تم الأستماع وتحصيل الفوائد للدرس الثانى والعشرو ن
الفوائد المطلوبة:
***أين تكمن أهمية دلالة السياق في فهم الآيات ؟ ومن نص عليها من أهل العلم
دلالة السياق من الدلالات المهمة التي يكاد يطبق أهل التفسير على اعتبارها
فإنك إذا نظرت على آية من الآيات فلا بد النظر في ما فبلها وما بعدها حتى يتبين المعنى الكامل فى ضمن الآيات جميعاً فهي حلقة في سلسلة.
ولقد نص على أهمية دلالة السياق جماعة من أهل العلم
(مسلم أبن يسار قال إذا حدثت عن الله فقف حتى تنظر ما قبله وما بعده
وأيضا من التابعين سليمان ابن يسار وصالح بن كيسان وابن جرير والعز بن عبد السلام والقرطبي وشيخ الإسلام ابن تيمية وأبو السعود والراذى والزركشى وابن الجوزى والشوكانى والألوسى وصديّق حسن خان
**ما دلالة السياق في قوله تعالى :
-في سورة النازعات: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴾ مع باقي آيات السورة؟
تتحدث هذه السورة عن النزع والموت وما بعد الموت والبعث واليوم الأخر فما علاقة قصة موسى عليه السلام بهذه المعاني الدالة عليها الآيات ؟هنا تأتى أهمية دلالة السياق
وهذا المعنى الذي دل عليه السياق هو أن الله عز وجل لمّ ذكر تكذيب الكفار من أهل مكة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عنهم (يقولون أءنا لمرددون في الحافرة *أءذا كنا عظاماً نخرة *قالوا تلك إذاً كرةٌ خاسرة *فإنما هي زجرة ٌ واحدة فإذا هم بالساهرة *هل أتاك حديث موسى*)فلم ذكر تكذيبهم وردهم لخبر رسول الله فى شأن الساعة ثم أخبر عن قوته جل وعلا بأنها(*فإنما هي زجرة ٌ واحدة فإذا هم بالساهرة)ثم قال سبحانه وتعالى (﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى) أي إن لم يؤمنوا هؤلاء الكفار بالبعث والنشور ولم يصدقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أخبرت به فيكون مصيرهم كقوم موسى
ويدل على ذلك المصير قوله تعالى(فأخذه الله نكال الآخرة والأولى)وذلك لأن نكال تطلق على التعذيب والتأديب الذي يكون فيه عبرة والنكال في أصل اللغة هو الرجوع
فأخذ الله عز وجل فرعون وقومه أخذة تكون عبرة وعظة لمن جاء بعده فذكر الله أهل مكة بما جرى لفرعون وقومه تهديداً لهم فإن كذبوا محمد كما كذب أل فرعون فإن مصيرهم كمصير أولئك الكفار .
-في سورة الصف ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ مع باقي آيات السورة؟
[COLOR="Navy"]من المقرر أن سورة الصف من أولها إلى آخرها في الجهاد فقص الله قصة موسى عليه السلام والذي يظهر أن قصة موسى ليس لها لها علاقة بالجهاد
ولكن دلالة السياق هنا لها دلالة لابد أن تظهر وإلا يكون الكلام متقطعا وهذا لا يليق بكتاب الله تعالى
فعند تأمل هذه الآية نجد إن فيها إشارة إلى قصة موسى عليه السلام في سورة المائدة في قوله تعالى ( يا قومي أدخلوا الأرض المقدسة ........إلى قوله يا موسى إن فيها قوما جبارين فإنا لن ندخلها ماداموا فيها فأذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون )فأشارت الآيات إلى نوع من أذى قوم موسى له حيث خذلوه في أشد المواقف التي هو في حاجة إليهم فلما ذكرت هذه الآية لقصة موسى عليه السلام لقومه أرادت أن تذكر أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن لا يقولوا له كما قال قوم موسى (اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون )وكما قال المقداد ابن الأسود إنا لا نقول كما قال قوم موسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون وإنما نقول أذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون .[/COLOR]***ماالمراد بالخنس في قول الله تعالى : ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ *الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾؟ما هو القول المرجح مع توضيح سبب ترجيحه
أختلف السلف رحمهم الله في المراد في قوله تعالى ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ *الْجَوَارِ الْكُنَّسِ)
فمنهم من قال هي الكواكب والنجوم جاء ذلك عن ابن عباس رضي الله عنه وأختاره جماعة من السلف
ومنهم من قال أن المراد بالخنس الجوار الكنس البقر الوحشي والظباء التي تكون في البراري والصحارى وتخنس لمّ ترى الإنسان والخنوس يأتي بمعنى الاختباء والاختفاء جاء بهذا المعنى من السلف مجاهد وإبراهيم النخاعي
ومن المرجحات التي ترجح القول الأول دلالة السياق فإن السورة من أولها جاءت بذكر الكواكب والنجوم والسماء والصبح والليل فكان من الأولى بالذكر بعده هذه الكواكب هو مايناسبها من أحوالها من ذكر بقية الكواكب الأخرى
لذلك أظهر في قوله تعالى ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ *الْجَوَارِ الْكُنَّسِ)هي الكواكب التي تخنس وتختفي وتتأخر حينا وتجرى في حين أخر في وقت الليل فتبيت قليلا في مكان لا يعلمه إلا الله عز وجل ثم تعود إلى جريانها وخنوسها .
|