أجوبة الدرس الـ11 - تابع الحديث عن تفسير السعدي
***ما هي الفوائد الإيمانية المستفادة من تفسير العلامة بن السعدي للآيات التالية من سورة المطففين:
1-(أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)
الظن اما يأتي بمعنى اليقين (و هذا ورد كثير في القرآن), أو يأتي بمعنى غلبت الظن.
ما الذي يجعل الناس تطفف في الميزان و تبخس الناس اشيائهم؟ هو عدم اعتقادهم اعتقادا جازما انهم سيبعثون بعد الموت. لانه من يعتقد اعتقادا جازما بالبعث و الجزاء بعد الموت لا يمكن ان يفعل هذا الفعل القبيح و ان فعله فإنه يتوب الى ربه. فمن وقع في شيء من التطفيف فليعلم ان في ايمانه بالله, و بالبعث, و بالنشور, و بالحشر بعد الموت, خلل و نقص و ضعف.
2-(كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ )
ران: أي غطى عليها و غلفها.
اقام الله تعالى من الادلة و البراهين ما يجعل البعث بعد الموت حق اليقين و صار لبصائرهم (اي لقلوبهم) مثل الشمس للابصار.
القرآن للقلب مثل الشمس للبصر. إذا غابت الشمس و لم يكن هناك نور لا يمكن ان نبصر الاشياء. كذلك اذا لم يدخل نور القرآن القلب لا يمكن ان نفقه به.
فما الذي يجعل نور القرآن لا يدخل للقلب؟ هي كثرت المعاصي و ارتكاب الذنوب, فهذه تجعل احجبة تغلف القلب و تمنعه نور القرآن من دخوله. فكان الجزاء من جنس العمل. فكما وضعوا احجبة على قلوبهم بذنوبهم و ضع الله تعالى احجبة بينه و بينهم فلا يبصرون نور وجه ربهم يوم القيامة. و هذه اشد العقوبات.
ففي صحيح مسلم عَنْ صُهَيْبٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ((إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالَ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ فَيَقُولُونَ أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ قَالَ فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ ... ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ : لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ )) .
(صحيح مسلم)
***وعد الله عز وجل المكذبين في سورة المطففين بثلاثة أنواع من العذاب، اذكريها مع تحديد الآية التي تدل على كل نوع ؟
1) عذاب الجحيم:" ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ :
2) عذاب اللوم و التوبيخ و التقريع: "ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ"
3) عذاب الحجاب من رب العالمين: "كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ"
*** قال العلامة بن السعدي رحمه الله في تفسيره: ( عيناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ) قال: وهي أعلى أشربة الجنة على الإطلاق فلذلك كانت خالصة للمقربين الذين هم أعلى الخلق منزلة وممزوجة لأصحاب اليمين أي مخلوطة بالرحيق وغيره من الأشربة اللذيذة ):
1-وضحي قوله رحمه الله.
المقربون هم من اخلص العمل و العبادة لله فلم يخالط اعمالهم و عبادتاهم شيء من الرياء أو الشرك أو الكسل أو التقصير فكان الجزاء من جنس العمل و هو عينا خالصة صافية في الفردوس الاعلى تكون خاصة لهم.فكما اخلصوا شربوا شرابا خالصا.
اما الابرار (اصحاب اليمين) فأعمالهم و عبداتهم قد خالطها شيء من النقص أو الكسل أو الرياء أو المعاصي الصغيرة, فقد "خلطوا عملا صالحا و آخر سيئا" فهم دخلوا الجنة و لكن منزلتهم ادنى بكثير جدا من المقربون و جزاء عملهم كان من جنس ما عملوا, فكما خلطوا اعمالهم و عباداتهم سقوا شارب مخلوط بعضه فقط من (تسنيم).
2-ما هي القاعدة الفقهية التي نستنبطها من الآية الكريمة؟
الجزاء من جنس العمل. فمن اخلص لله كان جزاءه الدرجات العلى من الجنة في الغرفات آمنون. و من كان عمله مخلوط و هو مؤمن كان جزاءه درجات ادنى من ذلك. و هذا ليس بالشيء الهين لانه الفرق بين المنازل شائع كثير.
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:
”إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري الغابر من الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم، قالوا: يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: بلى، والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين“ رواه الشيخان {البخاري ومسلم}
الفائدة من ذكر منازل المقربون و الابرار و النعيم لكل منهما هو تحفيز المؤمنين على التنافس لادراك الفردوس الاعلى.
|