عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-08, 08:15 PM   #8
أم الشهداء
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي الدرس السادس .. مجموعة سنابل الخير

القاعدة الرابعة من قواعد فهم القرآن

الحمد لله الواحد الأحد و الحمد لله الفرد الصمد و الحمد لله الذى لم يلد و لم يولد و الحمد لله الذى لم يكن له كفوا أحد ثم الصلاة و السلام على رسول الله صلوات ربى و سلامه عليه و على آله و أصحابه و أتباعه و أنّا معهم بجود الله و رحمته .
أيها الأحبة كنا نتكلم فى الحلقة السابقة عن موضوع التدبر و عن أهميته و عن أثره فى قلب الإنسان بل و فى جوارحه بل وعن أثره فى الدنيا ثم بعد ذلك فى الآخرة .
نريد الآن أن ننتقل سريعا إلى القاعدة الرابعة و هى ما أسميناها بــ " القرآن ثقيل متين كبير ليس بالهين"
لكن قبل أن نبدأ نريد إن كان هناك سؤال على ما تقدم فليتفضل من كان لديه سؤال ،


بسم الله الرحمن الرحيم ، فضيلة الشيخ : قلت فى الحلقة الماضية أن القلب ينقسم إلى ثلاث : قلب حي ، و قلب مريض ، و قلب ميت و الله عز و جل قال :" أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها " فدلت الآية على أن القلب قد تدبر القرآن فهو حي ، و قلب لم يتدبر القرآن فهو ميت ...يعنى كيف نجمع بين التقسيم اللى ذكرتموه ؟

زين ..هذا السؤال طيب ... بالنسبة للقسمة التى جاءت فى كتاب الله عز و جل ، تقسيم القلب إلى ثلاثة أقسام ، قلب حى و قلب مريض و قلب ميت و جاءت الدلالات –الآيات- بل و كذلك السنة على هذا المعنى و استنبط أهل العلم هذا المعنى من هذه النصوص و قسموا القلوب إلى ثلاثة أقسام و لكن بالنسبة لما جاء فى الآية ، الآية لم تتكلم عن قلبى حى و قلب ميت .... لا ،و إنما تكلمت عن قلب متدبر ليس عليه أقفال و قلب غير متدبر عليه أقفال ، فالقلب الحى الذى ليس عليه أقفال –الذى هو قلب متدبر- هذا هو القسمة الأولة الذى قلنا انه القلب الحى ،هذا ليس عليه أقفال مطلقا ... أما القسمة الثانية و هو القلب غير المتدبر الذى عليه أقفال فهذا على نوعين : قلب قد زادت عليه الاقفال و استكثرت عليه حتى أنه من شدة هذه الأقفال ، بلغ إلى درجة الموت ، أصبح ميتا وهو القسم الثالث عندنا ، أما قلب آخر فهو قلب غير متدبر و لكن الأقفال لم تستحكم عليه ، لم تتكابد عليه ، فمازال فيه نبض حياة ، مازال فيه شئ من الحياة فهو القلب المريض فى القسمة الثانية عند أهل العلم .
وهذا القلب المتوسط هو قلب كثير من الناس فتجده ليس بالميت – أى ليس بالكافر – و لكنه أيضا كذلك ليس بالقلب الحى كقلب المؤمن ، و إنما هو قلب متوسط ... قلب مريض ، عليه أقفال ، و لكن هذه الاقفال لم تحكم الإغلاق على هذا القلب من كل الوجوه و إنما بقيت فيه نوافذ يدخل منها النور ، بقيت فيه حياة يسيرة فى هذا القلب ...فهذا هو القلب المريض ، فالأقفال تارة تستحكم فيموت القلب تماما ، و تارة لا، تكون أقفال و لكنها لم تستحكم تماما على القلب فتصل منافذ الخير يسيرة إلى هذا القلب فيبقى قلبا مريضا ، يبقى هو مريض ،كحال الانسان المريض ...و حال الانسان المريض بين الانسان الحى الصحيح الطيب و بين الانسان الميت الذى لا حراك له ... واضح؟؟


فى سؤال آخر إن كان...

أثابكم الله فضيلة الشيخ على ما قدمتم ، لقد عرفنا مما سبق فى الحلقة الماضية أن أحسن أو أفضل حال لقراءة القرآن الكريم هو قراءته بتدبر فكيف نوفق بين هذه الحالة و الحالة الاخرى التى هى فى مقام التعليم مثلا، مدارسة القرآن أو مراجعته أو تسميع على شيخ فقد تكون هذه القراءة تصل إلى حد الحدر أو أكثر من ذلك ، مثلما ذكرت قول عبد الله بن مسعود تكون مثل هذّ الشعر ..فكيف يمكن أن نوفق بين هذا و هذا ؟

