تم بحمد الله الاستماع للدرس الخامس عشر
و الآن لتدوين الفوائد ...
بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
***اذكري كلام المفسرين رحمهم الله في دلالة الكلمات التالية :
-﴿ إذا الشمس كُوِّرَتْ *وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ﴾
أما لفظة : كورت ، فالتكوير فى اللغة أى التدوير ، و جعله مكورا أى جعله مدورا
لكن لفظة التكوير عند قاموس العرب على معنيين : الاول : اللف و الضم و التدوير
و الثانى : اضمحلال النور فى الشئ المكور
أى أن الشمس تكور كما تكور العمامة ، و يختفى نورها
أما انكدرت : فتعنى فى اللغة أيضا معنيين : السقوط الشديد ،
و الآخر الاضمحلال و ذهاب النور الشديد شيئا فشيئا
أى أن النجوم تسقط سقوطا شديدا و يذهب نورها شيئا فشيئا حتى يختفى نورها تماما
-(وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ﴾
أما كشطت فقد فُسرت من جهة تفسير القرآن بالقرآن فى قوله تعالى : "يوم نطوى السماء كطى السجل للكتب"
فالله بطريقة تليق بجلاله يطوى السماء .
و كشطت فى اللغة أصلا تعنى كشعت و أُزيلت كما يزال الجلد من على ظهر الكتاب ، و كما يزال جلد البعير من على ظهره ،
وهو يشبه السلخ و لكن لرقة جلد البعير يسمونه كشط
-﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾
الصمد فى اللغة : أى الذى لا جوف له ،
و لكن كيف تفهم ذلك فى قوله " الله الصمد " ؟؟
يقولها العرب على الذى لا يحتاج إلى غيره ، بل يحتاج غيره إليه ..
نعم ، فالله سبحانه و تعالى مستغنٍ عن الخلق كلهم ،
و الخلق كلهم يصمدون إليهم فى حاجاتهم ..
وهو معناٌ مهم جدا فى العقيدة .
-﴿ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ﴾
التغابن : الهم و الحزن و العذاب الشديد
يوم التغابن لأن فيه يكون الانسان مغبون ، يحاول أن يجد أى انسان اساء اليه
فيأخذ منه حقه بالحسنات
شخص شتمه أو ضربه أو أى شئ فيأخذ من حسناته و كذلك يُفعل فيه ،
فكذا كل انسان فى هم و كرب عظيم
-﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ﴾
رفرف فى أصل اللغة : نوع من التدلى ، أى شئ يكون طرف لشئ آخر
و قد فسرها السلف أنها أطراف القصور أو البساتين ،
و منهم من قال هى أطراف البسط التى يتكئون عليها .
-﴿وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ ﴾
الزينة : هى ما يتحلى به ،
و هناك زينة ظاهرة و زينة باطنة ..
فأى نوع من الزينة هى ؟؟؟
بالرجوع إلى لفظ القرآن و المقصود بكل لفظة زينة نجد أنها فى أغلبها يُشار بها إلى الزينة الظاهرة
لذا وجب على المرأة تغطيتها و عدم إبدائها
***كيف يصل طالب العلم إلى فهم دلالة الكلمة؟
ذلك بالقيام بعدة خطوات يمكن بعدها الوصول إلى الدلالة شبه التامة للآية ،
و هى كالتالى :
أولا تحديد و معرفة درجة الكلمة من حيث الوضوح و الغموض .
( أى معرفة أى نوع من الأنواع الثلاث )
ثم نرجع إلى المصادر التالية و التى تعين على فهم الكلمة فهما شبه تام ، وهى :
جامع البيان فى تأويل القرآن لابن جرير ، أو مختصره لابن كثير
التحرير و التنوير لابن عاشور
لسان العرب لابن منظور ، أو القاموس المحيط للفيروز ابادى
فنأخذ أول شئ تفسير ابن جرير و نرى كيف كان قول الصحابة فى تفسير الآيات
فإذا استشكل علينا فهم كلامهم استعنا بالتحرير و التنوير لابن عاشور
فإذا لم نُلم بالمعنى الكامل ...رجعنا إلى لسان العرب لمعرفة كافة معانى الكلمة .