الدرس التاسع
تم بحمد الله الإستماع للشريط التاسع
بداية المرحلة الثانية للعيش مع القرآن
الفوائد المطلوبة:
***ما هي المرحلة الثانية للعيش مع القرآن الكريم؟
المرحلة الثانية للعيش مع القرآن الكريم هي التأني في القراءة وترك العجلة المذمومة عند قراءة القرآن ؛ قراءة متأنية مترسلة فيها ترتيل وفيها تدبر و وفيها تفكر وتكرار للآيات التي تظن ان فيها إحياء لقلبك .
ما هي الوسائل الثلاث التي تعين على التأني في قراءة القرآن؟مع التوضيح بدليل أو اثنين ؟
الوسائل هي : 1- إلقاء السمع مع جمع القلب على القرآن عند سماعه ؛ وقد أشار الله إليها في كتابه ؛ قال تعالى " إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد "
2- الترسل والترتيل عند قراءة القرآن . وهذه هي طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده فقد أخرج مسلم في صحيحه من حديث حذيفة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في ليلة من رمضان فقام يقرا فقرأ بسورة البقرة ثم افتتح بسورة آل عمران وفي لفظ أنه قرأ النساء ثم افتتح بسورة آل عمران _ كل ذلك في ركعة واحدة _ يقول حذيفة في وصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فقرأها مترسلا إذا مر بآية تسبيح سبح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ " .
3- تكرار الآيات عند الحاجة فتكرار الآيات سنة نبوية ثبتت عن النبي صلى الل عليه وسلم وعن صحابته رضوان الله عليهم و ثبتت كذلك عن التابعين واتباعهم وغيرهم من الأئمة رحمهم الله جميعا .
*
اذكري بعض الآثار التي تصف قراءة السلف رضوان الله عليهم أجمعين.
- ابن عباس كما حكى عنه ابن أبي مليكة يقول سافرت مع ابن عباس فقام في نصف الليل يقرأ ولك أيضا ان تتأمل ان هذه الصلاة في حال السفر والإنسان عادة في حال السفر يكون متعبا مجهدا ليس في نشاطه الذي يكون عليه في حال الحضر فهو الآن مسافر رضي الله عنه وارضاه ومع ذلك يقوم نصف الليل فيقرأ القرآن حرفاحرفا حرفا حرفا يبكي حتى يسمع له نشيجا فهذا ابن عباس رضي الله عنه وعن أبيه يقوم من الليل فيصلي فإذا قرأ القرآن قراه حرفا حرفا حتى يسمع له نشيج وبكاء .
- وكذلك غيره وغيره من الأئمة ، فقد حكى عن الفضيل بن عياض رحمه الله رحمة واسعة أنه كان إذا قرأ القرآن قرأه قراءة مترسلة حزينة شجية كأنه يخاطب إنسانا .
أنظر إلى وصف قراءة الفضيل بن عياض رحمه الله رحمة واسعة كان إذا قرا القرآن كانت قراءته حزينة شجية كأنه يخاطب إنسانا ، وهذه هي قراءة السلف رضوان الله عليهم أجمعين ، يقرأون القرآن قراءة حزينة مترسلة بطيئة شجية على نحو يلتذ فيه المرء عند تلاوته لآيات الكتاب ولايكون فيها شيئ من الجفاء وشيء من السرعة وشيئ من الهذرمة التي لاتليق بكتاب الله سبحانه وتعالى .
- حكى عبادة بن حمزة انه دخل على أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن ابيها وهي تقرأ " فمن الله علينا ووقانا عذا ب السموم " " فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم " يقول فجلست عندها وهي تكرر الآية حتى مللت ثم خرجت إلى السوق ثم عدت إليها وهي تكرر الآية " فمن الله علينا ووقانا عذا ب ا لسموم "
هذه آية واحدة كان لها أثر في قلب هذه الصحابية الجليلة فأخذت ترددها وترددها زمنا طويلا
- كذلك أيضا جاء ذلك عن التابعين ، فعن سعيد بن جبير رضي الله عنه وأرضاه انه قرأ " واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله " فأخذ يرددها ويرددها ويرددها كثيرا
- وجاء ذلك أيضا عن الضحاك بن مزاحم رحمه الله رحمة واسعة وهو يقرأ قول الله سبحانه و تعالى" لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل " فأخذ يرددها كثيرا كثيرا كثيرا ويبكي رحمه الله رحمة واسعة
ولذا جاء عنهم في هذا الباب اشياء كثيرة لاتنتهي ومن تأمل كلامهم في هذا الشان وجد عجبا حتى أن محمد بن كعب القرضي رحمه الله رحمة واسعة كان يقول لئن أقرأ _ وتأمل كلامه _ يقول لئن اقرأ سورة الزلزلة إذا زلزلت الأرض زلزالها وسورة القارعة " القارعة مالقارعة " لئن أقرا هاتين السورتين أحب إلي من أن أقرأ القرآن هزا . فرضي الله عنهم أجمعين .
ما المقصود من قول حذيفة بن اليمان رضي الله عنه (إن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة) ؟
المقصود بالأمانة الإيمان واليقين والتصديق الكامل فالمقصود بقول حذيفة رضي الله عنه أن الإيمان واليقين والتصديق الكامل نزل بدءا في جذر قلوب الرجال ثم جاء القرآن أي جاءت الأحكام من الأوامر والنواهي فعلموا من القرآن وعلموا من السنة . فهذا هو منهج الصحابة رضوان الله عليهم الإيمان اولا ثم القرآن .
تم بحمد الله 