هذا سؤال مهم و جيد جدا حقيقة لأن من يسمع الكلام السابق قد يظن بأن المقصود هو ألا يقرأ القرآن إلا على هذه الصفة و هى قراءة التدبر بمعنى أنه يقرأ قراءة متأنية فيها تكرار و فيها تفكر و فيها تأمل و فيها وقفة طويلة جدا مع آيات يسيرة من كتاب الله عز و جل يظن أن هذا هو المقصود مع كل القرآن من أوله إلى آخره ..لا ،ليس هذا هو المقصود ،و إنما المقصود هو أن يكون لقراءة القرآن بالتدبر ، أن يكون لها حظ من وقتك ، و اهتمام فى قلبك ، فتقرأ القرآن مرات كثيرة بتدبر و تأمل و تفكر و نظر و اعتبار بهذه الآيات ،و لا يغنى هذا أن تقرأ القرآن قراءة أخرى يكون فيها شئ من الحدر شئ من الإسراع بالقراءة و نحو ذلك ، هذا لا يلغيه ، ففى حلقات التعليم ، و فى حال مراجعة حفظ القرآن ، أو الرغبة فى قراءة شئ من كتاب الله عز و جل و ختم بعض أجزائه ..لا بأس أن يقرأ الانسان حدرا ،
فقد ثبت عن صحابة رسول الله –صلى الله عليه و سلم- أنهم كانوا يحزبون القرآن سبعا ، فيقسمون القرآن سبعة أقسام بحيث أنهم فى الاسبوع الواحد يكون الواحد منهم قد ختم القرآن ختمة واحدة ...هذا أغلب أصحاب النبى –صلى الله عليه و سلم – كانوا يحزبون القرآن سبعا ، فيجعلون من كذا لكذا هذا حزب و حزب ثانى و ثالث و رابع إلى السابع - من المفصل إلى آخر القرآن هذا هو الحزب السابع – ونحو ذلك فيجعلون القرآن على سبعة أحزاب و كان منهم من يجعل القرآن على ثلاثة أحزاب و منهم من يجعل القرآن على عشرة أحزاب و منهم من يجعل القرآن على ثلاثين حزبا و لكن نحو ذلك حسب ما يتيسر للإنسان.
فكانوا يقرؤون القرآن حدرا فى مواطن ، ولكن هذا لا يعنى أن تكون قراءتهم من أولها إلى آخرها فى ليلهم و نهارهم كلها حدر ، أن تكون قراءتهم كلها من أولها إلى آخرها حدر فى حدر... لا، هذا ليس بصحيح أبدا ، و إنما لابد لابد أن يكون من قراءتك لكتاب الله عز و جل ما يكون فيه تدبر و تأمل و نظر و تفكر و وقفة طويلة مع كتاب الله عز و جل و لا يمنع أن يكون هناك قراءة أخرى يكون فيها شئ من الحدر مع التنبيه على أن ما نهى عنه ابن مسعود و نهى عنه ابن عباس و نهى عنه أيضا ابن عمر –رضوان الله عليهم أجمعين – وهو القراءة هذّ كهذّ الشعر ..هذا لا يجوز بحال من الأحوال أن يكون ديدن المسلم مطلقا ، بل لا ينبغى لأى مسلم أن يقرأ القرآن على هذا النحو ..هذّ كهذّ الشعر هكذا ...لا حول و لا قوة إلا بالله بل لا ينبغي لأي مسلم أن يقرأ اقران على هذا النحو هذ كهذ الشعر هكذا لا حول ولا قوة إلا بالله هذ كهذ الشعر حتى قراءة الحدر عندما تريد أن تقرأ القرآن على شيخ تجود عليه القران أو تريد أن تراجع حفظك فتقرا مع زميل لك حدرا لن تستطيع ان تقرأ قراءة مسترسلة فلكن تحدر حدرا لابأس و لكن هذا الحدر لابد أن يكون معه شيء من التفكر في الآيات في شيء الخضوع شيء من النظر فيها فرق أن تقرأ مثلا في سورة عم فتقول مثلا : " عم يتسألون ، عن النبأ العظيم ، الذي هم فيه مختلفون ، كلا سيعلمون ، ثم كلا سيعلمون" ثم تقرا هكذا هذا حدر وتقرأ على هذا النحو هناك فرق أن تقرأ كقراءة بعضهم هداه الله و غفر الله لنا و له عندما يقرأ هذه السورة مثل: " عم يتساءلون * عن النبأ العظيم * الذي هم فيه مختلفون * كلا سيعلمون * ثم كلا سيعلمون" فهذا لا يجوز هذه القراءة لا تجوز مطلقا ففي مراجعة هذا لذاك فان هذا فيه انتقاص من قدر القران فيه انتقاص من قدر القران فالقران لا يقرأ على هذا النحو تصور انك تقرأ كلام الجبار على هذا النحو من يصوغ لك ذلك من يصوغ لك ذلك أن تقرأه على هذا النحو هذا به انتقاص لقدر القران و عظمة هذا الكتاب العظيم و لكن تقرأ حدرا مع استيعاب و تأمل الايات قليلا بعض الناس يقرأ القران و هو يضحك أو وهو يبتسم و هو يظن انه يراجع القران أو ينظر في ي شيء في السماء و في صورة أمامه أو في منبر أعجبه أو في طفل يتحرك أو في شيء و هو يقرأ القران هكذا عينه قلبه ليس مع القرآن و إنما هو يريد أن يراجع الحفظ مجردا هكذا يا أخي لا ينبغي لك عندما تقرأ القرآن أنت مع الله و تقرأ كلام الله سبحانه وتعالى فرسلا رسلا احدر و لكن مع حدرك بلسانك يكون قلبك أيضا يستحضر القراءة و يستحضر شيئا من هذه المعاني التي تجيء في هذه الآيات


