عرض مشاركة واحدة
قديم 05-12-08, 11:44 PM   #235
أمة الشكور
|نتعلم لنعمل|
افتراضي

وهذه هى الفوائد المطلوبة من الشريط الخامس عشر: -
كلام المفسرين فى قوله
"إذا الشمس كورت * وإذا النجوم إنكدرت "
التكوير
: فى اللغة جعل الشئ مدورا اى مكوراً وعندما نقف على كلام السلف رحمهم الله فى التكوير يقولون إن المراد هنا أن الشمس والنجوم تلف كما تلف العمامة وعندما تتأمل فى كتب اللغة نجد أن هذه اللفظة (كورت ) تدل على معنيين ظاهرين واضحين 1- الضم والتدوير 2-إضمحلال النور الذى فى الشئ المكور شيئا فشيئا حتى ينطفئ ذلك النور وينتهى
الانكدار : هو السقوط بشدة وبقوة يصاحبه إضمحلال الضوء أيضا ً وذهابه شيئاً فشيئاَ حتى ينطفئ تما ما
وهذا يوضح حال الكون يوم القيامة - بعد حدوث نفخة الصعق وموت جميع الخلائق – ويصف التغيرات الكونية التى تحدث فيذهب نور الشمس ونور القمر والنجوم فيصبح الكون مظلما ً ظلمة شديدة قاتمة جدا ًليس فيه إلا نور الله جل ّ فى علاه .


"إذا السماء كشطت " كشطت : فى لغة العرب تعنى قشعت وأزيلت كما يزال الجلد من على ظهر الكتاب وكما يزال جلد البعير من على لحمه وهو يشبه السلخ - فالله جل ّ فى علاه يزيل (يكشط) هذه السمآء من على وجه هذا الكون فيطويها سبحانه كما يطوى السجل كما فى قوله تعالى " يوم نطوى السمآء كطى السجل للكتب " فكما يطوى الكتب التى بدون جلادة - الله عز وجل ّ يطوى السمآء طيا ً يليق بجلاله وعظمته وعلى صفة لاندركها ولاتستوعبها عقولنا -وهذه آخر المراحل التى تمر بها السمآ ء يوم القيامة بداية ً من الانفطار ثم الانشقاق ثم تفتحها أبوبا ً لتنزل الملائكة ثم يحدث الطى وهو الكشط .


" الله الصمد "
أصل الكلمة فى لغة العرب الصمد هو الذى لاجوف له ( قاله ابن عباس رضى الله عنهما وغيره من المفسرين )
فالصمد هو الذى لاجوف له فهو لايحتاج إلى غذاء ،لايحتاج إلى إخراج فهو سبحانه مستغن ٍ غن كل الخلق من أولهم إلى آخرهم سوآء من الملائكة أو الانبياء وكل البشر وفى الوقت نفسه فكل الخلائق تحتاج إليه وتصمد إليه سبحانه وتعالى فى الأمور صغيرها وكبيرها واستقرار هذا المعنى فى قلب العبد يزيد إيمانه بالله فينسى كل الخلق ولايتعلق إلا بالله وحده وسبحانه وتعالى .


" ذلك يوم التغابن "

التغابن هو الحسرة والندامة التى تقع من الإنسان عندما يحصل على شئ زهيد رخيص مقابل ثمن ٍغال باهظ وهذا ما يحدث يوم القيامة للإنسان عندما يعاين الحقيقة تقصير فى حق الله ، مخالفة لأوامره واقتراف نواهيه فيحدث له من الندم مايحدث ويتمنى ساعتها أن يجد أحد ظلمه فى الدنيا يحصل منه على حسنه

" متكئين على رفرف خضر "
الرفرف فى اللغة هو نوع من التدلى فكأن هناك شئ يكون طرفا ً لشئ آخر وفسرها ابن عباس وغيره بأنها البساتين أو أطراف القصور أو الحدائق التى تكون فى القصور وأغادت هذه اللفظة إذا كان هذا هو حال الطرف التابع فما بالنا بما فى الأصل نفسه الذى هو القصر .

" ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن "الزينة تأتى ويراد بها إما الزينة الباطنة وإما الزينة الظاهرة وفى القرءان جاء الأمر للمرأة بعدم إبداء زينتها وعندما نظر ابن مسعود رضى الله عنه فى تفسير الآية فسرها بالزينة الباطنة أما الظاهرة وهى فى حق المرأة ظاهر الثياب التى تلبسها وما يكون من وصف ملابسها لها - بعد سترها لكل جسدها بما لايصف ولايشف – كوصف طولها وقصرها ،نحافتها وبدانتها فلا سبيل لها بذلك وماعداه فالمرأة مأمورة بستره .

***************************************************************************************

***كيف يصل طالب العلم إلى فهم دلالة الكلمة؟
معرفة دلالة الكلمة يكون بعرضها على المراتب الثلاث السابقة ومعرفة درجة غموضها من وضوحها ولفهم معنى شبه تام يلزمنا ثلاث مصادر
1- جامع البيان فى تأويل القرءان لابن جرير الطبرى أو مختصر ابن كثير لفهم كلام السلف ولو جزئيا ً
2- تفسير التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور لفهم مزيد من المعانى
3- لسان العرب لابن منظور أو القاموس المحيط للفيروز آبادى إن بقى فى المعنى غموض
أمة الشكور غير متواجد حالياً