تم بحمد الله الاستماع إلى الدرس التاسع
و الآن إلى تدوين الفوائد .......
بسم الله الرحمن الرحيم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
***ما هي المرحلة الثانية للعيش مع القرآن الكريم؟
المرحلة الثانية هى " التأنى فى القراءة و ترك العجلة المذمومة عند تلاوة القرآن "
و هى مأخوذة من عبارة ذكرها السلف ، وهى " الإيمان قبل القرآن "
***ما هي الوسائل الثلاث التي تعين على التأني في قراءة القرآن؟مع التوضيح بدليل أو اثنين ؟
1- عند سماع آيات القرآن لابد من إلقاء السمع مع جمع القلب على القرآن .
الدليل : قوله تعالى " إن فى ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد "
إن فى ذلك : أى فى القرآن ، لذكرى ..لمن ؟؟؟ أى لمن كان له قلب ، لكن ليس أى قلب و إنما قلب حىّ ، و أيضا ألقى السمع ، أى إصغاء بكامل جارحته و بكامل التركيز لآيات القرآن ، وهو شهيد .. أى شاهد على قراءة القرآن .
2- الترسل و الترتيل عند قراءة القرآن .
فالعجلة و الهزرمة و الحدر الزائد مخالف لهدى النبى صلى الله عليه و سلم ، و
الدليل : ما أخرجه الإمام مسلم من حديث حذيفة "أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى فى ليلة من رمضان فقام يقرأ ، فقرأ بسورة البقرة ثم افتتح سورة آل عمران -و فى لفظ أنه قرأ بسورة النساء ثم افتتح بعد ذلك بسورة آل عمران – فقرأها مترسلا إذا مر بآية تسبيح سبّح ، و إذا مر بسؤال سأل ،و إذا مر بتعوذ تعوّذ "
3- تكرار الآيات عند الحاجة .
فهى سنة نبوية وردت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و عن صحابته رضى الله عنهم أجمعين ، و التابعين و تابعيهم .
الدليل :أنه قد روى أبو ذر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قام بآية يرددها حتى الصباح ، وهى قوله تعالى " إن تعذبهم فإنهم عبادك و إن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم " وهو يبكى .
كذا روى عبادة بن حمزة أنه دخل على أسماء بنت أبى بكر وهى تقرأ " فمنّ الله علينا و وقانا عذاب السموم " يقول فجلست عندها و هى تكرر الآية حتى مللت ، ثم خرجت إلى السوق ، ثم عدت إليها وهى تكرر الآية .
***اذكري بعض الآثار التي تصف قراءة السلف رضوان الله عليهم أجمعين.
عن ابن أبى مليكة قال : "سافرت مع ابن عباس فقام فى نصف الليل يقرأ القرآن حرفا حرفا ، يبكى حتى نسمع له نشيجا "
و حُكى عن الفضيل بن عياض – رحمه الله – أنه كان إذا قرأ القرآن قرأه قراءة مترسلة حزينة شهية ، كأنه يخاطب إنسانا .
عن سعيد بن جبير أنه قرأ " واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله " و ظل يرددها كثيرا كثيرا .
و عن الضحاك بن مزاحم وهو يقرأ قوله تعالى " لهم من فوقهم ظلل من النار و من تحتهم ظلل " فأخذ يرددها كثيرا كثيرا وهو يبكى .
و عن محمد القرنى أنه كان يقول :" لأن أقرأ سورة الزلزلة و سورة القارعة ،لأن أقرأ هاتين السورتين أحب إلى من أن أقرأ القرآن هذّا"
***ما المقصود من قول حذيفة بن اليمان رضي الله عنه (إن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة) ؟
ليس معنى ذلك أن الإيمان منفصل عن القرآن ،و أنهما شيئان مختلفان ... بل هما شئ واحد و لكن الأمانة المقصود بها : الإيمان و اليقين ، بينما القرآن المقصود به : الأحكام .
فعندما نأخذ القرآن كما نزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فنجد أن آيات الوعد و الوعيد و الزجر و غيرها تأصل للإيمان فى القلب ، ثم نذهب للآيات الطوال بما فيها من أوامر و نواهى و حلال و حرام فنجد أن القلب يحجم عن تفكر فى حرام أو تأخر عن حلال ، و هذا هو المقصود ...
و هذا ما نفهمه من قول بن عمر أيضا "لقد عشت دهرا من عمرى و إن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن ، ثم لقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب إلى خاتمته ما يدرى ما أمره و لا زاجره و لا ما ينبغى أن يقف عنده منها "
و أيضا ما ذُكر عن أبى عبد الرحمن السلمى –وهو من أكابر اتباع رسول الله صلى الله عليه و سلم -أنه قال :- " حدثنا من كان يُقرؤنا القرآن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أنهم كانوا يأخذون القرآن عشرا عشرا ، قال : فتعلمنا العلم و العمل معا "