استمعت الشريط التاسع بفضل الله وهذه هى الفوائد المطلوبة:
***ما هي المرحلة الثانية للعيش مع القرآن الكريم؟
المرحلة الثانية للعيش مع القرآن الكريم هى التأنى فى القراءة وترك العجلة المذمومة عند تلاوة القرأن لابد ان تكون قراءة القرأن مترسلة فيها ترتيل وبتدبر وتفكر وتكرار للأيات التى تظن فيها حياة لقلبك. هذه القراءة أخذت من عبارة مشهورة هى ( الأيمان قبل القرأن) فقد جاءت بهذا النص عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتناولها الأئمة من بعدهم فجاءت عن عبدالله بن عمر رضى الله عنه ونقلها شيخ الأسلام بن تيمه رحمه الله فى عدد كبير من كتبه لبيان أهمية هذه القاعدة العظيمة وهو ان الأيمان لابد ان يستقر اولا فى القلب قبل القرأن وهما شىء واحد ولكن القرأن هو الطريق لقوة الأيمان. فالأيمان يستقر فى القلب بأيات الوعد والوعيد التى تبين لك أثر الأحسان والأساء وهى التى تجعلك تستقبل أوامره ونواهيه. فلابد من غرس الأيمان قبل الأكثار من القرأن ويتحقق ذلك بالتأنى فى قراءة القرأن وخاصة سور المفصل (صغار السور) ثم يأتى بطوال السور لتعلم القرأن وأحكامه ونواهيه والعمل بما فيه.
[color="darkorange"]***ما هي الوسائل الثلاث التي تعين على التأني في قراءة القرآن؟مع التوضيح بدليل أو اثنين ؟[/color][color="darkorange"]الوسيلة الأولى: القاء السمع وجمع القلب على القرأن عند سماعه، وهذه الوسيلة جاءت فى كتاب الله فى قوله تعالى ( ان فى ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد)
الوسيلة الثانية: الترسل والترتيل عند قراءة القرأن
اياك والعجلة والهدرمة والحدر الزائد لأن هذا الأمر خلاف هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند قراءة القرأن وهذه وسيلة لابد منها لأنها طريقة محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة والسلف، فقد أخرج الأمام مسلم فى صحيحه من حديث حذيفه رضى الله عنه ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى فى ليلة من رمضان فقرأ بسورة البقرة ثم افتتح بسورة ال عمران ثم سورة النساء فى ركعة واحدة فقرأها مترسلا اذا مر بأية تسبيح سبح واذا مر بسؤال سأل واذا مر بأية ذكرت النار تعوذ).
الوسيلة الثالثة: تكرار الأيات عند الحاجةفهى سنة نبوية ثبتت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة والتابعيين ؛ ففى حديث أبى ذر (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام بأية يرددها حتى الصباح هى قوله تعالى (ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم) أراد صلى الله عليه وسلم ان يستجلب رحمة الله لأمته.
وحكى عن عبادة بن حمزة أنه دخل على أسماء بنت ابى بكر وهى تقرأ اية ( فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم) يقول فجلست عندها وهى تكرر الأيه حتى مللت فخرجت الى السوق ثم عدت اليها وهى تكرر الأية؛ فهذه أية واحدة كان لها أثر فى قلب هذه الصحابية فأخذت تكررها. اذن فتكرار أية واحده أثرت فى قلبك ووجدت لها نفعا فى فؤادك له أثر كبير وعظيم فى تحريك القلب وقد يحى الله عز وجل قلبك حياة لا موت بعدها بأية واحده من القرأن.
***اذكري بعض الآثار التي تصف قراءة السلف رضوان الله عليهم أجمعين.
من هذه الأثار،
- عن بن عباس حدثنا بن ابى مليكه قال سافرت مع بن عباس فقام يصلى فى نصف الليل يقرأ القرأن حرفا حرفا حتى نسمع له نشيجا وبكاءا.
- حكى عن محمد بن كعب انه كان يقول (لأن أقرأ سورة الزلزلة والقارعة أحب الى من ان أقرأ القرأن هدا)
- وعن الضحاك بن مزاحم انه كان يقرأ (لهم من فوقهم ظلل ومن تحتهم ظلل) فأخذ يردها كثيرا.
- حكى عن الحميل بن عياض أنه كان اذا قرأ القرأن قراءه قراءة حزينة مترسلة بطيئة شجية كأنه يخاطب انسانا ولا يكون فيها جفاء ولا شىء من السرعة.
***ما المقصود من قول حذيفة بن اليمان رضي الله عنه (إن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة) ؟
المقصود من هذا القول هو بيان كيف اثر القرأن فى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فالأمانة هنا هى الأيمان واليقين التام بكتاب الله عز وجل وبصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا الأيمان واليقين نزل فى جذر قلوب الرجال بدءا ثم جاء القرأن اى جاءت الأحكام والأوامر ولنواهى فعلموا من القرأن وعلموا من السنة وهكذا كان موقف الصحابة رضى الله عنهم من تعلم القرأن نزل الأيمان بدءا واستقر اليقين ثم جاء القرأن.
فقد اخرج الطبرانى عن بن عمر قال لقد عشت دهرا من العمر وان أحدا يؤتى الأيمان قبل القرأن ثم لقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرأن قبل الأيمان فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب الى خاتمته ما يدرى ما أمره ولا ما ذاجره وما ينبغى ان يقف عنده منه.
وثبت عن عبد الرحمن السلمى وهو من أكابر الصحابة حديث من كانوا يقرؤن القرأن من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم كانوا يحزبون القرأن عشرا عشرا فتعلموا العلم والعمل معا.
التعديل الأخير تم بواسطة الدر المنثور ; 11-11-08 الساعة 01:36 AM
|