ندخل بعد ذلك في القاعدة الرابعة في هذا الشان و هي : القرآن ثقيل متين
سبق و أن أشرنا الى شيء من ذلك في قوله تعالى :" إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا " و قلنا :إن "إنا " هنا في الكلام عن سورة المزمل : إن "إنا" هنا جاءت للتعليل لما قبلها و قد جاء قبلها أوامر إلى الرسول صلى الله عليه و سلم ثم جاءت "إنا " و إن" اذا جاءت بعد أمر أو نهي و ما في حكمهما فإنها جاءت للتعليل فهذا معلوم في لغة العرب فأنا أقول لك مثلا اشرب الدواء فإن فيه شفاء أقول لك مثلا: اقلب رزقك فإن في هذا خير لك و لأولادك و نحو ذلك من الكلام فتأتي إن بعد الأوامر أو بعد النهي فأقول لك :لا تصحب الأشرار فإن في صحبتهم شر لك في دينك و دنياك و نحو ذلك مما يأتي من كلام العرب فإن إذا جاءت بعد الأمر و النهي و ما في معناها تكون للتعليل و هكذا كثيرا جدا في كتاب الله عز وجل كثيرا جدا في كتاب لله عز و جل فهنا أمرنا الله سبحانه و تعالى أمر نبيه بدءا صلى الله عليه و سلم بقوله : " يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا " فأمره بقيام الليل ثم علل ذلك بقوله : "إنا " و إن من المعلوم أنها عبارة عن أصلها : إن و نا الفاعلية التي أصبحت اسما لإن فهي عبارة عن :"إننا" فأدغمت النونين في بعضها فأصبحت عبارة عن نونين . فإن هذه إن التي في إنا نا الفاعلية دخلت معها فدلت على التعليل دلت على أن الأمر السابق مع ما علته ما حكمته: هو قوله تعالى:" إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا " فإن قيام الليل و إن الصلاة في آخر الليل لأن الله عز وجل سيلقي على نبيه قولا ثقيلا :" إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا " قولا ثقيلا صفة الكلام أي أنه متين و أنه قوي وأنه كبير و أنه شديد ليس بالهين أبدا و ليس بالهين مطلقا استحضارا لهذا المعنى يعينك أيه المؤمن على أن تقبل على كتاب الله إقبالا يليق بهذا القرآن ... كثير من الناس يأخذ القرآن هكذا كما يأخذ جريدة كما يأخذ مجلة كما يأخذ أدنى كتاب يأخذ القرآن على هذا النحو و هذا لا ينبغي فإن الله عز و جل أمر يحي فقال له:" يا يحي خذ الكتاب " بإيش:" بقوة" أي كتاب ؟ أي كتاب؟ هل هو القرآن ؟ "يا يحي خذ الكتاب بقوة " أي كتاب ليس القرآن و إنما المقصود هنا ماذا؟ الإنجيل أو لكتب التي نزلت قبل الإنجيل فالمقصود هنا كتاب من كتب إسرائيل إن كان الإنجيل فذاك و إلا ما قبله من الكتب التي تنزلت مع أن هذا في كتب من كتب بني إسرائيل فما بالك بهذا القرآن العظيم لأنه أرفع و أعلى و أكبر و أجل من الكتب التي تقدمت بل هو مهيمن عليها و مسيطر على كل الكتب التي جاءت من قبلها و قد جاء عن الحسن البصري رحمه الله رحمة واسعة ان القرآن ضمن جميع ما في الكتب السابقة أن هذا كتاب الله سبحانه و تعالى أن هذا القرآن جمع 104 كتب من الكتب السابقة كل ما تنزل من الله عز و جل من الكتب جمع في هذا القرآن فإذا المقصود هنا أيها المؤمن أن هذا القرآن عظيم جليل و قد أمر الله يحي "خذ الكتاب بقوة " مع أن الكتاب الذي سيأخذه ليس بدرجة الكتاب الذي أمرنا نحن أن نأخذه فكتابنا أعظم من كتبهم جميعا لذا فأمر يحي أن يأخذ الكتاب بقوة أن يأخذ الكتاب "بقوة" :فـ "إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا" حتى تستعد النفوس لهذا القرآن لما أمر الله عز و جل من أنواع التلقي به و لولا أن الله يسره لما استطاع أحد أن يفهمه بل لما استطاع قلب بشر أن يتحمله " و لقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر" يسره لنا و إلا ... لو أن الله لم ييسره لم نستطع أبدا أن نتحمله قد تنزل هذا القرآن على... أخبر الله عز وجل سبحانه و تعالى أن هذا القرآن لو تنزل على... على جبل لرأيته إيش ... "خاشعا متصدعا من خشية الله" تصور جبل عظيم لو تنزل عليه القرآن لتصدع و خشع تصدع يعني: تشقق ...


