عرض مشاركة واحدة
قديم 25-11-08, 01:19 PM   #81
عائشة صقر
معلمة بمعهد خديجة
f2


الصفحة الثامنة عشر



موقف تداعى للذاكرة ، فأحببت أن أسجله لأن هذا العام آخر عهدي بالمصلى


فلن أكون ( مشرفة المصلى ) العام القادم


في حفل تخريج دفعة ثالث ثانوي ، وكالعادة في هذه المناسبات تقوم الطالبات بتوزيع هدايا على بعضهم البعض


وتفاجأت بهدية هند ، عبارة عن أرانب صغيرة مثبتة على غلاف قطع الشكولاتة التي ستوزعها .


هند .. طالبة في المصلى ، نشيطة ودمثة الخلق لديها حس إبداعي ،،

ودائماً الخطأ الذي نقع فيه نحن مشرفات المصلى أننا ننظر لطالباتنا خاصة النشيطات نظرة خاصة


نعتقد أنهن ملتزمات وأنهن نسخ مصغرة منا ونحن بعمرهم


وقفت أتأمل الأرانب .. وأنا أفكر في غمرة الفرح الذي يسكنها الآن في حفل تخرجها كيف لي أن أوجهها بدون أن أدمر فرحتها


حقيقة .. كنت أغلي
من الداخل لذا آثرت أن أكتب لها بدل الحديث مشافهة


فكتبت سطرين وحاولت أن أقرأها 10 مرات كي أخفف
من اللهجة فلا تكون قاسية ومع ذلك توصل الهدف

ووضعته بين الأرانب


بعد فترة جاءت هند لتأخذ هديتها وتوزعها على الطالبات وقرأت الرسالة

تركت أثراً .. نعم وبقوة

كان
من أولوياتي أن تعي أنني لن أُُمرر هذا المنكر + أن تقف عند حدود الله فلا تعتديها + أن تعتاد الوقوف أمام رغباتها + أن تتقبل النصيحة .


وكانت النتيجة لصالحي ولله الحمد وليس لإبليس


أرسلت لي إيميل في نفس اليوم ، تشرح لي أنها ولأول مرة تقف مع نفسها لتحدد في أي الفريقين هي

وطلبت مني أن أساعدها للوقوف والثبات وأن أمدها بأشرطة وكتب مناسبة


القصة لم تنتهي بعد ....


جهزت لها مجموعة
من الأشرطة والكتب ، فما كان منها إلا أن أخذت جزءاً منها لأن الامتحانات قادمة

فقلت لها أنني سأترك الباقي هنا كي تأخذيها لاحقاً

وآخر يوم في الامتحانات كان لي اجتماع بسيط مع بعض الطالبات وكانت
من ضمنهم

ونسيت أن أعطيها بقية الأشرطة ولم أذكر إلا في البيت وقد تضايقت أنني نسيت وأنها هي أيضاً لم تذكر!


و لكني وجدت رسالة منها في بريدي تشكرني كثيراً وتعتذر أنها أخذت بقية الأشرطة دون أن تبلغني


لا تتصورون كم كانت فرحتي كبيرة ..


حقيقة .. رُب ذنبٍ أورث طاعة !



يتبع ان شاء الله

...






توقيع عائشة صقر
لَو طَهُــرَتْ قُلُوبُكُےـمْ مَا شَبِعْتُمْ مِنْ كَےـلاَمِ رَبِّكُےـمْ
عائشة صقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس