تم الأستماع للدرس التاسع والعشرون
الفوائد المطلوبة:
وضحي كيف فسر المفسرون الآيات التالية:
(وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا ﴾
أى يجمع المجرمون مع بعضهم فى مكان ضيق فى نار جهنم ويضرب بهم فيها كما يضرب بالمسمار فى الجدار .
﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ﴾
.عن الموءودة، والموءودة هي الطفلة التي تُذبح وهي صغيرة، يذبحها أبوها أو أخوها أو من كان وليًا لأمرها بدون ذنبٍ جنته، وبدون شيءٍ اقترفته، فيأتي هذا المجرم هذا الطاغية هذا المتجبر إلى هذه النفس البريئة هذه النفس الطاهرة هذه التي تنظر إلى الحياة الدنيا لتوها في مطلع سنيها تنتظر ماذا سيكون من أمرها،
﴿ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ * وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ ﴾
نُشرت أي بمعنى أنها تطايرت، نُشرت على الخلائق وفُتحت، لما تطايرت على الناس فكل إنسانٍ عندما وقع هذا الكتاب بإحدى يديه إذا هو يفتح هذا الكتاب وينشره ليقرأ، يقرأ هذا الكتاب وماذا كُتب فيه،
﴿ وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ * وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ ﴾
وهذا التسعير هو تسعيرٌ خاصٌّ يكون في يوم القيامة استعدادًا لأهل النار الذين سيُلقون فيها، وإلا فإن نار جهنم –أعاذنا الله وإياكم من ذلك- كأنها قد سُعرت قديمًا، وقد ثبت عند الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه موقوفًا عليه وهو في حكم المرفوع أنه قال "أوقد على النار ألف عامٍ حتى احمرت" معنى احمرت أنها بدأت تشتعل، بدأ لهبها يظهر، "ثم أوقد عليها ألف عامٍ حتى ابيضت"، معنى ابيضت أن لهبها بدأ يظهر دخانًا فغطى هذا الدخان الأبيض هذه النار، "ثم أوقد عليها ألف عامٍ حتى استودت، فهي سوداء مظلمة".
ولذا قال سلمان الفارسي وابن عبّاس والضحاك بن مزاحم وجماعة من أهل العلم في تفسير هذه الآيات "كل شيءٍ في النار فهو أسود"، أهلها سود، ودوابها سود، ووحوشها سود، وأغلالها سود، ودخانها أسود، ونارها سوداء، وكل أكلها أسود، طعامها أسود، وشرابها أسود، وكل ما فيها أسودٌ في أسودٌ، وهذه حقيقة في نار جهنم أن كل ما فيها أسود فليس فيها قطعة من نورٍ أبدًا، لا يدخل إليها نور ولا يخرج منها نفس، هذه هي النار التي ستسعر في يوم القيامة،
﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ﴾
ستعلم أنت ماذا أحضرت يوم القيامة , ستعلم هذه الأنفس ما الذى جاءت به إلى يوم القيامة فإذا كنا نعلم ذلك لما لا نأتي بالحسنات والطاعات
ولله الحمد فالأمر يسير , ولكن أين القلوب التي تتفتح لكتاب الله تعالى وتريد أن ترتوى منه أين القلوب التى تريد أن تحيى بالقرآن .. فأين أنت أيها المؤمن عن كتاب ربك , فلو تأملنا آياته لساقنا إلى عظيم المنازل ورفعة في الجنان .
دمتم بحفظ الرحمن
|