تصور أن مجرد القرءان ينزل سيتصدع الجبل ويتشقق من هولِ هذا القرءان ومن عظمة هذا القرءان إذًا بالنسبة لقلوبنا هل يمكن ان تتحمل القرءان لولا أن الله يسره لنا لا يمكن هذا لأن القرءان ثقيلٌ متينٌ عظيم فلا بد ان ندرك ذلك ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت عنه أيضًا قال: (( إنّ هذا الدين متين ، الدين ماذا هو ؟ الدين القرءان وماأمر به القرءان والسنة قد جاء الأمر بها و........ ونحو ذلك وكلُّها عائدة إلى القرءان ، إن هذا الدين متين شوف أرشدك النبي صلى الله عليه وسلم كيف تتعامل بعد ذلك مع هذا القرءان المتين أرشدك بقوله صلاة ربي وسلامه عليه ( إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ) وسيأتي في القاعدة الخامسة الكلام عن هذا الأمر ( إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ولن يشادّ الدين – أي ولن يشاد القرءان أحد إلا غلبه – من الذي سيغلب القرءان ام أنت ؟ غلب القرءان ..... إذا أخذت القرءان مرة واحدة وجملة واحدة لا يمكن وإنما يؤتى شيئا فشيئا كإجتماع النقط كما قال الزهري رحمه الله تعالى يأتي القرءان بالعلم شيئا فشيئا ما فشيئا ما حتى يجتمع حتى تتعلم هذا العلم العظيم شيئا ما شيئا ما قليلا قليلا هكذا يكون ....قد يكون الناس يريدون أن يأتوا بالقرءان كله في سنه واحدة ياخي هذا من عاشر المستحيلات لم يحصل لأعلم الناس وأفضلهم وازكاهم واحرصهم على العلم لم يتيسر هذا لأحد من الناس أبدًا

ابن عباس روي عنه أنه يقول حفظت المفصل وأنا ابن 12 سنة شوف كم عمره 12 سنة حفظ المفصل معناه ليس حفظَا مجردًا انطباع في الذهن وإنما حفظ مع فهم ومع إدراك مع معرفة عمره 12 سنة حفظ المفصل عندنا 8 سنوات تجده حافظ للقرءان كله إذًا ليس هذا مقصود الصحابة وإنما المقصود أن يحفظ القرءان حفظ ومع فهم وإدراك ولذا يفتخر على بعض الصحابة على ابن عمر وابن عمرو وابن الزبير وأقرانه يقول أنا حفظت المفصل وانا 12 سنة يفتخر بهذا افتخارا فتنبه لهذا التنبيه أن القرءان عظيم ليس بالهين
ولذا أيضا قال النبي صلى الله عليه وسلم في سورة البقرة كما ثبت عنه في صحيح مسلم قال: اقرؤا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة والبطلة هي السحرة لقوتها وعظمتها لا تستطيعها البطلة

فاصل..

