تم بحمد الله الاستماع إلى الدرس العاشر ..
و الآن إلى تدوين الفوائد ...
بسم الله الرحمن الرحيم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اذكري بعضا من تفسير آيات سورة المعارج (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ * وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ * كَلَّا إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِلشَّوَى * تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى * وَجَمَعَ فَأَوْعَى)
هذه الآيات تتحدث عن هول موقف يوم القيامة ، وهول رؤية النار ، فيقول الله تعالى فيها : يود المجرم لو يفتدى من عذاب يومئذ ببنيه . و المجرم هو كل من أجرم فى حق ربه و نفسه و الناس من حوله .. فعندها يود لو يفتدى من هول الموقف بكل انسان يعرفه أو لا يعرفه ، يود لو يفتدى منها بولده ، بزوجته ، بأخوه ، بأهله ، بعشيرته ، بكل انسان على الأرض لينجو هو من هذا العذاب ، و من هذا الهول ، و لكن ..... هيهات
كلا ... إنها لظى ، نزاعة للشوى ، تنزع عن الانسان كل شئ قابل للشوى من شعر و جلد و لحم و عصب و غيره ، تدعو من أدبر و تولى ، أى أدبر عن فهم كتاب الله و تولى عن تنفيذ مابه .. رفضه و أعرض عنه ، و جمع فأوعى ، أى جمع المال و كنزه ، فهو يوم القيامة يكون عليه وبالا .
ما هي المرحلة الثالثة للعيش مع القرآن الكريم؟ وما هي أهميتها؟
المرحلة الثالثة هى " الاستعانة بتفسير مختصر عند الحاجة " .
و ذلك لأن كلمات القرآن على قسمين ، قسم سهل يسير نستطيع فهمخ بمجرد قراءته ... وقسم يصعب علينا و ذلك نتيجة الابتعاد عن لغة العرب و دخول العُجمة على كلامنا فتحتاج إلى تفسير و توضيح حتى يستقيم معنى الايات لدينا .
بماذا يمتاز تفسير الشيخ سليمان الأشقر المسمى (زبدة التفسير)؟
يمتاز تفسير الشيخ سليمان الأشقر بسهولة كلماته ووضوح عبارته ، فأوضح العبارات و الآيات الغامضة بكلمات يسيرة .
بماذا يمتاز تفسير الجلالين؟ وماهي المؤاخذات التي أُخِذتْ عليه؟
أما تفسير الجلالين فيمتاز بكون مؤلفيه من علماء اللغة ، لذلك فقد شرحوا الايات بعبارات دقيقة جدا لا توجد فى التفاسير المطولة .
و لكن أُخذ عليه مأخذين : الاول : أنه أحيانا من دقة العبارة لا تفهمها بل تحتاج إلى تفسير يوضحها .
ثانيا : أن سلك مسلك أهل التأويل فى تفسير الأسماء و الصفات .
وضحي منهج تفسير العلامة بن السعدي فيما يتعلق بمسائل التوحيد عامة ومسألة الأسماء والصفات خاصة.
أما بالنسبة لتفسير الشيخ السعدى فقام بتفسير الاسماء و الصفات و مسائل التوحيد عامة على مذهب السلف الصالح رضوان الله عليهم بغير تأويل و لا تشبيه و لا تمثيل و لا تعطيل .
فمسائل التوحيد أوردها بطريقة سلسة يسيرة تقبلها فطرة كل مسلم سوى ، سواء أكانت توحيد ألوهية أو ربوبية أو أسماء و صفات .
أما مسائل الأسماء و الصفات فقد أوردها بدون تأويل كما ورد فى تفسير الجلالين ، فقد لزم فيها طريقة السلف الصالح منهج اهل السنة و الجماعة .
رضى الله عنهم أجمعين .
اللهم فقهنا فى الدين ،
و علمنا التأويل...
اللهم آمين