم صلوه) فتكرر الآيات ولابد أن تقف لان الوعيد شديد فتدبرها ماذا تعني فالله سبحانه وتعالى قد جمع الخلائق من أولهم إلى أخرهم تنزلت الملائكة العظام الذين لا يعلم عددهم إلا هو سبحانه وتعالى
ففي الصحيح من حديث بن مسعود في البيت المعمور يدخلون كل يوم سبعون ألف ثم لا يعودون إليه من حين أن خلقة الملائكة وهذا حالهم إلي اليوم
وفي الصحيح من حديث بن مسعود ( يجاء بجهنم يوم القيامة لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها ) فعدد الملائكة تقريبا خمسة مليارات ملك يجر جهنم فكيف سيكون حالك فالأمر شديد ، وأحجام الملائكة في خلقتهم ليسوا مثل باقي الخلق فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( أذن لي أن أحدثكم عن ملك واحد من حملة العرش بعد ما بين عاتقه إلى شحمة أذنه مسيرة سبعمائة سنة كخفق الطير ) حسبها أهل الرياضيات أنها أكبر من حجم الكرة الأرضية بأكثر من ثلاثين ألف ضعف فكيف بباقي الخلقة فماذا ستفعل أنت وسط هذه المخلوقات العظيمة وطولك مترين ثم يأتي الأمر من الله إلى ملائكته أن يأخذوك إلى الجحيم فكيف سيكون حالك
وهذا المثل بتدبر هذه الآية إنما هو لبيان أهمية التدبر فلما نتدبرها ونتصور الحال لما يجمع الجبار سبحانه وتعالى جميع خلقة والملائكة وقوف صفوف وينزل الجبار تنزل يليق بجلاله وعظمته سبحانه وتعالى وهو مستوى على عرشه لمحاسبة الخلق ، الأمر عجب ، فيقول الله خذوا فلان بن فلان ، فتأمل عندما تقرأ القرآن فتعمل جاهدا لإصلاح نفسك ثم تعمل لإصلاح الآخرين فتقبل على الله اقبالا عظيم فيتقبل الله لك .
* ذكرت في الدرس آيتان كدليلان على الأمر بتدبر القرآن ، ما هما؟ وما هي الفوائد المستنبطة من كل آية؟
1- (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) أفلا هي للتنبيه للاضطراب بمعنى أن الأول إذا لم يحصل فسوف يحصل الثاني والمعنى إما أن نقبل على تدبر القرآن فإن لم يحصل فسوف يكون على القلوب أقفالها وجاءت كلمة أقفال بصيغة الجمع وهذا الوصف من الله والمفتاح الذي يفتح هذه الأقفال وهو التدبر .
2- (كتاب أنزلناه إليك مبارك لِيدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب( اللام في ليدبروا هي لام التعليل أي أن إنزال القرآن الكريم من أجل التدبر و ليس لقراءة حروفه فقط وبركة القرآن هي لمن تدبر القرآن والتدبر هو طريق الذكرى وليتذكر أهل العقول وهم أولوا الألباب .
|