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله حياكم الله مرة أخرى في روضة من رياض القرءان
كان الكلام عن مايتعلق بالقرءان وأنه ثقيلٌ متينٌ عظيمٌ جليل ليس بالهين أبدا ووقفنا عند الكلام عن سورة البقرة قوله صلى الله عليه وسلم ( اقرؤا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة ) والبطلة هؤلاء هم السحرة ليش مايستطيعونها؟ لعظمتها وجلالتها وكبير قدرها عند الله سبحانه وتعالى لا تستطيعها البطلة أبدًا لا تستطيعها البطلة مطلقا السحرة هؤلاء إذا جاءتهم سورة البقرة قصمتهم وكسرتهم وأبادتهم من أولهم إلى آخرهم بل وأحرقتهم حرقًا . عظيمة جليلة من يستطيع على سورة البقرة
هذا القرءان عظيم متين ولذا تأمل أمرا آخر
سورة الأنعام
جاء عن عدد من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم بأسانيد يقوي بعضها بعضا . جاء عن ابن عباس وجاء عن ابن مسعود وجاء عن ابن عمر وجاء عن أسماء بنت أبي بكر
جاء عنهم جميعا كما ذكرت لك بأسانيد يقوي بعضها بعضا أن سورة الأنعام لما نزلت نزلت من السماء جملة واحدة أي قطعة كاملة لم تكن مفرقة نزلت من السماء جملة واحدة ومعها 70 ألأف ملك يجأرون بالتسبيح لم جأرون بالتسبيح؟ و 70 ألأف ملك يتزلون مع سورة واحدة من كتاب الله عزوجل إنما كان ذلك لعظمة هذه السورة الجليلة لكبير منزلتها عند الله سبحانه وتعالى 70 ألف ملك ينزلون مع سورة واحدة من سور القرءان يجأرون بالتسبيح لم يجأرون؟ سبحان الله مامعنى سبحان الله معناه أنزه الله أقدّر الله أبرىء الله سبحانه من كل نقص، لكنهم رأو شيئا عظيما رأو شيئا جليلا رأوا شيئا مهيبا فأخذوا يجأرون بالتسبيح حال تنزل يورة واحدة من سور القرءان 70 ألف ملك مع سورة وتلك سورة لا تستطيعها البطلة فالأمر عظيم ليس بالهين أبدا ليس باليسير إلا على من يسره الله تعالى عليه
هذا الأمر أريد أن يستقر أيضا في قلبك مع ما سبق وهذه هي القاعدة الرابعة: أن القرءان متين عظيم كبير ليس بالهين أبدا فخذه بقدره وأعطه ماتبين حقا إن أردت ان تكون عالما بكتاب الله سبحانه و تعالى ولا علم إلا بالقرءان ولا فهم إلا من القرءان ولانجاة إلا مع القرءان ولا فلاح إلا بالقرءان ولا فوز ولا رفعة ولا وصول للدرجات العالية إلا مع كتاب الله سبحانه وتعالى


