تم الاستماع للدرس العشرون ولله الحمد
الفوائد المطلوبة
*** ما معنى التضمين؟وما هي فائدته ؟ومن يقول به من النحاة؟
التضمين هو اشراب الفعل معنى فعل اخر ليدل الفعل الاول على معناه الاصلي ليدل على المعنى الذي دل عليه السياق
وهذا التضمين لا يقول به كل النحاة وانما يقول به الخليل وسيبويه والبصريون وبن جنى وبن القيم وبه يقول جمهور المفسرين وعلى رأسهم بن جرير الطبري وبن السعود والقرطبي وغيرهم
فائدته
الايجاز والاختصار بدل استخدام كلمتين نستخدم كلمة واحدة
التضمين يعطي من البلاغة والفصاحة للمعنى الشئ الكثير
*** ما هي شروط استعماله حسب المجمع اللغوي في القاهرة؟
شروط التضمين
1-تحقيق المناسبة بين الفعلين والتي تسمى العلاقة
2-وجود قرينة تدل على المعنى الملحوظ مع الامن من اللبس
3-ملائمة التضمين للذوق العربي
***ما هو وجه التضمين في الأفعال التالية:
﴿ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرً﴾
الفعل يشرب عادة ياتي معه من ...اضيفت لها الباء لتعطيه معنى اخر وهو يروى..فهو لم يذكر ولكن تضمنه لفظ يشرب بها
الفعل يشرب هنا تعدى بحرف الباء ...المعنى يشرب منها و يروى بها عباد الله فجاءت الاية في اتم اساليب البلاغة والايجاز ..لانه ليس المقصود فقط ان يشربوا بل يشربون ويتلذذون حتى الارتواء
لذا عديت بالباء واذا قال يروى فقط لما دلت على لذة الشرب
﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)
يرد فيه اصل فعل الارادة يتعدى بنفسه ولا يحتاج لفعل اخر ليعديه فتقول اردت كذا وكذا ...اراد فلان كذا من غير حاجة الى فعل يعديه الى مفعوله
تعدى الفعل يرد بحرف الجر في ليعطي والله اعلم معنى الهم ..وهذا المعنى ذكره بن القيم في زاد المعاد
فيكون المعنى ومن يرد ان يلحد في البيت الحرام او يهم فيه بهم سوء وظلم والحاد فان الله سيذيقه من العذاب الاليم
لو كان المعنى الارادة الظاهرة فقط لم تاتي فيه وسيكون اللفظ ومن يرد الحاد بظلم
وهذا تحذير من الله سبحانه لاي انسان يريد او يهم بفعل سوء او مجرد المحاولة في السر والعلن في البيت الحرام
في ودلت على الظرفية اي انه وقع في البيت الحرام
دلت الباء وهو الالتصاق وهو تضمين فعل الارادة مجرد الهم بفعل السوء
﴿ وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ)
الاصل في نصر ان يتعدى بعلى فيقال نصرت فلان على فلان
الاية هنا عدت فعل نصر بحرف من لتضمين لفظ نصرناه معنى انتقمنا له فيكون المعنى انتقمنا من اللذين كفروا بأن نصرناه عليهم
انه ليس انتصار مجرد ولكنه انتصار فيه انتقام من القوم الكافرين
4-﴿ وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرً﴾
الاصل في فعل اكل ان يتعدى بنفسه فتقول اكلت كذا وكذا
الايه هنا عدت فعل اكل بحرف الى لتضمين معنى الجمع والضم ويكون المعنى لا تأكلوا اموالهم ولا تجمعوها ولا تضموها الى اموالكم ..
حال هذا الضم فيه من الاضرار ما في اكل اموالهم بالباطل ..فالنهي ليس عن مجرد الاكل فقط ولكن النهي عن اي ضرر او اضرار باموال الايتام حتى لو لم يكن اكلا مجردا
وهذا المعنى دلت عليه كلمة الى
وهذا يوضح المنهي عنه في الاية وهو اكل المال وايضا الجمع والضم وجميع الاحوال التي فيها اضرار باموال اليتامى
5-﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
يخالفون عن الاصل ان يتعدى بنفسه وقد عدي بعن لتضمن معنى الاعراض اي يخالفون حالة كونهم معرضين
اي يخالفون امر الله معرضين عنه
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
اللهم ارزقنا الاخلاص في القول والعلم والعمل
|