05-01-09, 04:56 PM
|
#16
|
جُهدٌ لا يُنسى
|
أحسن الله إليك لؤلؤتنا وبارك فيك .. سلمت يمناك على هذه الفوائد الطيبة ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تم ولله الحمد الإستماع للدرس 29
الفوائد المطلوبة :
*** وضحي كيف فسر المفسرون الآيات التالية :
(وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا ﴾
مقرنين هي بنفسها { وإذا النفوس زوجت } فالذي يجري أنه عند البعث والحساب من شأن كل شخص أن يقرن مع أقرانه , فإذا كان من أهل الغي والضلال ورمى في نار جهنم سيبحث عن أقرانه من أهل الضلال ويلقون جميعا في النار ويسلسلون جميعا في النار .. فسيسمع صاحبه صراخا عويا وبكاء مرا لأنه أسمع في الدنيا وقاده إلى معاصي الله تعالى .. وهذا هو العدل المطلق من الله تعالى ..
قال المفسرين >> مكان ضيق في نار جهنم وهو أن يضرب المجرم في نار جهنم كما يضرب المسمار في الجدار ثم ينظر بعضهم إلى بعض .. هذا هو التزويج الذي يكون يوم القيامة ..
وأيضا أهل الجنة يكون بينهم تزويج { والذين امنوا واتبعهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم } فتلحق الذرية الصالحة بالرجل الصالح ..
﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ﴾
ذكر الله تعالى أمرا عظيما كان يحصل في الجاهلية ..ومازال يحصل في العصر المعاصر ..
الموءودة >> هي الطفلة التي تذبح في الدنيا من قبل أبوها أو أخوها بدون ذنب اقترفت .. فيأتي هذا المتجبر إلى هذه النفس الطاهرة البريئة إذا هذا المجرم يذبحها بدون ذنب .. فيوم القيامة يكون السؤال يوم القيامة أمام الخلائق , فتقول الموءودة : يا رب سل هذا بأي ذنب قتلني .. وتطلب من ربها أن يفصل بينها وبين الذي اعتدى على نفسها .. فلا جواب إنما هو الظلم والبغي والاعتداء ..
وهذا يبين عظيم حرمة الدماء عند الله يوم القيامة , فمن أهوال يوم القيامة أن تسال الموءودة بأي ذنب يوم القيامة لأن هذا السؤال سيكون عظيما كبيرا شديدا والسؤال شديد فالخلائق يروم ماذا يفعل الله بهذا القاتل ..
فإياك إياك وأمـر الدماء والأنفس ..
﴿ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ * وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ ﴾
هذه الصحف يوم القيامة لها حال , فالخلائق عند حشرهم ينتظرون ماذا يفعل بهم , فهناك أمور قد أعدت لهم ومنها : أن هناك صحف كتبت أعمالهم صغيرها وكبيرها { وقالوا مالي هذا الكتاب لا يغادر كبيرة ولا صغيرة إلا أحصاها } فإذا جاء يوم القيامة تطوى هذه الصحف .. مثل الامتحان تحل ثم تصحح ثم يقال لك النتيجة ,, لكن امتحان الآخرة يختلف عن امتحان الدنيا ...
يأمر الله تعالى بهذه الصحف أن تتطاير .. فجأة إذا صحيفة قد توجهت لك , فبأي يد تستقبلها ؟؟ فهنيئا لمن استقبلها بيمينه , ويا حسرة على من استقبلها بشماله
نشرت : بمعنى تطايرت , فلما يأتي الكتاب يقرأه الإنسان ليعرف ما فيه ..
﴿ وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ * وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ ﴾
هذه الجحيم لها أمر عجيب في يوم القيامة , هذا التسعير هو تسعير خاص يوم في يوم القيامة استعدادا لأهل النار الذين يلقون فيها , ونار جهنم قد سعرت قديما كما ورد (( أوقد على النار ألف عام حتى احمرت , ثم أوقد عليها ألف عام حتى أبيضت , ثم أوقد عليها ألف عام حتى أسودت فهي سوداء مظلمة ))
ولذا قال سلمان الفارسي والضحاك وغيرهم من أهل العلم >>> كل شيء في النار فهو أسود ..
أهلها ودوابها ووحوشها وأغلالها ودخانها ونارها وأكلها وشرابها كله أسود ليس فيها قطعة من نور أبدا.. أعاذنا الله وإياكم منها ..
وهذه النار إذا سعرت لها هول عظيم فعندما تزفر يجثوا الأنبياء حتى إبراهيم الخليل وملائكة الله , حتى جبريل عندما تزفر جهنم يقول : اللهم سلم سلم ,, اللهم سلم سلم .. هذا حالهم ..
فما حال غيرهم من الفجرة والكفرة إذا كان هؤلاء جثوا على الركب فما بال من عصى الله وكفر وكذب بهم .. فالتسعير من أعظم أهوال يوم القيامة
ثم تقدم جنة الله تعالى وتقدم رحمة الله تعالى هي من وراء النار لكن يراها أهل الإيمان فيرتاحون وتأتيهم من ريحها وطيبها فيرتاحون ويطمئنون , فهي تقرب لأهل الإيمان ..
فهذه ست أهوال بعد البعث
﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ﴾
ستعلم أنت ماذا أحضرت يوم القيامة , ستعلم هذه الأنفس ما لذي جاءت به يوم القيامة .. فإذا كنا نعلم ذلك ألا نأتي بحسنات وطاعات ؟!!
فأبواب الطاعات والحسنات كثيرا ولله الحمد فالأمر يسير , ولكن أين القلوب التي تتفتح لكتاب الله تعالى وتريد أن تروى من معينه , أين القلوب التي تريد أن تحيى بالقرآن .. فأين أنت أيها المؤمن عن كتاب ربك , فلو تأملنا آياته لساقنا إلى عظيم المنازل ورفعة في الجنان ..
|
|
|