عرض مشاركة واحدة
قديم 05-11-08, 06:50 AM   #174
دعاء عبد الله
~نشيطة~
Icon185 فوائد الدرس السابع

فوائد الدرس السابع


كيف يؤثر فينا القرآن كما أثر في الصحابة

ما هي المرحلة الأولى التي يجب على المسلم العامي أن يسير عليها حتى يؤثر فيه القرآن كما أثر في الصحابة الكرام؟

أولا إذا أرد عامة المسلمين أن يؤثر فيهم القرآن كما أثر في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلابد أن يهتم بكتاب الله عز وجل إن أرد أن يكون من أهل القرآن لان هذا القرآن هو سبيلهم إلى النجاة والفلاح والهداية وهو المنقذ لهم يوم القيامة ففي المرحلة الأولى أن نبدأ بقصار السور لأنها بها المسائل الواضحة الظاهرة والتي تكررت في كتاب الله عز وجل وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهو ما يسمى بصغار العلم وهو الذي يجب أن نأخذه أولا أما كبار العلم وهو في سور المفصل وهي المسائل الدقيقة العظيمة التي تحتاج في فهمها إلى مقدمات وإدراك وأدوات وإلى أشياء كثيرة حتى يستطيع المسلمون فهمها فهما دقيقا
فيجب على المسلم أن يحدد بما يبدأ من كتاب الله عز وجل وبما يتدبره من القرآن العظيم فعليه أن يبدأ بقصار السور .


كيف يمكن أن نستدل على شدة حب الصحابة للقرآن الكريم؟

قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري من كتاب أنس رضي الله عنه وأرضاه (( كان رجل من الأنصار يؤم قومه فكان إذا أم قومه استفتح بسورة قل هو الله أحد ثم يقرأ بالسورة الأخرى وهكذا كان في كل ركعة في كل الصلوات كان على ذلك الحال فتعجب منه قومه وشكوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فناداه صلوات ربي وسلامه عليه ودعاه وقال ما يحملك على لزوم هذه السورة فقال يا رسول الله إني أحبها يا رسول الله إني أحبها فقال له الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه حبك إياها أدخلك الجنة )) .
وثبت في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها وعن أبيها أنها قالت (( كان رجل يقرأ فكان كلما صلى ختم بسورة قل هو الله أحد فجاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له ذلك فقال صلى الله عليه وسلم سلوه بأي شيء يصنع ذلك فقال إنها صفة الرحمن ــ استوعب معنى سورة الإخلاص واستشعر هذه الآيات واستشعر معانيها فأحب أن يقرأها وقال إنها صفة الرحمن ــ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه أن الله يحبه )) ونحن ماذا نريد وبماذا نصنع أكثر من أن يحبنا الله عز وجل ، وهل نحن نحب سورة من سور القرآن مثل هذا الصحابي وهل بيننا وبين سورة مثل هذا وما هي السورة التي ستشفع لنا يوم القيامة .


ما المقصود بقولة الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه :( العالم الرباني هو الذي يربي الناس لصغار العلم قبل كباره )؟

المقصود بقولة الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه :( العالم الرباني هو الذي يربي الناس لصغار العلم قبل كباره ( أنهم يربون الناس بصغار العلم وهي المسائل الواضحة الظاهرة التي تكررت في كتاب الله عز وجل وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأن كبار العلم هي المسائل الدقيقة العظيمة التي يحتاج المسلم في فهمها إلى مهدمات وإدراك وأدوات وإلى اشياء كثيرة حتى يستطيع المسلمون أن يفهموا فهم دقيق ، فمسائل العلم تنقسم إلى قسمين صغار العلم وكبار العلم فأهل العلم الربانيين إذا أردوا أن يربوا الناس ربوهم بدأ بصغار العلم ثم انتهوا بكبار العلم بدءوا بالشيء السهل اليسير ولا يأتوا إلى الناس بالمسائل المعضلة العميقة حتى يستطيع الناس أن يسيروا في مراحل فهم كتاب الله عز وجل .
ما هي الفوائد المستنبطة من قول عائشة رضي الله عنها :(أول ما نزل من القرآن سور من المفصل )؟

إنها تحكي رضي الله عنها واقع كان في كتاب الله عز وجل فهي تقول إنما أنزل أول ما نزل سور المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا تاب الناس إلى الإسلام أي أنهم كانوا مسلمين ثم كفروا ثم عادوا إلى الإسلام وقرءوا الوعد والوعيد حتى امتلأت قلوبهم إيمانا فنزل الحلال والحرام وهي تبين لك ماذا سيكون الأمر إذا تغير هذا الواقع فانظر في حالك وحال من حولك وكثير من المسلمين إذا أردوا أن يقف مع كتاب الله عز وجل يبدأ من السبع الطوال وهو لم يستوعب ولم يتدبر ما في قصار السور ولا يفهم شيء مما تلاه وأصول الدين لم تستقر في قلبه وهذا هو الذي جعل القرآن ليس في المحل الذي يجب أن يكون عليه في قلب المؤمن .
فتقول عائشة رضي الله عنها (( ولو نزل أول شيء ــ وهذا منزل على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع تمام عقولهم وشدة فهمهم وإدراكهم تقول ــ ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا لا ندع الخمر )) ومن الذي يقول هذا أصحاب الرسول الله صلى الله عليه وسلم فهي تتكلم عن شيء تعرفه وتبين التنزل (( وأنه أنزل والساعة أدهى وأمر وأنا بمكة وما تنزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا تحته في المدينة )) أي أن قصار الصور كانت في بداية النزول تم أتت السور الطوال بعد ذلك لبيان الأحكام .
دعاء عبد الله غير متواجد حالياً