الموضوع
:
وقفات مع خطبة الحاجة
عرض مشاركة واحدة
20-02-09, 03:04 AM
#
2
د.سهيرالبرقوقي
نفع الله بك الأمة
تاريخ التسجيل: 30-01-2009
المشاركات: 158
1-
الحمد
:
من (بدائع التفسير/1/ص 112)
....
فعند قوله
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ [الفاتحة: 2
]
نجد تحت هذة الكلمة
اثبات كل كمال للرب تعالى - فعلا ووصفا واسما
-
وتنزيهه عن كل سوء وعيب - فعلا
ووصفا واسما
- ....
فهو
...
محمود فى أفعاله وأوصافه واسمائه
,
منزه عن العيوب والنقائص فى أفعاله وأوصافه واسمائه
,
فأفعاله .......كلها حكمة ورحمة ومصلحة وعدل لاتخرج عن ذلك
,
وأوصافه .....كلها أوصاف كمال ونعوت جلال
وأسماؤه ..... كلها حسنى
وحمده قد ملأ الدنيا والأخرة والسموات والأرض وما بينهما ومافيهما
فالكون كله ناطق بحمده ..... والخلق والأمر صادر عن حمده وقائم بحمده ووجد
بحمده
فحمده هو سبب وجود كل موجود ... وهو غاية كل موجود ... وكل موجود شاهد بحمده
وإِرساله رسوله بحمده .......وإِنزاله كتبه بحمده
والجنة عمرت بأهلها بحمده........والنار عمرت بأهلها بحمده
........
ماأطيع َإِلا بحمده .........وما عصي َإِلا بحمده
..........
ولاتسقط ورقة َإِلا بحمده .... ولايتحرك في الكون ذرة َإِلا بحمده
...
وهو المحمود لذاته وَإِن لم يحمده العباد
...
كما أنه الواحد الأحد ولو لم يوحده العباد .. واَلإِ له الحق وَإِن لم يؤلهوه
وهو سبحانه الذي حمد نفسه على لسان القائل
:
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة: 2]
كما قال النّبيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
-
"
إِن الله تعالى قال على لسان نبيه: "سمع الله لمن حمده" (رواه مسلم
)
فهو الحامد لنفسه في الحقيقة على لسان عبده
فإِنه هو الذي أجرى الحمد على لسانه وقلبه .....و إِجراؤه بحمده
...........
فله الحمد كله .........وله الملك كله .... وبيده الخير .... و إِليه يرجع
الأمر كله
فهذة المعرفة من عبودية الحمد
2 - نستغفره :
الاستغفار يكون مقرونا باستحضار الذنوب جملة أو تفصيلا, والندم والتحسر , والذل والافتقار , والخوف من عدم القبول .
وجاء في كتاب تيسير الكريم الرحمن ص 727 للسعدى مايلى:
" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) . أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
(58) بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59 .( .(الزمر)
" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " 53
يخبر تعالى عباده المسرفين بسعة كرمه، ويحثهم على الإنابة قبل أن لا يمكنهم ذلك فقال:
(قُلْ ) يا أيها الرسول ومن قام مقامه من الدعاة لدين اللّه، مخبرا للعباد عن ربهم:
( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ )
باتباع ما تدعوهم إليه أنفسهم من الذنوب، والسعي في مساخط علام الغيوب.
(لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ )
أي: لا تيأسوا منها، فتلقوا بأيديكم إلى التهلكة،
وتقولوا قد كثرت ذنوبنا وتراكمت عيوبنا، فليس لها طريق يزيلها ولا سبيل يصرفها، فتبقون بسبب ذلك مصرين على العصيان، متزودين ما يغضب عليكم الرحمن،
ولكن اعرفوا ربكم بأسمائه الدالة على كرمه وجوده، واعلموا أنه يغفر الذنوب جميعا من الشرك، والقتل،والزنا، والربا، والظلم، وغير ذلك من الذنوب الكبار والصغار.
(إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
أي: وصفه المغفرة والرحمة، وصفان لازمان ذاتيان،
لا تنفك ذاته عنهما، ولم تزل آثارهماسارية في الوجود، مالئة للموجود، تسح يداه من الخيرات آناء الليل والنهار، ويوالي النعم على العباد والفواضل في السر والجهار، والعطاء أحب إليه من المنع، والرحمة سبقت الغضب وغلبته،ولكن لمغفرته ورحمته ونيلهما أسباب إن لم يأت بها العبد، فقد أغلق على نفسه باب الرحمة والمغفرة، أعظمها وأجلها، بل لا سبب لها غيره، الإنابة إلى اللّه تعالى بالتوبة النصوح، والدعاء والتضرع والتأله والتعبد، فهلم إلى هذا السبب الأجل، والطريق الأعظم.
ولهذا أمر تعالى بالإنابة إليه، والمبادرة إليها فقال:
(وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (54) )
( وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ ) بقلوبكم
(وَأَسْلِمُوا لَهُ ) بجوارحكم،
إذا أفردت الإنابة، دخلت فيها أعمال الجوارح، وإذا جمع بينهما، كما في هذا الموضع، كان المعنى ما ذكرنا.
وفي قوله ( إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ ) دليل على الإخلاص، وأنه من دون إخلاص، لا تفيد الأعمال الظاهرة والباطنة شيئا.
( مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ) مجيئا لا يدفع
( ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ )
فكأنه قيل:
ما هي الإنابة والإسلام؟ وما جزئياتها وأعمالها؟
فأجاب
تعالى بقوله: ( وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ) مما أمركم
:
*
من الأعمال
الباطنة
:
كمحبة اللّه،
وخشيته،
وخوفه،
ورجائه،
والنصح لعباده،
ومحبة الخير لهم،
وترك ما يضاد ذلك.
*
ومن الأعمال الظاهرة
:
كالصلاة،
والزكاة
والصيام،
والحج،
والصدقة،
وأنواع الإحسان،
ونحو ذلك، مما أمر اللّه به،
وهو أحسن ما أنزل إلينا من ربنا، فالمتبع لأوامر ربه في هذه الأمور ونحوها هو المنيب المسلم،
( مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ )
وكل هذا حثٌّ على المبادرة وانتهاز الفرصة.
ثم حذرهم ( أَن ) يستمروا على غفلتهم، حتى يأتيهم يوم يندمون فيه، ولا تنفع الندامة.
( و تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ ) أي: في جانب حقه وَإِنْ كُنْت في الدنيا ( لَمِنَ السَّاخِرِينَ ) في إتيان الجزاء، حتى رأيته عيانا.
وجاء في
كتاب تيسير
الكريم الرحمن
ص 331 للسعدى مايلى
:
( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) ) .......(طه)
#
(
وَإِنِّي لَغَفَّارٌ)) ........ أي: كثير المغفرة والرحمة،
لمن تاب من الكفر والبدعة والفسوق،
وآمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر،
وعمل صالحا من أعمال القلب والبدن، وأقوال اللسان.
# استوعب الله جل وعلا بهذه الأية الأسباب التي تدرك بها مغفرة الله جل وعلا وهى:
التوبة
:
وهي الرجوع عما يكره الله ظاهرا وباطنا َإِلى ما يحبه الله ظاهرا وباطنا وهي تجب ماقبلها من الذنوب صغارها وكبارها.
الَإِّيمان
:
وهو ا لَإِقرار والتصديق الجازم العام بكل ماأخبر الله به ورسوله الموجب لأعمال القلوب ثم تتبعها أعمال الجوارح العمل الصالح وهذا شامل لأعمال القلوب وأعمال الجوارح وأقوال اللسان.
الاستمرار على الَإِّيمان والهداية والازدياد منها..... بقوله تعالي:
( ثُمَّ اهْتَدَى) أي: سلك الصراط المستقيم، وتابع الرسول الكريم، واقتدى بالدين القويم.
# فمن كمّل هذة الأسباب الأربعة فليبشر بمغفرة الله العامة الشاملة .
نتابع معًا بإذن الله تعالى...........
توقيع
د.سهيرالبرقوقي
{
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّ
كِرٍ
}
http://www.tvquran.com/
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}
{
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ
}
د.سهيرالبرقوقي
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها د.سهيرالبرقوقي