عرض مشاركة واحدة
قديم 10-12-08, 02:58 PM   #6
حاجة
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 31-03-2008
المشاركات: 263
حاجة is on a distinguished road
افتراضي الدرس الـ17 - الدرجة الأولى من الدرجات المختصة بحروف المعاني

***وضحي الدرجة الأولى فيما يتعلق بدرجات حروف المعاني؟ مع ذكر أمثلة ودلالة كل حرف؟
إدراك المعاني المشهورة لكل حرف:
على :الاستعلاء
من: المجاورة
ب: الالصاق, السببية, القسم, التبعيض
في: الظرفية
ال: عهدية أو جنسية و لكل منهما معنى
عن: المجاوزة.

***ما هي الدرجة الثانية من درجات حروف المعاني؟ اعط أمثلة من كتاب الله عز وجل مع التوضيح.
إدراك المعاني للحروف بحسب السياق و موقعها من الآية:
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ: اللام في (الحمد) و (العالمين) جنسية افادت الاستغراق. و معناها (كل) حمد لله الذي ربى العالمين. فإذا صلح استبدال (ال) بـ(كل) و لم تخل بالمعنى فإذن اللام جنسية تفيد الاستغراق.

مثل آخر:
فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ: الفاء هنا فصيحة لانها افصحت عن الشيء. فالذي يدع اليتم و لا يحض على طعام المسكين و يمنع الماعون و يرآئي في الصلاة فهو من الذين يكذبون بيوم الدين. فالفاء هنا افصحت عن شرط مقدر.

فعلينا ان ننتبه للسياق جيدا فحرف مثل الفاء ليس له معنى مشهور لانه قد يأتي للعطف أو السببية أو للاستئناف, او للافصاح. لذا لا بد ان ننتبه جيدا لنستنتج المعنى


*** ما هي الدرجة الثالثة من درجات فهم حروف المعاني؟
التحقيق عن اختلاف اقوال المحققين في المضائق لكي يحمل الكلام على افصح الوجوه بلاغة و حكما و إحكاما. مثل تعاقب الواو و الفاء في مطلع سورة النازعات و المرسلات.