القاعدة الخامسة: وهي الآخرة منها من القواعد التي لابد من إدراكها حنى تسمح ان ندخل بعد ذلك إلى لب الموضوع هي : التدرج سنة كونية شرعية ضرورية
هذا هو التدرج في الشرع ولا بد منه مع كتاب الله عزوجل بشكل أخص ولكن سأجيب على سؤال أظن أن كثير من الناس قد يسألوه فيقول: لم الكلام عن التدرج في هذا الموطن ؟ الكلام عن التفسير وأثر القرءان على الانسان فلم يأتي الكلام عن التدرج من ضمن الحديث عن القرءان؟
وأقول لك أيها المبارك إن مما يلحظ على كثير من المسلمين أنه يستعجل كثيرا تطلب علم كتاب الله عزوجل وهذه العجلة شرٌ محض عليه
أن مما يلحظ على كثير من المسلمين أنه يستعجل كثيرا في تطلب علم كتاب الله عز وجل وهذه العجلة شر محض عليه وما من على طريقته في تعلمه من كتاب الله وعلى منهجه في كيفية أخذه لهذا القرآن العظيم ....كيف ذاك ....أنا قد درّست التفسير سنين عددا وشرحته مرارا وتكلمت مع الكثير من الناس فيما يتعلق بآيات الكتاب العزيز مشكلة الكثير من الناس مع القرآن أنه يريد أن يأخذ كتاب الله عز وجل في مدة يسيره على أقصر ما تكون فيقول لك أنا أريد أن آخذ التفسير مثلا في سنه واحدة وأريد أن أتعلم ما يتعلق بتفسير القرآن من أوله إلى آخره وفهم معانيه ومعرفة غريبة وما يتعلق بذلك سأجعل له سنتين وسأجعل لبقية العلوم أيضا كذلك الفقه سنه أو سنتين والحديث سنه أو سنتين و اللغة والنحو سنه أو سنتين ونحو ذلك يريد أن يجعل مدة محددة لتفسير كتاب الله عز وجل وهذا إذا وضعه على هذا النحو لن يستطيع أن يأخذ التفسير مطلقا . بل كما قيل في القديم حُكِي هذا القول عن الزهري "من أراد أن يأخذ العلم جملة ذهب عنه جملة" أي يريد أن يأخذ التفسير كله من أوله إلى آخره بمثل هذا لن يستطيع أبدا وإنما التفسير هو قرينك من حين أن تبدأ بالإدراك والفهم من حين أن تملك بل قبل ذلك من حين أن تدرك معاني الكلام حتى وإن كان الفتى صغيرا أو الفتاة أيضا صغيره من حين أن يبلغ ست سنوات أو سبع سنوات لابد أن يكون متوجها لكتاب الله عز وجل راغبا في معرفة معانيه ويكبر معه هذا إلى أن ينتقل من الحياة الدنيا هذا هو التفسير . التفسير مثله سنه ولا سنتين ولا ثلاث ولا أربع ولا عشرة ولا عشرين ولا مائة وإنما يصحبك من حين أن تبدأ ويوقظ الله قلبك بالالتفاف إلى كتابه إلى أن تنتقل من الحياة الدنيا هذا هو التفسير ولذا خذ التفسير شيئا فشيئا ، أنت تعيش في روضة غناء أنت تعيش في بيت من نور فلا تريد أن تخلي هذا البيت من نور ولا يعني هذا أن تلغي بقية العلوم وتلغي بقية الأمور التي لك في دينك ودنياك ،أبداً وإنما لا تقل أن التفسير له كذا وكذا هذا لا يمكن لايمكن أبدا إنما إجعل له حق من يومك قليل أوكثير بحسب ماتستطيع وإصحبه في سجل حياتك جميعاً من أولها الى آخرها وأن هذا هو كلام الله سبحانه وتعالى هذا الأمر إذا استقر عندك عند إذٍ ستأخذ التفسير بشيء من النور شيء من اليسر شيء من الإستعداد للصبر وإن تطاول الزمان وعند إذٍ أيها المبارك لابد ان تدرك سنة الله الكونية في هذا الباب وهي سنة التدرج . الله سبحانه وتعالى في هذا الكون جعل هناك سنّة كونية بل وهي سنة شرعية بل وهي أيضاً سنّة دليلية في كل أمورك من أولها إلى آخرها وهي مايسمى بالتدرج ,أن نأخذ الأمور شيئاً فشيئاً لا نأخذ الدنيا بل ولا لآخرة كلها لقمة واحدة هكذا وإنما شيئاً فشيئاً ،عبارة عن سلم تصعد مرة ثم الى الدرجة الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة ...هكذا ،هذه السنة في كل شيء بل حتى في حياتك أنت عندما تولد ((تولد وعمرك أربعين سنة خمسين سنة ستين سنة؟؟)) تولد وعمرك إيش يوم واحد في بداية حياتك ثم تكبر ...تكبر قليلا كل شعيرة من أولها إلى آخرها إذا هي يا أخي جارية على هذا النحو كل السنن التي حولك من أولها إلى آخرها هي جارية على هذا النحو.العلم كيف تأخذ العلم من أوله إلى أخره ؟ لا ، إنما مرة ومرة ومرة وهكذا.... بل كل شؤونك لو تأملتها ستجدهــا أنها على هذا النحو عبارة عن تدرج شئ ثم يأتي بعدة شي ثم يأتي بعدة شيء .....وهكذا، انظر إلى المطر الذي ينزل من السماء بركة من الله عز وجل إلى هذه الأرض العطشى فينزل الله هذا السيل لها.كيف ينزل؟! لوكان ينزل دفعة واحدة هل سينفع الناس بل سيضرهم بل سيؤذيهم ولكن الله عز وجل أنزله شيئا فشيئا لكم ينزل عليك شيئا فشيئا فينفعك فتستفيد منها أما لو نزل جملة واحدة لكان في ذلك إضراراً بك أيها الإنسان فأنزله الله رحمة بك على هذا النحو أنت أيضاً كذلك في كل أمورك عندما تريد أن تطلب العلم وهو أجل الامور عندما تريد أن تدعو إلى الله عز وجل عندما تريد أن تتعبد الله سبحانه وتعالى لا تكن كالمندك الذي لا ظهر أبقى ولا أرض قطع، إيش المندك الآن مثلاً سمع موعظة عن القرآن دعنا نتكلم في القرآن سمع موعظة عن القرآن وعن أهمية التفسير وعن بعد الناس عن التدبر وعن اثر التدبر وعن فائدته وعن عظيم أجره وعن أهميته له ولأهله وللأمة من أولها إلى آخرهــــا قام فاعتكف في بيته مدة أربعة أيــام خمسة أيـــام ستة فتـح كتب التفسير أخذ يتأمل يتدبر هذا لن يمضي عليه أكثر من أسبوع أو أسبوعين ثلاثة فيترك كل شئ، هذا لا يكون ولا يصلح أبدأً وإنمـــا نأخذه شيئاً فشيئاً ولتتأمل الايات التي ذكرناها لك في حلقـــات سابقة فيما يتعلق بالتدرج, الله عز وجل أولاً أمرنـــا بماذا؟؟ بالعلم ثم أمر بالدعوة ثم أمر بالعبادة التي تكون معيناً لك على الدعوة ونحو ذلك كثــــــر وذكرت لكم مثلاً نأخذ من أوامر الله سبحانه وتعالى ونواهيه التي أنزلها على رسوله صلى الله عليه وسلم أول الأوامر التي أمر بها الإنسان على لسان المصطفى صلى الله عليه وسلم مـــاهي؟؟ (اقرا باسم ربك.........) الذي هو العلم ثم جاء الأمــــــر بمــــــاذا ؟؟ بعد ذلك باب التوحيـــــــد جاء الأمر بعد العلم أن يعلم أن أعظم العلم هو توحيد الله سبحانــــــــه فجاءت الأوامـــــــر تكاثرت على النبي صلى الله عليه وسلم في الأمر بالتوحيد ونفي الشريك عنه جل وعلا فنزل قول الله سبحانه وتعالى: (قـــــــل هو الله أحـــــد * الله الصمــــــــد *......) ونزل قول الله سبحانه وتعالى : ( قل يا أيها الكافرون .....) وهكذا نزلت الآيات الكثيرات في نفي الشريك وإغلاق التوحيد لله سبحانه وتعالى ثم بعد ذلك ماذا نزل ،نزل الأمر بمكارم الأخلاق الأمر بالإحسان إلى اليتيم الفقير وصلة الأرحام ونحو ذلك فجاءت في بدايات الدعوة نزلت هذه الآيات ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لمالك الهشمي فيما يرويه الإمام أحمد رحمه الله في مسنده من طريق عوف الى مالك الهشمي أن أباه جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أي مالك جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا محمد ،تأمل الحديث فيه بيان يوجهه النبي صلى الله عليه وسلم في تدرجه في كل أموره من أولها إلى آخرها من ذلك فيما يأتيه رجل فيقول يا محمد إلام تدعو ؟ يعني إلى ماذا تدعو إلى أي شيء تدعو؟ فماذا كان جوابه صلى الله عليه وسلم ،أنا أدعو إلى عبادة الله وحدة لاشريك له وأدعو إلى الصلاة وإلى الصيام وإلى القرآن وإلى صلة الأرحام وترك الزنا وترك شرب الخمر وإلى ترك أكل الربا وإلى وإلى !! .. أبداً لم يكن هذا كلامه صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم لا شيء تعجب هذا الأعرابي كيف لا شيء قال صلى الله عليه وسلم لا شيء إلا الله والرحم .والحديث صحيح . ذكر له أمرين اثنين فقط .الله ،أي توحيد الله سبحانه وتعالى ثم الرحم،صلة الأرحام ومايتعلق به هذا في بداية الدعوة إذا وبل في صحيح مسلم في حديث عمر بن عتك السلمي أنه جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما أنت يا محمد؟ قال أنا نبي، قال ومـــــا نبي؟ قال يأتيني الوحي من السمــــــاء، قال فبأي شيء أرسلك الله؟ فهذا الذي أرسلك بوحي من السماء بأي شيء أرسلك؟ ،شوف كيف النبي صلى الله عليه وسلم كيف يعلم الناس كيف يتدرج في الدعوة كيف يتدرج في أمره صلى الله علية وسلم في كل أموره ليس في الدعوة فقط بل في كل حياته يقول بأي شيء أرسلك قال:( بصلة الأرحـــــــام )، فقدم الكلام عن صلة الأرحــــــــــام قبل كل شيء ليش؟ لأن النــــــــاس لن تقبل دعوتك إلى الله عز وجل لن تقبل أن تخرجهم من الشرك من الظلم من الطغيان إلى التوحيد إلى العدل إلى الإيمـــــــان إلا إذا كان هناك ما يجعلهم يقبلون دعوتك وهو أن تكون حسن الخلق واصل لرحمك عافاً عن المظالم عدلاً مع الناس صغيرهم وكبيرهم ولذا قال له بأي شيء أرسلك قال:( بصلة الأرحـــــــام وكسر الأوثان ) يعني عن الرحم والتوحيد
هذه القضية بما يتعلق بالتدرج هذه سنة كونية ضرورية


