فوائد الدرس السادس عشر
***اذكري المعني اللغوي لكل من الكلمات التالية :-
﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ﴾
إذ انتبذت : استخدام هذه الكلمة لها دلائل وتعطي المعنى شيئا من القوة في الخروج عن قومها لم يكن ابدا ليعطيه لو استخدمت كلمات اخرى .
فكلمة انتبذت في اصل لغة العرب وكذلك استخدام الفصحاء تدل على شيء من الالقاء بالشيء
الخروج الذي فيه رمي وترك لهذا الشيء ز
فمريم عليها السلام لما ارادت ان تخرج عن قومها ماذا فعلت انتبذت بمعنى انها تركت قومها وخرجت عنهم خروجا فيه كراهية لهؤلاء القوم خروج فيه بعد بالبدن وبالروح فنبذتهم نبذا وتركتهم وهجرتهم هجرا لانهم كانوا في حال لا يرضي الله عز وجل .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-قوله سبحانه وتعالى على لسان زكريا عليه السلام ﴿ وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً﴾
لننظر في كلمة عتيا هي مأخوذة من العتو وهو كل مبالغ فيه مما يذم أو يعاب ويتجلى ذلك عندما نعود الى كتاب التحرير والتنوير فيبين ان كلمة عتيا وعسوا تطلق على الشيء اليابس .
اذا فقد وقع لزكريا عليه السلام من الكبر في السن مبالغ فيه حتى انحلت منه عظامه ويبست يبوسا شديدا .
ونخلص من هذا ان زكريا تضرع الى الله سبحانه وتعالى بضعفه الشديد حيث انه كبر وزاد به السن حتى يبس منه العظم فاصبح لا رطوبة فيه ابدأ ينتج منه ماء الولد
وهذا من جميل التضرع الى الله سبحانه وتعالى ولذا جاءه الجواب من الله سبحانه وتعالى بقبول دعوته التي انكسر فيها هذا العبد الصالح بين يدي ربه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-﴿فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ ﴾
أن هذه الكلمة إنما جاءت في كتاب الله سبحانه وتعالى دلت على معنيين دلت على المجيء، ودلت على الإلجاء، أما دلالتها على المجيء فلأنها في أصلها دخلت عليها همزة التعدية وهذا ظاهر، وهذا المعنى يدركه كثير من الناس، ولكن المعني الذي يدركه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن بعدهم من السلف وأئمة أهل التفسير يدركون مع ذلك معنى آخر هو الذي ذكروه ولم يذكروا معني المجيء، لأنه ظاهر وبيّن فلا حاجة إلى ذكره، فعندما تنظر في كلامهم لا يقولون لك ﴿فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ ﴾ أي جاءها المخاض هذا ظاهر بيّن لا حاجة إلى بيانه، وإنما يقولون لك فألجأها المخاض، فيذكرون لك المعنى الذي يحتاج إلى بيان، أما البيّن فلا حاجة إلى ذكره، فقالوا ألجأها؛ لأن السياق مع كلمة جاء ومع الهمزة التعدية فعندنا ثلاثة أمور الآن، عندنا كلمة جاء، وعندنا همزة التعدية التي دخلت على جاء، وعندنا السياق الذي يدل على الاضطراب، هذه الأمور الثلاثة دلت على معنى الإلجاء، فعندئذ قيل في تفسير قوله سبحانه وتعالى ﴿فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ ﴾ أي جاءها المخاض فألجأها اضطراراً إلى جذع هذه النخلة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
***ما هي المرحلة الثانية لطالب فهم القرآن؟ وأين تكمنُ أهميتها؟
معرفة دلالة حروف المعانى التي تربط بين الكلمات
وتكمن أهميتها أن لها سر عجيب فى فهم معاني القرءان فهما دقيقا واسعا يتغير معه سر بديع عظمة كتاب الله عز وجل وسيجد من تذوق دلالة هذه الحروف الفرق الشاسع بين فهمه للقرآن قبل وبعد وسيقع فى قلبه توقير وتعظيم كتاب الله عز وجل
كما أن الخطأ في تحديد معنى الحرف في سياق معين قد يقلب المعنى المراد أو يضعفه أو يخل ببلاغة القرءان
|