الصفحة العشرون
في زحام اليوم
سرت مسرعة لأدرك الحصة التي من المقرر أن تكون لفصلين سوف أجمعهما في مكان واحد
دخلت وبدأت ديدني اليومي معهن
كان موضوعنا اليوم (مراجعة في جزء من المنهج)
طلبت منهن أن يسترجعن معلوماتهن في 10 دقائق حتى تكون المنافسة على أشدها
لمحتها وهي تنظر لي
تجاهلت ذلك لأنه من عادت الطالبات الشرود ثم العودة إلى الواقع
تكرر ذلك
فانشغلت مع استفسارات الطالبات
وإذا بها تأتي وتقف أمامي وهي في غاية التأثر تطلب مني محادثتها خارج الصف
ليس شيئا جديدا
إنما الجديد هو شخصية هذه الفتاة صامتة في أغلب الوقت تمطرنا أحيانا ببعض الابتسامات فنظرتي لها أنها صلبة
لكن اليوم تغير ذلك
فبمجرد ان تبعتها خارج الصف وإذا بتلك القطرات التي أزعجتني لم تتمالك نفسها أصبحت تبكي
سألتها خيرا إن شاء الله
ذكرت لي أن معلمة مادة ما (وكانت حصتها قبل حصتي ) قد أمطرتهن بوابل من الشتائم
ما أدهشني هو عندما
قلت لها أنت قوية اذهبي واغسلي وجهك وتعوذي من الشيطان
قالت: لا
أنا ضعيفة!!!!!
(كم هو ضعيف الإنسان ...وكيف يختبئ وراء أقنعة )
قلت : أنت مسلمة وتثقين بالله
أصرت على موقفها وأنها لاتستطيع مواجهة زميلاتها وهي بهذه الحالة
احترمت رغبتها وجعلتها تستريح في احدى الغرف على أن تعود متى ما تهدأ نفسها
لم أستيقظ من هوس الطالبات مع حصتي إلا بعد أن أزعجني الجرس الذي يستمر لمدة دقيقة !!!! لماذا لاأدري
خرجت وقد نسيت أمرها وإذا بها تأتي وتعتذر والإنكسار باد عليها (سامحك الله يا معلمة .الـ..........)
قلت لها وقد تأثرت بملامحها الحزينة : يجب أن نتعلم مواجهة مشاكلنا وأن لانهرب منها فهل سيجدي الهروب
ثم كيف بك إذا خرجت إلى معترك الحياة ومافيها من عقبات هل ستنهزمين أم تموتين أم ماذا؟؟!!!!
أطرقت برأسها..وكأني بدأت ألمح في عينها بريق من الحياة يعود إليها.
قلت لها : لاتنسي أن تسألي طالبات صفك عن جزء المراجعة غدا
: )
..
يُتبعـ بإذن الله.،،