ولذا لو تأملت في الأوامر التي جاءت في سورة الأنعام أو سورة المائدة ونحو ذلك بل في سورة الأحزاب وغيرها ,تجد أنها جاءت أوامر كثيرة لم تنزل في مكة مطلقا!
النهي عن شرب الخمر لم يأت إلا في مكة ,كان الصحابة رضوان عليهم جميعا يشربون الخمر ,كان علي بن أبي طالب و حمزة بن عبد المطلب و طلحة بن عبيد الله يشربون الخمر وكان ساقيهم أنس وثبت ذلك في الصحيحين
لم يأتي النهي لكن لما دخل التوحيد في القلب لما دخل الإيمان تنزّل النهي ، انتهى الأمر ،سكبت الخمر في طرق المدينة , وإذا الخمر يجري في طرق المدينة كأنه وادي يسيل، لماذا؟ لأنه كان بعدما استقر الإيمان في القلب
فالقضية فيما يتعلق بسنة الله عز وجل بالتدرج , فهذه سنة في كل أمورك أيها المؤمن وهي في كتاب الله أبين وأظهر لأن أوامر الكتاب جاءت بالتدرج أيضا k أوامر الكتاب لم تأتِ هكذا مرة واحدة وإنما جاءت بتدرج مقصود، تعلمون الجهاد , دعوني أضرب لكم مثلا الجهاد ، الجهاد في أول أمره هل كان مشروعا؟ هل كان واجبا؟ هل كان مستحبا ؟ هل كان مباحا؟ لا , وإنما كان محرما
تصور أن الإنسان الذي يجاهد في سبيل الله يكون قد فعل كبيرة من الكبائر ومحرما من المحرمات ، لأن الله عز وجل يقول) ألم ترَ إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ) ، فأمرنا في بداية الأمر بماذا ؟ بكف اليد وعدم القتال أبدا ولذا قال الله عز وجل في الآية الأخرى) أذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا ) لاحظ أذن , يعني قبل هذا الإذن كان محرما ممنوعا فالجهاد في بداية الإسلام لم يكن واجبا ولا مستحبا بل ولا مباحا وإنما محرما من المحرمات
فمن قاتل بسيفه فقد وقع في كبيرة من الكبائر والعياذ بالله ولذا لما جاء خباب بن الأرت كما في الصحيح شكى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما يجدون من الضعف وما يجدون من الأذى ، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: " إنكم قوم تستعجلون " بل في مسند الإمام أحمد لما جاء الصحابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أكابر أهل مكة لاحظ أكابر أهل مكة من أهل الكفر والعناد صناديد قريش قد جمعوا في وادي منى أكثر من 70 رجلا من أكابر قريش في وادي منى وكان الصحابة في أعلى الوادي ، فقالوا يا رسول الله فرصة ألا تأذن لنا فننزل على أهل منى بأسيافنا فقال صلى الله عليه وسلم الذي يدرك سنن الله الكونية وسنن الله الشرعية ومنها التدرج قال" لا إني لم أؤمر بذلك"


