السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,
الحمد لله بفضل الله هى افضل كثير , جزاكم الله عنى خير الجزاء
الدرس الثامن : بداية التدبر بأيات المفصل
الفائدة الاولى :
نصيحة الشيخ لمن اراد ان يقبل على كتاب الله ان يبدأ التدبر بسور من سور المفصل و المقصود بالمفصل هو الحزب الاخير من القرأن ينصح الشيخ بالبدء تحديدا بسورة (عم) تحديدا و التدرج حتى الوصول الى سورة (الناس) .
السبب فى ذلك :
لما يتضمنه هذا الجزء خاصة من ايات الوعد و الوعيد و مشاهد يوم القيامة ,اهواله و احداثه ,جزاء الكافرين و صفة العذاب , جزاء المؤمنين و صفة النعيم فهو يدور حول ترسيخ العقيدة و التوحيد فى قلب المسلم و مكارم الاخلاق و هداية القرأن للانسان و غيرها من الحقائق الكثيرة التى لابد من استقرارها بدأ فى قلب المسلم قبل الانتقال الى السور التى فيها احكام .
التبصر فى معانى جزء عم سبب بأذن الله فى انشراح الصدر و ملء القلب بنور كتاب الله و ترسيخ جذور اليقين .
الفائدة الثانية :
سورة القمر تصف بعض لمشاهد يوم القيامة حيث تتجلى ايات الوعيد التى طالما تغافل و اعرض عنها الناس فى الدنيا تدبرى لهذة الايات يؤدى الى :
1- استقرار هذه الايات فى القلب فهى تحركه نحو الاخرة و تجعل امر الدنيا يسير ,هين بالمقارنه الى امر الاخرة العظيم ,الجلل فتهون الدنيا و يصبح هاجس الاخرة و طلب جنة الله سبحانه و تعالى و الفرار من النار فى تلك الدار هى المحرك لافعال المسلم
2- الاستجابة لاوامر الله سبحانه و عدم التردد فى الا1ععان و الخضوع التام لما جاء فى القرأن و ذلك لاستقرار اليقين بصدق وعد الله فيما اعده من نعيم لمن اطاعه و ما اعده من صنوف عذاب لمن عصاه
اوجه التسأول لنفسى بعد قراء ة هذة الايات هل انت مصرة على المعاصى؟
الم يأن الوقت لتعظيم الله العلى القديى كما ينبغى و مراقبته ؟
بأذن الله تدبر ايات القمر تزيد الايمان و تشحذ الهمة نحو السعى للاخرة بالعمل الصالح .
الفائدة الثالثة :
سورة القيامة بين الله فيها بعض احوال يوم القيامة و هذه السورة من اعظم ما ينبغى للانسان ان يتدبره و يتامله .
ما استفدته من معاينة هذا المشهد الذى ورد فى الايات ان فى هذا الموقف العظيم لا ملجا و لا مفر من امر الله و مما قدم الانسان فى دنياه فقد تجلت الحقيقة و اصبح البصر كالبرق فى ظهوره و وضوحه و جلائه امتد و انفتح انفتاحا عظيما شديدا لما راى من الاهوال و هاج الناس و الخلق اجمع لا يجدون ما يحتمون به و لا من يلجأون اليه و تقطعت بهم الاسباب فالمستقر لله وحده فقط العلى المتعال .
لذلك يزيد يقينى و إيمانى بالبعث و النشور و اليوم الاخر و الجنة و النار و اجاهد نفسى لاغتنام الحياة و الاسراع فى التوبة و الانابة الى الله الواحد القهار و احمده سبحانه على ان امهلنى و اتوجه الى كتاب الله ليكون هاديا لى فى دنياى و شفيعى باذن الله يوم الحساب .
الفائدة الرابعة :
اقوال السلف فى تفسير الحقب :
**أحقابا لغة: أقل ما يكون ثلاثمائة سنة وبعضهم يقول ثمانين سنة الحقب و ذلك فى لغة العرب
**وأقل ما جاء من تفسير السلف – رضوان الله عليهم أجمعين – لكلمة الحقب هو سبعون سنة.
الحقب : قال الضحاك : هو سبعون سنة
** أما صحابة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فلم يأتِ عنهم أقل من ثمانين سنة في تفسير الحقب
احقابا : نكرة و ليست معرفة للدلالة على التكثير فهى ليست حقب واحد او اثنين بل كثير كناية عن امتداد فترة العذاب الى اجل غير محدود لا يعلمه الا الله سبحانه و تعالى فما هو الحال (وإن يوماً عند ربك كألف سنةٍ مما تعدون)
فالطغاة الذين ذكرتهم الايه ليسوا فقط الكافرين بل كل من استحق هذا الوعد فتوعدهم الله بالمكوث فى النار احقابا كثيرة فالوعيد ليس بالهين ابا بل هو لا تطيقه قدرة البشر المحدودة على تقديره .
اعاذنا الله و اياكم من النار و ما قرب اليها من قول او عمل .
