عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-08, 03:52 PM   #11
حق اليقين
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 07-08-2008
المشاركات: 55
حق اليقين is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,
الحمد لله فوائد الدرس السادس

الفائدة الاولى
ما هى الفوائد المستنبطة من تفسير قوله (إنَا سنلقى عليك قولا ثقيلا ) ؟

الفوائد المستنبطة من قوله تعالى (إنِا سنلقى عليك قولا ثقيلا ) :

اولا : إنِا جاءت للتعليل للقول الذى سبقها فهى جاءت بعد امر الله تعالى لنبيه صلى الله عليه و سلم بقيام الليل.
لذلك جاء التعليل لهذا الامر الجلل و هو قيام الليل بأن أخبر الله سبحانه بأن العلة (إنَا سنلقى عليك قولا ثقيلا ) أى سيتنزل القران العظيم و ما فيه من اوامر و نواهى و ما يشتمله من معان عظيمة تفوق قدرا البشر .

ثقيل : معناها متين ,عظيم ليس بالهين مطلقا فهو امر شديد

نستخلص من هذا ان القول الثقيل هو القرأن العظيم الذى سُيلقى من الله سبحانه لنبيه و لذلك فهو محتاج حتما استعانة بالله و صف الاقدام بالصلاة له ليلا حتى تحدث بأذن الله الاعانة فى الاقبال على كتاب الله اقبالا يليق بجلاله.

نستخلص من هذ القول لابد من رسوخ إعتقاد ان القرأن ثقيل ,متين ,كبير,عظيم و ليس بالهين مطلقا .

إنما هو مُيسر لمن يسره الله له .

الثانية : من اراد الاقبال على كتاب الله عليه ان يأخذ بالاسباب المعينة لذلك و منها القيام فى جوف الليل مع الادراك التام لحقيقة ان القران ثقيل ,متين ,عظيم و ليس بالهين و يحتاج إلى مدد لا يتيسر إلا بالاستعانه بالمولى و ذلك فى أفضل الاوقات و احراها للاجابة الا و هو جوف الليل لان القول(القرأن) ثقيل .

الفائدة الثانية :

ما هو اثر معرفة ان هذا الكتاب عظيم ثقيل على المسلم ؟

اثر معرفة ان هذا الكتاب عظيم ثقيل على المسلم أن يدرك ان هذ الكتاب امره عظيم جلل فتستعد النفس لتلقى القرأن بما أمر به الله عز و جل من أنواع التلقى التى أمرها و تليق به لانه ليس بالهين مطلقا لذلك يحرص المسلم على الاستشعار انفصاله عن ما سوى الله سبحانه و ما بين يديه من أيات عظيمات اثناء قرأة القرأن مع انتباهه التام لمعانى الايات حتى يأخذها على محمل التنفيذ الجدى .
إدراك المسلم لحقيقة ثقل و عظم القرأن تجعل حقيقة انه يسير على من يسره الله عليه تستقر فى قلبه فيستعين بالله و يختلف فى تعامله مع القرأن عما يتلقاه من سواه من المواد الاخرى.

الفائدة الثالثة :
لماذا يجب التدرج و عدم الاستعجال فى تعلم كتاب الله ؟

يجب التدرج و عدم الاستعجال فى تعلم كتاب الله لان لا يمكن ان يتسنى لاحد من المسلمين مهما بلغت قدراته ان يأخذ و يتلقى القرأن جملة واحدة بل يؤتى شىء فشىء فالعلم بالقرأن عظيم و ليس بالامر الهين الممكن تحصيله فى فترة محددة مضغوطة يل هو ممتد من بداية وعى المسلم للكلام و المعانى و هو فى سن مبكرة و يصاحبه خلال حياته فيتدرج فى مستويات المعانى و الفهم إلى نهاية حياته فهو العلم الذى لا حد له و لا ينقطع لعظمته و ثقله فهو مُنزِل من رب العالمين .و استعجال المسلم هو شر محض يؤثر على طريقته فى تعلم القرأن و منهجه فى كيفيه اخذه كتاب الله .التدرج سنة كونية شرعية ضرورية
و كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق و لن يُشاد الدين أحدً إلا غلبه )

المقصود بالدين : القرأن و ما يشتمل عليه من اوامر ,نواهى ,ايات تهديد ,ايات تفكر و غيرها من الدرر.

التدرج فى القرأن مصدره ثقل ,جلال القرأن فلابد ان يأخذه المسلم بقدره و يعطيه ما يستحق من وقت و جهد و مدارسة اذا اراد ان يكون عالما بكتاب الله متحليا بالصبر و المثابرة و التدرج للمحافظة على استمرارية المدارسة و عدم الانقطاع خلال سائر حياته لعدم محدودية دراسته .

الفائدة الرابعة :
كيف يمكن أن نستدل على ان دعوة الرسول صلى الله عليه و سلم كانت بالتدرج ؟

دعوة الرسول صلى الله عليه و سلم كانت بالتدرج و هذا ثابت سواء فى القرأن او السنة فى بداية دعوة النبى صلى الله عليه و سلم تدرجت الدعوة عبر مراحل :
اول ما نزل من القرأن ايات تحث على العلم (سورة العلق / إقرأ)
و بعدها الامر بالتوحيد و ان يعلم ان اعظم العلم هو توحيد الله سبحانه و تعالى و افراده بالربوبية و الالوهيه و تنزيهه من الشرك (سورة الاخلاص /الكافرون )و كثرت الايات التى تدور حول اثبات التوحيد لله و نفى الشرك
ثم بدأت الاوامر بمكارم الاخلاق الاحسان إلى المستضفين من ايتام و غيرهم و الحث على صلة الارحام فى بداية الدعوة و هكذا التدرج لان الناس لن تقبل الدعوة الا اذا كان هناك ما يكون يقبلون به دعوتك و ذلك بمكارم الاخلاق و قبلها التوحيد و هو ما قام به النبى عندما سالوه بمبأى شى أُرسل فاخبر صلى الله عليه و سلم انه جاءبصلة الارحام و كسر الاوثان و هو وارد فى الصحيح .
هكذا التدرج فى بداية الدعوة لان الناس لن تقبل الدعوة الا اذا كان هناك ما يقبلون به الدعوة الاو الداعى يتصف بمكارم الاخلاق و صلةالارحام و العزوف عن المظالم و هكذا يتقبلوا الدعوة بالمكارم و التوحيد.

مثال
النهى عن شرب الخمر لم يات فى مكة بل جاء فى المدينة و كان كبار الصحابة مثل على بن ابى طالب , حمزة بن عبد المطلب , طلحة بن عبيد الله و كان ساقيهم انس . و لم يات الامر الا بعد استقرار الايمان فى القلب و دخل التوحيد فى القلب تنزل الامر و سكبت الخمر فى طرق المدينة .
اذن كان هناك تدرج فى ارساء العقدة اولا فى نفوس الصحابة و استحكام اليقين و يليها مباشرة الاستجابة للاوامر فورا و طواعية .
حق اليقين غير متواجد حالياً