ليس هذا وقته وليس هذا حينه أبدا ولا يجوز القتال في حال أن تكون على صفة ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم في بداية دعوته ، كان أهل الكفر وصناديد قريش يمشون في أزقة مكة يطوفون بالبيت وكان يستطيع صلى الله عليه وسلم أن يقول لحمزة وأن يقول لعلي وأن يقول لعمر وأن يقول لطلحة وأن يقول لسعد بن أبي وقاص عليك بأبي جهل اقتله، عليك بأبي لهب اقتله ، افعل به كذا اقطع رأسه كان يستطيع صلى الله عليه وسلم وكانوا سينفذونه قطعا وهم أبطال الناس وكانوا يستطيعون قتلهم في حال كفر الجميع فكيف بعد الإسلام وقد أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ولكن ليس هذا هديه وإنما هو التدرج , القتال متى يكون الجهاد متى يكون , في حينه , في حين أن تكون السنن الكونية قد وجدت وتهيأت لأن يبدأ أهل الإسلام بالجهاد والقتال
عندئذ يشرع القتال , أما ماعدا ذلك فلا ، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لحذيفة بن اليمان كما في صحيح مسلم لما أرسله يأتي بخبر أهل الكفر في غزوة الأحزاب قال " ياحذيفة لا تذعرهم عليك" يعني لا تهيجهم لا تجعلهم يثورون علينا بعد أن اطمأنت الأمور وهدأت بعد العاصفة والريح التي أرسلها الله عز وجل لا تحدث شيئا يجعلهم يثورون ويبغون الانتقام من أمة الإسلام والانتقام من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الرسول الملهم المؤيد من السماء ومع ذلك يقول لا تحركهم عليك، ليس فينا قوة وشدة عليهم ولا غلبة لهم فلا تذعرهم ولا تحركهم علينا دعهم في سكونهم وما هم فيه حتى أن حذيفة يقول ( فلما رأيت ظهر أبي سفيان وكان يصلي ظهره بالنار فأخذت القوس أريد أن أرمي -يريد أن يرمي ظهر أبي سفيان يريد أن يقتله- يقول فتذكرت نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم أعدت القوس إلى مكانه )، أعاد السهم وجعله في مكانه حتى لا يخالف نهي النبي صلى الله عليه وسلم وكان هو أدرى صلوات الله وسلامه عليه بما يصلح الناس.
إذن التدرج على جهة عامة سنة كونية ضرورية شرعية لابد منها في كل الأمور.


نقف عند هذا الحد وأسال الله سبحانه وتعالى لي ولكم أن يرزقنا من كتابه نورا وأن يجعلنا من أهل القران وان ينير بصائرنا وقلوبنا وأسماعنا وأبصارنا لكتابه سبحانه وتعالى إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد



توقيع أم الشهداء
إلى الذين يظنون أن هذه الأمة تموت قهرًا ..
نقول لهم : إنكم واهمون
فإن أرحام المؤمنات ..
لم تعقم
!!
أم الشهداء غير متواجد حالياً