~متألقة~
|
تفريغ الجزء الثاني من الدرس الثاني عشر
فماهي المراحل الثلاث؟؟
نعم,ذكرنا ثلاث مراحل في المستوي الأول وقلنا ان مرحلة الأولي:هي بماذا نبدأ من القرآن؟
في هذه المرحلة ذكرتم فضيلتكم أنه من الأفضل أن يبدأ بالمفصل بماثبت عن عائشة رضي الله عنها,
ثم ذكرنا المرحلة الثانية:وهي التأني في القراءة وترك العجلة المذمومة والوقوف عند الآيات المأثرة وتكرارها, والتي كانت تمثل او مأخوذة من قاعدة مشهورةعن الصحابة ومن بعدهم من السلف الصالح.
انهم كانو ياتون الايمان قبل القرآن,وذكرنا فيها ثلاثة وسائل لتحقيقي هذه المرحلة
*وهي الوسيلة الأولي:جمع القلب علي القرآن واستحضار الذهن عند السماع الآيات.
*الوسيلة الثاني:لتحقيقي هذه المرحلة الترسل والترتيل عند القراءة, وذكرنا امثلة علي ذالك
بدا من نبينا عليه الصلاة والسلام وعن صحابة رسول الله ومن بعدهم من التابعين والسلف الصالح.
*ثم الوسيلة الثالثة لتحقيقي هذه المرحلة أيضا وهي:تكرار الآيات عند الحاجة وهي سنة ثابتة عن النبي صلي الله عليه وسلم كذالك وعن الصحابة ومن بعدهم.
والمرحلة الثالثة لهذه المستوي الأول الذي هو لعموم المسلمين, اختيار كتاب او المختصر من التفاسير, واخترنا في ذالك تفسير الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمة الله عليه بمافيه من المميزات عديدة ذكرنا منها ميزة, أن هذا التفسير اشتمل علي تحقيق العقيدة السليمة, واشتمل علي ذالك من ذكر انواع التوحيد الثلاثة من غير ذالك من المميزات.
وجزاكم الله,واحسنت بارك الله فيك.
هذا ملخص لكل ماسبق ان ذكرنا في الحلقات السابقة, بعد ذالك انتهينا من المستوي العام.
ذكرنا لكم ان بعده سننتقل الي مستوي الذي هو موجه في الخطاب الي طلبة العلم بعد الخطاب الموجه الي عامة المسلمين,هناك خطاب موجه الي طلاب العلم.
هذا المستوي ذكرت لكم انه يختلف كثيرا فيما يتعلق باسلوب الخطاب لان الكلام مع عامة المسلمين.
مايمكن ان يكون هو الطلبة العلم,الكلمة عندما تكون ملقات ليسمعها عموم المسلمين, حتي وان كانت خطبة جمعة, او في محاضرة عامة, ونحو ذالك لاينبغي ان تكون كما لو كانت موجه الي خاصة من الناس من طلبة العلم ممن لهم دراية بادلة الكتاب, وادلة السنة , والطريقة الاستنباط, الكلام اهل العلم, والقواعد التي هي محلة اتفاق بينهم فإن لاهؤلاء خطاب ولهؤلاء أيضا خطاب آخر.
ولكن قبل ان ادخل في المراحل السبع لطالب فهم القرآن.
هل هناك اشكال في ماتقدم من المسائل التي ذكرناها؟
فضل, جزاكم الله خيرا يا شيخ, الي أي شيء يرجع اتخاذ هذه المراحل او تحديدا علي هذه المراحل هل هو من السنة ام ورد في عهد الخلف, لما حددنا في هذه المراحل بالضبط؟
لان ماقلنا ان المستوي الأول يحتاج الي ثلاثة مراحل من أجل ان نقطعها حتي نصل الي مقصود منها والي الهدف. وهو:ان يكون القرآن شفيعا لهذا المسلم ,ان يكون القرآن صاحبا له, ان يكون القرآن خليلا له, فقصدك بسؤال لما حددناه بثلاث؟ هل هي ثابت علي هذه الثلاث فقط ام الامر متسع الي أي شيءترجع؟هذا سؤال جيد,كانك تسأل لما حددناه بثلاث,وكذالك أيضا شبيها بهذا قد يسأل السائل لم لطلبة العلم جعلنا المراحل سبعة فجعلنا الي ثلاثة .
وجعلنا بنسبة لطالب العلم هناك مراحل سبعة فهذا التحديد بهدا العدد مادليله,هل هناك دليل من القرآن,هل هناك دليل من السنة,هل هناك دليل من الاجماع, هل هناك دليل من القياس, هل هناك دليل من الكلام اهل العلم, لنبني عليه ما حددناه من الاعداد,هذا سؤال في غاية الجودة.
