عرض مشاركة واحدة
قديم 24-11-08, 09:55 AM   #305
زدنى علما
مشــرفة تحفيظ بالمعهــد سابقا
 
تاريخ التسجيل: 08-10-2008
المشاركات: 313
زدنى علما is on a distinguished road
افتراضي

لما لا يجد هذا ؟ لا يجد هذا لأنه لم يفهم كلامهم رحمهم الله ، السر فى ذلك و السبب أنه لم يفهم كلامهم هم ، هو لم يفهم الآية و فقط ..لا ، لم يفهم الآية و لم يفهم مع ذلك ..لم يفهم كلامهم هم رحمهم الله فى تفسيرهم للآية ، و سبب ذلك هو أنه عندما نظر فى كلام السلف رحمهم الله لم يكن عنده من الآلة و لم يكن عنده من الأداة ما يفهم به كلامهم فضلا عن أن يفهم كلام الرب سبحانه و تعالى .

هذا الأمر الذى وقع فيه كثير من الناس بل كثير من طلبة العلم ، لا نريده أن يقع أيضا كذلك منا نحن فى تفسيرنا لكلام الله سبحانه و تعالى ، بل فى فهمنا لكلام السلف رضوان الله عليهم أجمعين ، العلة و السبب هى فينا نحن ، ليست فى كلامهم ، هم يتكلمون بلسان عربى مبين ، يتكلمون كلاما يفهمه من كان فى زمنهم ، من كان مدركا لمعانى كلام العرب ، فمن لم يفهم كلامهم فلتكن الملامة بدءا إلى نفسه ، و ليعد على نفسه بالذم و القبح ، هو لا يعد على كلامهم رحمهم الله بشئ من ذلك ابدا فإنه قد شهد لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بالعلم .

فابن عباس رضى الله عنه و عن أبيه قد دعا له صلوات ربى و سلامه عليه بماذا ؟ " أن يفقهه فى الدين و أن يعلمه التأويل " وهذه الدعوة قبلت من رسول الله صلى الله عليه و سلم و بان أثرها و ظهرت ثمرتها على كلامه فى كتاب الله عز و جل ، حتى شهد لابن عباس رضى الله عنه و عن أبيه ، شهد له أكابر اصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ، بل و كل الناس ممن علم شيئا من كتاب الله شهد لهذا الامام ، لهذا الحبر، لهذا البحر فى كتاب الله ، شهد له بالجلاله ، وشهد له بدقة الفهم ، و شهد له بسعة العلم فى كتاب الله سبحانه و تعالى ، لما تقرأ كلاما لابن عباس فلم تفهمه أو لم يقع فى خلدك أن هذا الكلام فيه كبير شئ من توضيح المعنى المراد من هذه الاية فعد على نفسك بدءا باللوم ، لأنك قد خالفت إجماع علماء أمة محمد صلى الله عليه و سلم على جلالة هذا الامام فى فهمه ، فى تفسيره لكتاب الله سبحانه و تعالى .

فإذن ما السر فى أن كثيرا منا لم يفهم كلام السلف رضوان الله عليهم أجمعين فى تفسيرهم لكلام الله سبحانه و تعالى ، السر أن الأداة و الآلة التى كانت موجودة عندهم ليست موجودة عندنا بالشكل المرضى الكافى لأن نفهم ذاك الكلام ، لكن بدءا لن تستطيع أن تأخذ هذه الآلات ، و لا أن تحصل هذه الأدوات ، حتى يقر فى نفسك أن العيب فيك لا فيهم ، و أن النقص فى فهمك لا فى ما جاء عنهم ، إذا تبين ذلك و أستقر فى نفسك أيها المؤمن يا طالب العلم عندئذ أبشر بخير ، فإن أول الطريق أن تدرك أنك لست على جادةٍ فى مخالفتك لصحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و فى مخالفتك لأئمة الدين من العلماء المفسرين لكتاب الله سبحانه و تعالى ، هذا مقصد عظيم و هدف سام نريده بإذن الله عز و جل أن يتحقق من هذه الدروس ،أريدك بدءا أن يتضح لك الأمر جليا أن النقص عندنا نحن لا عندهم هم .

نعم قد يخطئ الصحابى فى تفسير آية من كتاب الله عز و جل ، و هذا واقع ، قد يخطئ ابن عباس رضى الله عنه و عن أبيه ، و قد يخطئ ابن مسعود ، بل قد يختلفون ، فيأتى ابن عباس فيفسر الآية تفسيرا ثم يأتى ابن مسعود فيفسرها تفسيرا مخالفا لتفسير ابن عباس ،و يأتى قتادة فيخالف ابن عباس و يأتى مجاهد فيخالف سعيد بن جبير و هكذا ، لا إشكال فى ذلك أبدا و إن كان هذا ليس بكثير بينهم ابدا ، و لكن هذا الخلاف إنما يكون دائرا فى محيط أهل العلم و فى دائرة العلم ، لا فى الأعتراض عليهم جميعا رحمهم الله فيما جاء عنهم من تفسير كلام الله سبحانه و تعالى ، ففرق كبير بين هذين الأمرين ، فرق أن تخالفهم جميعا فى تفسيرهم لكلام الله سبحانه و تعالى
زدنى علما غير متواجد حالياً