***كيف وضح أهل العلم الفرق بين العطف بالواو والفاء في قوله تعالى﴿وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا * وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا * فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ﴾
وضح ابن القيم رحمه الله و أحسن اليه:
ان النازعات هي الملائكة التي تنزع ارواح الكافرين. النزع كلمة تدل على الشدة و الاخذ بقوة. غرقا اي تغرق في نزع ارواح الكافرين من اطراف اجسادهم. فأرواح الكافرين حينما رأت الملائكة غارت في اطراف اجسادهم لهول ما ينتظرها من العذاب فيأتي ملك الموت و الملائكة فينتزعون هذه الروح الكافرة كما ينتزع الصوف المبلول من الشوك (اي بشدة و قوة) كما دل على ذلك الحديث:
عن البراء بن عازب قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحدوا فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأن على أكتافنا فلق الصخر وعلى رؤوسنا الطير قال فأرم قليلا والإرمام السكوت فلما رفع رأسه قال إن المؤمن إذا كان في قبل من الآخرة ودبر من الدنيا وحضر الموت نزلت عليه ملائكة من السماء معهم كفن من الجنة وحنوط من الجنة فجلسوا منه مد البصر وجاء ملك الموت وجلس عند رأسه ثم قال اخرجي أيتها النفس المطمئنة اخرجي إلى رحمة الله ورضوانه فتسيل نفسه كما تقطر القطرة من السقاء فإذا خرجت نفسه صلى عليه كل شيء بين السماء والأرض إلا الثقلين ثم يصعد به إلى السماء فيفتح له ويستغفر له مقربوها إلى السماء الثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة إلى العرش مقربو كل سماء فإذا انتهى إلى العرش كتب كتابه في عليين فيقول الرب عز وجل ردوا عبدي إلى مضجعه فإني وعدته أني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فيرد إلى مضجعه فيأتيه منكر ونكير يثيران الأرض بأنيابهما ويلحفان الأرض بأشعارهما فيجلسانه ثم يقال له يا هذا من ربك فيقول ربي الله قال يقولان صدقت ثم يقال له ما دينك فيقول الإسلام فيقولان صدقت ثم يقال له من نبيك فيقول محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقولان صدقت ثم يفسح له في قبره مد بصره ويأتيه حسن الوجه طيب الريح حسن الثياب فيقول له جزاك الله خير إن كنت لسريعا في طاعة الله بطيئا عن معصية الله فيقول وأنت فجزاك الله خيرا وإن الكافر إذا كان في دبر من الدنيا وقبل من الآخرة وحضره الموت نزلت عليه ملائكة من السماء معهم كفن من نار فجلسوا منه مد البصر وجاء ملك الموت وجلس عند رأسه ثم قال اخرجي أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى غضب الله وسخطه فتتفرق روحه في جسده كراهية أن تخرج لما ترى وتعاين فيستخرجها كما يستخرج السفود من الصوف المبلول فإذا خرجت نفسه لعنه كل شيء بين السماء والأرض إلا الثقلين ثم يصعد به إلى السماء قال فتغلق دونه فيقول الرب تبارك وتعالى ردوا عبدي إلى مضجعه فإني وعدتهم أني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى قال فيرد إلى مضجعه فيأتيه منكر ونكير يثيران الأرض بأنيابهما ويلحفان الأرض بأشعارهما أصواتهما كالرعد القاصف فيجلسانه ثم يقولان يا هذا من ربك فيقول لا أدري فيناد من جانب القبر مناد لا دريت فيضربانه بمرزبة من حديد لو اجتمع عليها ما بين الخافقين لم يقلوها يشتعل منها قبره نارا ويضيق قبره حتى تختلف أضلاعه ويأتيه قبيح الوجه منتن الريح قبيح الثياب فيقول جزاك الله شرا فوالله ما علمت إن كنت لبطيئا عن طاعة الله سريعا في معصية الله فيقول وأنت فجزاك الله شرا من أنت قال فيقول أنا عملك الخبيث ثم يفتح له باب من نار فينظر إلى مقعده منها حتى تقوم الساعة
الراوي: البراء بن عازب المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: مسند عمر - الصفحة أو الرقم: 2/500
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح
و الناشطات هي الملائكة التي تنزع ارواح المؤمنين. فكما ذكر في الحديث اعلاه ان روح المؤمن تخرج كما تسيل قطرة الماء بسهولة و يسر. فروح المؤمن تنشط للخروج حين ترى ملك الموت لانها مشتاقة الى ربها و الى نعيمه.
السابحات: هل الملائكة بعد ان قبضت ارواح المؤمنين و الكافرين سبحوا بها الى السماء (ايضا كما ورد في الحديث اعلاه). اما ارواح المؤمنين فتفتح ابواب السماء و أما ارواح الكافرين فلا تفتح لهم ابواب السماء و لا يدخلون الجنة (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ).
إذن لدينا ملائكة موكلة بقبض الارواح و الصعود بها الى السماء, فالآيات الاولى الثلاثة تتحدث عن نفس الملائكة من حيث الجنس و النوع و لهذا جاء العطف باستخدام حرف (الواو).

فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا: هذه ملائكة اخرى موكلة يأخذ الارواح من الملائكة السابقة و التسبيق في تنعيم ارواح المؤمنين (من فتح ابواب الجنة لها), و التسبيق بالتنكل بأرواح الكافرين و تعذيبها (بفتح باب النار لها).

فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا: هذا نوع ثالث من الملائكة يدبر امور هذه الأرواح بعد ان تستقر في مستقرها. و لهذا جاء العطف بالفاء مغايرا لما كان قبلها من الملائكة المسابقة. و جاء العطف بالفاء في (فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا) مغايرا لنوع الملائكة التي تولت نزع الارواح.
حاجة غير متواجد حالياً