الموضوع
:
~ وقـفة تأمــل .. آيــة وفــائــدة ~
عرض مشاركة واحدة
20-11-08, 09:57 AM
#
39
مروة عاشور
|نتعلم لنعمل|
تاريخ التسجيل: 28-08-2007
المشاركات: 6,556
لماذا ورد لفظ ( أنعمت ) في فاتحة الكتاب بصيغة الفعل ؟ وورد لفظ ( المغضوب ) بصيغة اسم المفعول ؟ ولفظ ( الضالين ) بصيغة اسم الفاعل ؟ ولماذا لم يقل : أنعمت وغضبت وأضللت
؟ .
الجواب :
1 - هذا الأسلوب هو غاية الأدب مع الله عز وجل ، بأن ينسب النعمة إليه ، وينفي عنه ما سواه . وهو
أسلوب قرآني رصين . وقد ورد في سورة الكهف على لسان العبد الصالح
: (
فأردت أن أعيبها
) ( ) عن السفينة ، فنسب العيب إلى نفسه .
وقال عن الغلام : ( فأردنا ) ، ثم نسب الخير إلى الله عز وجل في قوله : (
فأراد ربك أن يبلغا أشدهما
) ( ) في بناء الجدار .
وقد ورد هذا الأسلوب في قصة إبراهيم عليه السلام : (
الذي خلقني فهو يهدين
) ( ) فنسب الهداية إلى الله عز وجل ،
ثم نسب المرض إلى نفسه فقال : قال : (
وإذا مرضت فهو يشفين
)
( ) وكذلك فإن قوله تعالى : (
صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين
) ( ) قد نسب النعمة إلى الله تعالى .
2 - هذا الاسلوب فيه التفات من الحضور (
أنعمت
) إلى الغيبة (
المغضوب ، الضالين
) ، فهو دليل على بعد اليهود والنصارى عن الله عز وجل ، وانحدارهم في الضلال البعيد .
3 - الاسم يدل على الثبوت ، والفعل يدل على التجدد ، وكلمة (
أنعمت )
فعل يدل على تجدد النعمة على هذه الأمة . وكلمة ( ا
لمغضوب
) و (
الضالين
) اسمان ، يدلان على ثبوت الغضب على اليهود ، وثبوت الضلال على النصارى .
من لطائف القرآن الكريم
توقيع
مروة عاشور
إذا انحدرت في مستنقع التنازلات في دينك
فلا تتهجم على الثابتين بأنهم متشددون . .
بل أبصر موضع قدميك
لتعرف أنك تخوض في الوحل
مروة عاشور
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها مروة عاشور