عرض مشاركة واحدة
قديم 10-12-08, 10:30 PM   #247
أمة الشكور
|نتعلم لنعمل|
f2

وإليكم الفوائد المطلوبة من الدرس التاسع عشر : -

بيني بعض أسرار الآيات الكريمة التالية:

1-﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ﴾ فيما يخص معنى كلمة الهز وسبب تعديتها بحرف الباء؟


الهز ّ : التحريك ، هز ّ الشئ أى حركه
والفعل يتعدى بنفسه لايحتاج إلى أداة يتعدى بها ولكنه هنا عداه ب "إلى " ليضمن الهز ّ معنى الإدناء والتقريب والإمالة من فاعل الهز وهى مريم عليها السلام وفى هذا مزيد كرامة لمريم عليها السلام .
من الموقوف عليه فى الآيه أنها لجأت إلى جذع نخلة وليست نخلة كاملة ومع هذا أمرت أن تهز الجذع وتميله نحوها ومن كرامة الله لها أن الجذع لن يستجيب لهزها فقط بل وسيميل نحوها إجابة لجذبها له بيديها الضعيفتين غاية الضعف وهذا أبلغ فى الإعجازو أدل على قدرة العزيز الوهاب عز ّ وعلا .
**الباء للإلصاق لتؤكد عليها أن تمكن يديها من الجذع حال الجذب والهز غاية ماتستطيع من التمكن وهذا أمر لها بفعل كل ما تستطيع من الأسباب الدنيوية ( ولامانع من البقاء على ظاهر اللفظ أنه جذع فقط وليس نخلة كاملة )
وإذا كان الحال كذلك *** إمرأة ضعيفة فى حال مخاض ٍ وولادة
*** جذع نخلة وقد يكون يابسا ً أو ميتا ً
*** تؤمر هذه الضعيفة بهز هذا الجذع بقوة وشدة
هل رأيت واستشعرت قدرة الله سبحانه وتعالى فى هذا الموقف ؟!؟!؟!
الدرس لنا إذن لنتعلمه : فى شرع الله نحن مأمورون أن نفعل ما نستطيع فعله من الأسباب المشروعة دون تقصير أو توان ٍ فسيتولى الله بقية الأمر وسيحدث الأثر سواء فى الدنيا أو الآخرة .


2-﴿ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعً﴾ وسبب اختصاص الأذقان بالخرور بدل الوجوه ودلالة حرف اللام .
أصل معانى اللام الاختصاص تخصيص الأذقان بالخرور هنا دلالة على كمال التذلل والخضوع لله والتعظيم له سبحانه وتعالى إذ أن الأصل الخرور يكون للجبهة والأنف والذقن لا تصل إلى الأرض فإذا وصلت الذقن إلى الأرض فمن باب أولى الجبهة والأنف فالخرور للأذقان فهو أتم وأعظم وأكمل منه لوكان للوجه فلما ذكر الأبلغ لم يحتاج إلى ذكر من هو دونه .
وجاءت اللام بدل "على " ،دلالة اللام للإختصاص فأتت بدلا ً من "على " لأن على تدل على الاستعلاء المجرد ولن تأتى بالمعنى الكامل الذى يبين ماوقع من الخشية وكمال الخضوع لله من هؤلاء العباد الأئمة ألذين أثنى الله عليهم فسجودهم يختلف عن سجود غيرهم من العباد فسجد الذقن مع الوجه
فدلت اللام هنا على معنيين * الاستعلا ء ( وهو معنى على )
*الاختصاص : أى إختصاص الأذقان بالخرور
**************************************************************

3-﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ ودلالة كل من لام الجر و ال التعريف في كلمة لِلْجَبِين كما ذكره بن عباس رضي الله عنه اللام الموصلة هنا أفادت ا لإختصاص والإستعلاء ، وأفادت ال الجنسية هنا الإستغراق والشمول أى أن تل ّ إبراهيم عليه السلام لإسماعيل كان من الجبين للجبين الآخر مرورا ً بالجبهة حيث إن إبراهيم عليه السلام لما أمر بذبح إسماعيل عليه السلام وهو إبنه البار التقى الذى رُزقه بعد أن تقدم به السن وطول إنتظار للولد لم يكن الأمر بالهين عليه لإمتلاء قلبه بالشفقة والرحمة على هذا الحليم عليه السلام الذى أذعن هو الآخر للأمر فهنا تل ّ إبراهيم ُ إسماعيلَ عليهما السلام بإن جعل وجهه ممايلى الأرض لئلا يرى وجهه فتأخذه به الشفقة فتمنعه من تنفيذ الأمر فبهذا جمع عليه السلام بين تنفيذه أمر الله وشفقته بإبنه
************************************************************

***لما عدي فعل مرَّ في قوله تعالى ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ﴾ بعلى ؟
ولما عدي في قوله تعالى ﴿ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ﴾بالباء
؟

عدى الفعل فى الآية الأولى ب "على " ليدل على الإستعلاء فالمعنى " السموات بما فيها من آيات الشمس والقمر والنجوم ، والأرض بما فيها من آيات الجبال والأنهار والأشجار و------------
كلها آيات دالّة على وحدانية الله عز ّ وجل ّ لاتحتاج إلى إعمال العقل وهم مع ذلك مستمرون على كفرهم وعدم إيمانهم ولذا كانت الآية التالية لهذه الآية " وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون " أى أنهم حتى إن ءامنوا فإيمانهم ليس خالصا بل مشوب بالشرك وهذا مما يؤكد إستعلاؤهم عن الحق

وعداه فى آية المطففين بالباء يدل على ملاصقة الكفار للمؤمنين أى مرورهم بالقرب منهم فى الدنيا: icony6:
أمة الشكور غير متواجد حالياً