*والجواب عنه انه نعم هناك دليل, ولكن الادلة با لنسبة لاهل العلم عندما يعرضون مثل هذه المسائل, الادلة تارة تكون نصية,ان ياتي نص من الكتاب,ان ياتي نص من السنة و ان ياتي نص من كلام اهل العلم, ويتتابعون علي ذالك وتارة تكون الادلة استنباطية مبنية علي الاستقراء التام او علي استقراء الاغلبي, هذا وذاك,هذا دليل,وذاك دليل,فتارة ياتي الدليل ظاهر, واذح نصي لااشكال في ذالك, وتارة لا, وانما ياتي الدليل بالمفهوم , يفهمه الطالب العلم , يفهمه العالم, يفهمه الفقيه, يفهمه المحدث, يفهمه المفسر, فعند ما يستقرء نوعا من انواع العلوم مسئلة من المسائل , قضية من القضايا,في كتاب الله او في سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم فياتي فيقول بناء علي هذه الاستقراء سواء كان ان هذا الاستقراء تام او استقراء اغلبي,ياتي فيبني عليها مسئلة ما من المسائل, ونحن في هذه المراحل بنيناها علي مسئلة ليست فيها نص من كتاب الله ,ولا من السنة رسوله صلي الله عليه وسلم لا, وان ما بنيناها علي استقراء لما جاء في كتاب الله ولماجاء في سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم ولما جاء من كلام اهل العلم المحققين في هذه الباب.فعندما اضرب لك مثلا حتي يتضح الامر اكثر عندما تنظر مثلا في الاربعين النووية من مألف الأربعيين النووية؟
الإمام النووي رحمه الله رحمة واسعة, هذا الإمام ألف الأربعيين النووية مامعني الأربعين النووية؟هي ماذا؟
هي أربعون حديثا من أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم جمعها هذا الإمام في كتاب,واسم هذا الكتاب الأربعون,هذا الكتاب إسمه الأربعون النووية وإن قلت الأربعين النووية كلها صحيحا.
فعند اذا هذه الأربعين لو أن انسانا جاء ليسأل إمام النووي رحمه الله فيقول له الأربعون النووية كيف خصصتها هذا العدد ولم تجعل هذه الاحاديث خمسين أو ثلاثين او أكثر من ذالك او اقل,هل هذا السؤال وارد عن إمام النووي رحمه الله او من عمل مثل عمله هو بنسبة لوروده وارد, ولكنه لااشكال فيه لان اهل العلم من عادتهم ان ينظرو ماجاء في الكتاب, ماجاء في السنة, ماجاء في اقوال اهل العلم, فيحصروها حصرا, بعدد يكون مناسبا للناس.
الإمام النووي ارتئا واختار ان ينتقي من احاديث الرّسول صلي الله عليه وسلم عددا من الاحاديث يكون هذا العدد مناسب ليس بالطويل ولا بالقصير جدا,الذي يكون فيه شيء من الاختصار المقل, فاختار أربعين حديثا هي شاملة لأصول احاديث نبي صلي الله عليه وسلم.
وقبل اهل العلم منه ذالك ولم ياتي احد فيقول ياءيها الإمام كيف خصصت هذه الأربعين,وأعترض عليه بذالك وانما قبلهامنه الائمة رحمهم الله من بعد النووي واخذو منه هذه الأربعين مازالو يشرحونها ويبينونها ويستفيدون منها ويامرون الطلبة العلم بحفظها والاهتمام بها, انظر ايضا بعد ذالك جاء مثلا شيخ الإسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فألف رسالته العظيمة المسمات بأصول الثلاثة وألف رسالة أخري مسما بالقواعد الأربع,هذه الأعداد التي حصر بها هذا الإمام هذه الرسال أصول الثلاثة,القواعد الأربعة,هل هي مبنية علي نص من كتاب الله,او علي نص من رسول الله صلي الله عليه وسلم,او نص من صحابة رسول الله,لا, وان ما بناها هذا الإمام علي الاستقراء,نظر في أصول هذا الدين وجد انها ثلاثة,فسما رسالته الأصول الثلاثة, نظر في القواعد المهمة في ما يتعلق بالتوحيد ونحوه فاسماها الأصول الأربعة,وهذا كثير في كلام الائمة لاحصر له.
وانت تجده في كلام المفسرين كثيرا,في كلام الفقها أيضا كثيراجدا,الفقها يتكلمون في هذا النحو كثيرا,من جهة الاستقراء وهو موجود أيضا مبسوط في كتب الحديث وغيرها علي كتب اهل العلم بناء علي استقراء لقواعد وأصول هذا الدين.
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله . حياكم الله.
وأسأل الله عز وجل ان يجعل مجلسنا هذا مجلسا مباركا علينا وعليكم في الدنيا والآخرة.
|