بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
***ما هي الفوائد الإيمانية المستفادة من تفسير العلامة بن السعدي للآيات التالية من سورة المطففين:
1-(أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)
أولا : الظن أتى فى كتاب الله على معنيين ،
الأول : بمعنى اليقين
والثانى : غلبة الظن أو الوهم ،
وهو هنا بمعنى اليقين ، فهنا يوبخهم الله تعالى فيقول : ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ... أى ألا يعتقدون اعتقادا جازما انهم مردودن ليوم عظيم ، يوم شديد ، يوم يقوم كل الناس و يحشرون فيه لرب العالمين ، فيجازى كل انسان بما اقترف و كسب و اكتسب ؟؟ّّ.. بل هم ساهون عن هذا ، و لذلك فهم يبخسون الناس حقوقهم ، و لا يورعون عن انقاص مكايلهم ، حتى و إن كانوا اقرب الناس اليهم .
ب
عكس من يؤمن بهذا اليوم ، فهو يخاف أن ينتقص الناس حقوقها لانه يعلم انه موقوف بين يدى الله ، و ان له ميزان منصوب يحاسب على كل صغيرة و كبيرة اقترفها ، و بالتالى ينزجر و لا يفعل هذا ، حتى و إن سولت له نفسه بالخطأ فإنه سريعا ما يعود إلى الله تعالى.
2-(كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ )
هنا ...ذكر الله سبحانه و تعالى
حال الذين اصروا على طغيانهم و ظلمهم ، و تطفيفهم فى الميزان ، بحال أن التطفيف ليس فى سلعة أو خدمة فقط ..بل فى معاملة فى كلمة فى شعور ... فهذا كله تطفيف فى الميزان ، وهو ذنب أو معصية تستجلب نكت القلب بنكت سوداء ، من ثم يغشى القلب بالران ، و بالتالى يحجب عنه نور البصيرة ... فنجده أصبح قاسى ، لا يتورع عن التمادى فى غيه و اقترافه المعاصى و السيئات ، فحجب قلبه عن نور القرآن و نور الله فى الدنيا ..فبالتالى يُحجب عن جمال و لذة رؤية الله فى الآخرة ، فالجزاء من جنس العمل .
***وعد الله عز وجل المكذبين في سورة المطففين بثلاثة أنواع من العذاب، اذكريها مع تحديد الآية التي تدل على كل نوع ؟
و بالتدبر و التأمل فى الآيات الكريمات نجد أن الله قد ذكر ثلاث أنواع من العذاب لهؤلاء المطففين العاصين :
عذاب الجحيم ، و عذاب التوبيخ واللوم و عذاب الحجب عن رؤية الله تعالى ...
فأما
عذاب الحجيم : فقوله تعالى "
ثم إنهم لصالوا الجحيم "
و أما
عذاب التوبيخ و اللوم : فقوله تعالى "
ثم يقال هذا الذى كنتم به تكذبون "
و أما
عذاب الحجب : فقوله تعالى "
كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون "
*** قال العلامة بن السعدي رحمه الله في تفسيره: ( عيناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ) قال: وهي أعلى أشربة الجنة على الإطلاق فلذلك كانت خالصة للمقربين الذين هم أعلى الخلق منزلة وممزوجة لأصحاب اليمين أي مخلوطة بالرحيق وغيره من الأشربة اللذيذة ):
1-وضحي قوله رحمه الله.
أولا :
الآية الكريمة تتحدث عن عين " تسنيم " التى هى خالصة للمقربين ، حتى الأبرار نفسهم لا يشربون منها صافية صرفة ، بل يمزج لهم بالرحيق و يختم بالمسك و غيره من الأشربة اللذيذة .
و
إنما كان ذلك جزاء لما قدموا لأنفسهم ، فمن دونهم من أهل الجنة – و ليس فى الجنة دنىّ- قد عملوا الصالحات ، و لكنهم خلطوا به بعض السيئات أو المعاصى ...لذلك فهم لا يشربون من تسنيم شرابا صرفا ، بينما المقربين هم من منعوا انفسهم الذنوب و المعاصى ،و حتى إن فعلوا فهم يسارعون بالتوبة و الاستغفار حتى تقلب سيئاتهم حسنات ...فهؤلاء يشربون التسنيم صرفا خالصا .. جزاء وفاقا .
فهم كما أخلصوا اعمالهم ،و جعلوها صرفا لله ، سقاهم الله من تسنيم صرفا خالصا .
2-ما هي القاعدة الفقهية التي نستنبطها من الآية الكريمة؟
القاعدة الفقهية هى :
"
الجزاء من جنس العمل "
جعلنا الله و إياكم من أهل الغرفات ...