10-02-09, 11:31 PM
|
#1
|
جُهدٌ لا يُنسى
تاريخ التسجيل:
20-01-2009
العمر: 41
المشاركات: 182
|
(( الإيمان بين الدعوي والحقيقة))
( الإيمان ) أكثر الناس ، أو كلهم يدَّعُونه ﴿ وما أكثر
الناس ولو حرصت بمؤمنين ﴾سورة يـــ 103
ـــوسف
وأكثر المؤمنين ، وأما الإيمان المفصل بما جاء به الرسول
- صلى الله عليه وسلم - معرفة وعلماً وإقراراً ومحبة
ومعرفة بضده وكراهيته وبغضه ،فهذا إيمان خواص
الأمة
وخاصة الرسول ، وهو إيمان الصدِّيق وحزبه .
- وكثير من الناس حظهم من الإيمان الإقرار بوجود
الصانع .
-وأخرون عندهم الإيمان هو التكلم بالشهادتين .
- وأخرون عندهم الإيمان مجرد تصديق بإن الله سبحانه
خالقَ السماوات والارض أن محمداً عبده ورسوله ،
وإن لم يقِّر بلسانه ولم يعمل شيئاً ..
- وأخرون عندهم الإيمان وجحد صفات الرب
تعالى .
- وأخرون عندهم الإيمان عبادة الله بحكم أذواقهم ومواجيدهم .
- وأخرون الإيمان عندهم ما وجدوا عليه أباءهم وأسلافهم ، بل
إيمانهم مبني على مقدمتين ::
إحداهما : أن هذا قول أسلافنا و أبائنا .
والثاني : أن ما قالوه فهو الحق .
- وأخرون عندهم الإيمان مكارم الاخلاق وحسن المعاملة .
- وأخرون عندهم الإيمان التجرد من الدنيا وعلائقها .
"وكل هؤلاء لم يعرفوا حقيقة الايمان ولاقاموا به ولا قام بهم"
وهم أنواع :
منهم من جعل الإيمان ما يضاد الإيمان .
ومنهم من جعل الإيمان مالا يعتبر في الإيمان .
ومنهم من جعله ماهو شرط ولا يكفي في حصوله.
ومنهم من إشترط في ثبوته ما يناقضه ويضاده .
ومنهم من أشترط فيه ما ليس منه بوجه .
والإيمان وراء ذلك كله ::
وهو حقيقة مركبة من معرفة ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -
والتصديق به عقداً والإقرار به نطقاً والانقياد له محبةً وخضوعاً والعمل
به باطناً وظاهراً وتنفيذه والدعوة إليه بحسب الإمكان.
وكماله في الحب في الله والبغض في الله ، والعطاء لله والمنع لله ، و
أن يكون الله وحده إلهه ومعبوده .
والطريق إليه تجريد متابعة رسوله ظاهراً و باطناً ،وتغميض عين القلب
عن الإلتفات غلى سوا الله ، وبالله التوفيق ...
لابْن القَيمِ الجَوزيَة ..
وفقكن الله لكل خير ..
|
|
|