01-01-09, 06:32 AM
|
#23
|
حفظه الله تعالى
تاريخ التسجيل:
14-10-2008
المشاركات: 12
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حاجة
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله خيرا و أحسن اليك
عودة الى آية ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ﴾
قلتم في الدرس الـ19 انه من في السماء هو الله تعالى من غير خلاف. و عندما قرأت في تفسير القرطبي انه ( وقيل : هو إشارة إلى الملائكة . وقيل : إلى جبريل وهو الملك الموكل بالعذاب)
و لهذا استبعدت هذا القول نظرا لما أشرتم اليه أن من في السماء هو الله تعالى لا الملائكة.
و لكن عدتم في الدرس الـ21 لتقولوا في تأويل (في الظرفية) كلام يشابه ما جاء في تفسير القرطبي!!
أرجو التوضيح.
|
الجواب : نعم (من في السماء) هو الله تعالى من غير خلاف أعلمه بين السلف ، والسياق ــ السابق واللاحق ــ يدل على ذلك :
فقبلها (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ... هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15))
وبعدها (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19) أَمْ مَنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ (20) أَمْ مَنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21))
وفي تفسير الطبري - (ج 23 / ص 513) ( أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ) قال : وهو الله .
وفي زاد المسير (ج 6 / ص 52) : قال ابن عباس : أمنتم عذاب مَنْ في السماء ، وهو الله عزَّ وجل ؟!
والفرق بين ما قرره العبد الضعيف وما قرره الإمام القرطبي ظاهر ؛ فالذي أقرره أن (في) هنا تدل على معنيين (العلو) وهي اشارة إلى الله تعالى كما قرره السلف ، ولا يمنع ذلك من دلالتها أيضا على معناها الأصلي وهو (الظرفية) وهي إشارة إلى الملائكة وبقية جند السماء ، فهي تدل عليهما معا ، بخلاف ما يذكره القرطبي وغيره من أنها في الملائكة أو جبريل ونحو ذلك ، وهم ينفون أن تكون الآية في الله سبحانه للمعنى المشهور لـ (في) في لغة العرب والكبير المتعال أكبر من أن تحيط به سماء .
وفيما ذُكر إقرار لتفسير السلف مع إزالة ما أشكل من اعتراض الخلف ، وفيه جمع بين القولين من دون تعارض بينهما ، وأصل الإشكال إنما ورد من نفي الخلف أن تكون الآية في الله سبحانه وتعالى مع ثبوت ذلك من دون خلاف عن السلف ، والله أعلم
|
|
|