عرض مشاركة واحدة
قديم 25-12-08, 03:58 PM   #20
أم جهاد وأحمد
|علم وعمل، صبر ودعوة|
افتراضي

الدرس الثالث والعشرون : تابع الأمثلة على المرحلة الرابعة





الفوائد المطلوبة:



*** وضحي المعنى الذي دل عليه السياق في الآيات التالية مع ذكر نوع دلالة السياق في كل منها:

-﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾
شريعتنا تتطلب منا حتى نكون من أهل الإيمان بصفة عامة ومن الدعاة بصفة خاصة ان نتعرف على أمور هامة جدا في حياتنا وأن نتحلى بأخلاق خاصة وأن نتصف بصفات حميدة حتى تقبل دعوتنا ونكون أهلا لها.
فوجه الترابط بين الذي يكذب بالدين وبين الذي يمنع الماعون هو أن هذا اليذ يتصف بتلك الصفات في الآية "يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين " لا يمكن أن يكون من أهل الإيمان وإنما هو من الكافرين المكذبين


-﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴾
الواو هنا هو الرابط الذي دل على الاقتران والالتزام
الواو في الآية هي وجه الربط بين المعنيين وقد جاءت هنا للدلالة على الشرط رغم أن الشرط ليس من معاني الواو بل دلالة السياق هي التي دلت على أن الشرط في طلب العلم هو التقوى.
"وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ " دلت الآية على أن هذا العلم يحتاج إلى تقوى فهذه الواو لا تدل على ذلك بل التي دلت على معنى الشرط هي دلالة السياق.




*** ما الحكمة من التقديم والتأخير في السياق في الآيات التالية:


-﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ إلى قوله تعالى﴿ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ﴾؟
أول ما وقع من هؤلاء القوم أن واحداً منهم قتل آخر واحداً من بني إسرائيل قتل رجلاً آخر فاختلفوا في هذا المقتول من الذي قتله وأرادوا أن يترافعوا إلى موسى عليه السلام في شأن هذا القتيل.

إذًا فقوله سبحانه وتعالى " وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا " هل هذا من أول ما وقع من جهة الزمن في هذه الواقعة.
الحكمة هنا من تأخيرها هي تبيان إعراض اليهود الفجار عن تنفيذ أوامر الله عزّ وجلّ.



-﴿ يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ
لأن بعض الصحابة تكلموا في مسألة الغنائم
فأنزل الله عزّ وجلّ " يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ "
فجاء الكلام في يسألونك عن الأنفال لأنها هي المقصود الأعظم من تنزل هذه السورة العظيمة في الكلام عن ما يتعلق بحقوق الخلق وبحق الرب سبحانه وتعالى وفى تقسيم الرب سبحانه وتعالى للحقوق بين الخلائق ثم جاء بعد ذلك مايتعلق بموقعة بدر



-﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ﴾
الحكمة هنا من ذكر العبوس أولا لأنه محور السورة
تنزلت السورة لتبين أمرا عظيما جليلا مأخوذا ومستفادا من هذه القصة وهو أن الداعية إذا أقبل إليه من أراد أن يتعلم دين الله عزّ وجلّ كيف ما كان نوعه فإنه الأولى بأن يعلم كائناً من كان غيره لأنه إذا أقبل فحقه عليك أيها الداعية أن تقبل عليه ولا أن تنشغل بغيره فإذا انشغلت بغيره مهما كان هذا الغير فإنك قد خالفت المنهج الذي ارتضاه الله عزّ وجلّ وأمر به محمد صلى الله عليه وسلم بل وعاتب محمد صلى الله عليه وسلم على حادثة وقعت في هذا الأمر وفى هذا الشأن.
المقصود هو التنبيه هو التربية هو التأديب هو التهذيب هو التزكية المأخوذة من هذه القصة، فالذي حدث هو العبوس وهو موطن القصة وهو المراد فذكر في أولها.



توقيع أم جهاد وأحمد
اللهم ارزقنا الصدق والإخلاص في القول والعمل
أم جهاد وأحمد غير متواجد حالياً