الفائدة الخامسة :
استفدت من تفسير الشيخ لبعض ايات سورة (عم) : استيعاب الدلائل الكونية و الاثباتات العقلية فى اثبات البعث من خلال التدرج من افتتاحية السورة حيث تتناول الخطاب العقلى الموجه الى منكرى البعث و توجيههم للتفكر فى الايات الكونية المحيطة بهم الى الكلام عن اليوم الاخر و عن النفخ فى الصور ثم الكلام عن الطاغين ثم المؤمنين و مشهد الجزاء لكلا منهما مما له اكبر الاثر فى اصلاح القلب و الجوارح .
فالسور بدأت بسؤال تعجبى ينكر على المشركين حالهم فهم يؤمنون بالله سبحانه و تعالى و بتمام قدرته و عدله و علمه و فى نفس الوقت ينكرون البعث مما يتنافى مع ما اثبتوه سابقا لله من تمام العدل ,العلم و الحكمة فكيف يتسنى ان تنتهى الحياة الدنيا بدون بعث و حساب و فيها الناس باختلاف اوصافهم و احوالهم فمنهم الظالم و المظلوم و القاتل و المقتول و غيرها من احوال البشر المختلفة التى تستلزم الجزاء , كما وردت الدلائل الكونية و الاثباتات العقلية التى من اثرها انشراح النفس و استقرار الطمأنينة فى القلب الى تمام عدل الله سبحانه . اليقين التام بأن كل نفس ستوفى حسابها و اعداد العدة لهذا الامر و ملاقاة الله سبحانه .
الدرس التاسع :التأنى فى قراءة القرأن
الفائدةالاولى :
المرحلة الثانية : التانى فى قراءة القران و ترك العجلة المذمومة
عن طريق القراءة المتانية ,المرتلة المتدبرة لايات كتاب الله .
الفائدة الثانية :
الوسائل التى تعين على التأنى فى قراءة القرأن :
1- القاء السمع مع جمع القلب عند قراءة القرأن : فيتوجه المسلم بسمعه ,قلبه و جوارحه الى القران و ينفصل عما حوله
الدليل :(إن فى ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد )
2- الترسل و الترتيل عند قراءة القرأن : فهى طريقة النبى صلى الله عليه و سلم و الصحابة و السلف من بعده
الدليل اخرج مسلم فى صحيحه من حديث حذيفة ان النبى صلى الله ععليه و سلم صلى فى ليلة من رمضان فقرا بسورة البقرة ثم أفتتح سورة ال عمران و فى لفظ انه قرا سورة النساء ثم افتتح بعد ذلك بسورة ال عمران , و يقول حذيفة فى وصف صلاة النبىفقراها مترسلا (اى قرا السور الثلاث و كلما مر بتسبيح سبح , و سؤال سئل و تعوذ استعاذ )
3- تكرار الايات التى لها وقع و اثر على القلب عند الحاجة و ذلك طريقة النبى صلى الله عليه و سلم
الدليل : حديث ابى ذر و اسناده صحيح (أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قام بايه يرددها حتى الصباح "إن تعذبهم فإنهم عبادك و غن تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم " )
الفائدة الثالثة :
الاثار التى تصف قراءة السلف رضوان الله عليهم أجمعين
ابن عباس كما حكى بن أبي مليكه يقول : سافرت مع ابن عباس فقام في وسط الليل يقرأ و هو فى سفر و الإنسان عادة في حال السفر يكون متعبا مجهدا ليس في نشاطه الذي يكون عليه في حال الحضر , ومع ذلك يقوم نصف الليل فيقرأ القرآن حرفا حرفا يبكي حتى نسمع له نشيجا .
فقد حكى عن الفضيل بن عياض رحمه الله أنه كان إذا قرأ القرآن قرأه قراءة مترسلة حزينة شجية كأنه يخاطب إنسانا .
أنظر إلى وصف قراءة الفضيل بن عياض رحمه الله رحمة واسعة كان إذا قرأ القرآن كانت قراءته حزينة شجية كأنه يخاطب انسان .
هذه هي قراءة السلف رضوان الله عليهم أجمعين ، يقرءون القرآن قراءة حزينة مترسلة بطيئة شجية على نحو يتلذذ فيها المرء عند تلاوته لآيات الكتاب ولا يكون فيها شيء من الجفاء وشيء من السرعة وشيء من الهذرمة التي لا تليق بكتاب الله سبحانه وتعالى.
الفائدة الرابعة :
المقصود من قول حذيفة بن اليمان رضي الله عن ( إن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة)
الامانة : المقصود بها الايمان و اليقين التام بكتاب الله عز و جل و صدق الرسول صلى الله عليه و سلم ,فعندما يسقر الايمان تاتى حكام القرأن من حلال و حرام و اوامر و نواهى .
فذلك هو المنهج بتدرجه من اول درجاته نزول الايمان فى القلوب و استقرار اليقين اولا ثم تلقى القلب لما جاء فى القران من اوامر تصبح محل التنفيذ
فلابد من استقرار الايمان التام فى القلب قبل الانتقال الى الأٌ{أن و اقامة حروفه و الفاظه.
|