عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-09, 09:13 AM   #434
وردة
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 13-03-2008
المشاركات: 95
وردة is on a distinguished road
c9 فوائد الدرس السادس والعشرون

الدرس السادس والعشرون
المرحلة السادسة : التفسير الموضوعي

تم بحمد الله الإستماع للشريط السادس والعشرون


الفوائد المطلوبة:


*** ما هي المرحلة السادسة من مراحل فهم القرآن؟ وما المقصود منها؟
المرحلة السادسة هي جمع الايات التي تتكلم عن موضوع واحد في موضع واحد
و يسمى في الاصطلاح المعاصر بالتفسير الموضوعي وقد الف فيه الامام اللغوي الإمام الشنقيطي في اضواء البيان في تفسير القران بالقران
المقصود من هذه المرحلة : ان ناخذ من كل سورة المقطع والمقصد المراد من انزلها ليتضح المقصود عند جمعها مع الايات الاخرى



*** وضحي كيف يمكن تفسير القرآن بالقرآن في الآيات التالية:

﴿يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا﴾


المور في اللغة هو الاضطراب والحركة الشديدة
فاذا جمعنا هذه الاية مع الايات الاخرى التي تتحدث عن السماء يتضح لنا أن السماء اولا يحدث لها اضطرابا وحركة شديدة بعد أن كانت ثابتة مستقرة في الدنيا كما وصف الله في آيات آخرى " والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون " أي بقوة وإحكام وقوله " وبنينا فوقكم سبعا شدادا " أي قوية متينة لذلك قال في سورة تبارك " فارجع البصر هل ترى من فطور ...." أي أن السماء ليس فيها فطور أو إنشقاق وإنما محكمة متقنة بخلاف الأرض التي فيها من التشقق ومن الضعف مافيها فهذا حالها في الدنيا أما في الآخرة فيختلف الأمر جليا بدءا من سورة الطور " يوم تمور السماء مورا ..." أي تبدأ في الحركة والإضطراب تبدأ في التغير ثم بعد ذلك أخبر الله ان هذا الإضطراب وهذه الحركة يكون بعدها إنفطار وهو بداية الإنشقاق كما قال الله " اذا السماء انفطرت" ثم بعد ذلك التشقق الكامل الواضح " اذا السماء انشقت" و"وانشقت السماء فهي يومئذواهيه " وهذه حال ثالثة للسماء ثم بعد ذلك مايكون من حالها كما أخبر في سورة عم " وفتحت السماء فكانت أبوابا " أصبحت أبوابا ظاهرة واضحة بينة للعيان من اولها لآخرها لتنزل الملائكة كما قال الله " ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا " ثم مرحلة بعد ذلك وهي متعلقة بقوله تعالى " يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب " وكما قال الله في سورة التكوير " اوذا السماء كشطت " ومعناها " يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب " كذلك أخبر الله عن أحوال هذه السماء في سورة الرحمن " فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان " فبعد حصول الإنشقاق تكون السماء وردة أي بلون الورد فيه شيء من الحمرة يتغير لونها بعد الزرقة أصبحت تميل للحمرة مع إضطراب اللون ليست حمرة خالصة صافية وإنما حمرة يخالطها ألوان أخرى " كالدهان " أي مع هذا اللون فيه شيئ من صبغة الزيت كالمهل وهو الزيت المغلي الذي يتقطع في حركته " فهذه الحال العظيمة التي تحدث للسماء في اليوم الآخر عندما تنظر إليها بنظر فكرك وبنظر تأملك وخيالك توقن ماالذي يحدث في ذلك الموقف لكن دون جمع لهذه الآيات لايتبين ولايتحقق ذلك لك لكن إذا جمعت هذه الآيات في موطن واحد تبين لك مايحصل للسماء في اليوم الآخر .


﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ﴾

الآيات التي ذكرت فيها خمر الدنيا ومراحل تحريمها فمنها مثلاً ما غاير بين السكر والرزق الحسن ليبين أن السكر ليس رزقاً حسناً ﴿وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾[النحل: 67]. ومنها ما نهى عن قربان الصلاة حال السكر فمن أراد أن يشربها فلا يشربها إلا في الليل وفي هذا تضييق لوقت شربها في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى﴾[النساء: 43]. ومنها مادلت على حصول الإثم الكبير بها قال تعالى: ﴿قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ﴾[البقرة: 219]. ومنها ما صرحت بالتحريم والأمر باجتنابها كما قال تعالى : ﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾[المائدة: 90]. إلى قوله تعالى: ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾[المائدة: 91]. وفي هاتين الآيتين الأخيرتين اشتملت على ثمانية في أدلة على تحريم الخمر. المقصود هنا لما تجمع هذه الآيات فإنك سيتبين لك المزيد على ما سبق فيتبين لك أوجه كثيرة جداً في تحريم الخمر في القرآن يعني قوله سبحانه وتعالى عن خمر الآخرة: ﴿لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ﴾[الصافات: 47].تأمل في هذه الآية ينفي الله عز وجل عن خمر الآخرة أن فيها غول فإذاً خمر الدنيا فيها غول هذا دليل على تحريمها إذا كان في غول يعني في أخذ شديد للأمراض ونحو ذلك إذا كان فيها هذا فإنه لا يجوز للإنسان العاقل فضلاً عن المسلم أن يعرض نفسه لهذا الغول كذلك ﴿وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ﴾ ليس هناك ما يعرض لهذا الشارب للخمر في الآخرة ليس هناك ما يعرض له من الأشياء التي تجعله يبتعد عن الخمر بل خمر الآخرة كلما شربت منها كلما ازدت رغبة فيها بخلاف خمر الدنيا التي تأخذ الإنسان بأنواع من الأمراض بأنواع من الإنزاف تنزفه قد ذكر أهل الطب في الحديث وذكره قبلهم ابن عباس رضي الله عنهم أن الخمر تسبب للإنسان كثرة الحاجة إلى إخراج الفضلات ونحو ذلك فهي منزفة له من هنا وهناك لعقله ولجسده ولغير ذلك فعندما تتأمل ما وصف الله عز وجل به خمر الدنيا من جهة أنه وصف خمر الآخرة فأثنى عليه بأشياء ونفى عنه أشياء علم أن هذه الأشياء المنفية عن خمر الآخرة هي ثابتة في خمر الدنيا لأنها ما أصبحت مدح.
لخمر الآخرة وخص خمرة الآخرة بهذا المدح إلا أن خمر الدنيا فيه هذه الأمور فإذاً عندما تتأمل وتجمع الآيات التي في الخمر وتتكلم مع عاقل يريد أن يفهم وأن يدرك لا شك أنك ستصل معه إلى أن هذه الخمر حرام بكتاب الله عز وجل حرام بالسنة الصحيحة الثابتة حرام بإجماع أهل العلم حرام بالعقل والفطرة السليمة حرام من كل وجه .


﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾

هذا مثال على التدرج في الشريعة في أحكامها بالجهاد ايضاً فقد مر بمراحل كان في أول الأمر محرماً قال تعالى : ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ﴾[النساء: 77]. هذه الآية فيها أمر ظاهر بين فيما يتعلق بالأمر في كف اليد يعني كف يدك وإياك وإياك والقتال ثم جاء الإذن به ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ﴾[الحج: 39]. والإذن هنا يدل على أن هناك منعاً سابقاً ثم قتال من يلينا فقط قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾[التوبة: 123]. ثم جاء الأمر بالجهاد وقتال الكفار قال تعالى : ﴿وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ﴾[البقرة: 191]. ولا يعني ذلك أن الآيات السابقة قد ذهبت من أصل الاستدلال بل هي باقية قد يحتاج إليها في بعض العصور والأزمان.

تم بحمد الله



توقيع وردة
[IMG]http://www.up-00.com/azfiles/b0G37739.gif[/IMG]
وردة غير متواجد حالياً