عرض مشاركة واحدة
قديم 20-02-09, 03:13 AM   #3
د.سهيرالبرقوقي
نفع الله بك الأمة
افتراضي

3- ونعوذ بالله من شرور أنفسنا

@ جاء فى تفسير السعدي :

قال تعالى
:

" ..........
إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِإِلا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ(53)" "يوسف"

(إِنَّ النَّفْسَ لأمَّارَةٌ بِالسُّوءِ)


أي: لكثيرة الأمر لصاحبها بالسوء، أي: الفاحشة، وسائر الذنوب، فإنها مركب الشيطان، ومنها يدخل على الإنسان ( إِلا مَا رَحِمَ رَبِّي ) فنجاه من نفسه الأمارة، حتى صارت نفسه مطمئنة إلى ربها، منقادة لداعي الهدى، متعاصية عن داعي الردى، فذلك ليس من النفس، بل من فضل الله ورحمته بعبده.

أمَّارَةٌ ....... على وزن فعّالة .... أي كثيرة الفعل.


@ وجاء فى دعاء افتتاح الصلاة:
" اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ....إلى آخر الدعاء "

@ وكذلك دعاء النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم - :

" اللهم عالم الغيب والشهادة ......أعوذ بك من شر نفسي وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجره على مسلم "
(حصن المسلم/ القحطاني /رقم : 85/11//ص:62)

@ وكذلك دعاء النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم - :

" ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث إصلح لى شأني كله ولاتَكِلُنى إلى نفسي طرفة عين"


(حصن المسلم/ القحطاني /رقم : 88/14//ص:64)

4 ـ ومن سيئات أعمالنا :

من سيئات الأعمال ، أي : من عقوبات الذنوب التي لم تغفر ولم يكفر عنها

ومن هذه السيئات :

*
تكوين الران :

•عن أبي هريرة أن النبي قال :

"
إن العبد إذا أخطأ خطيئة ، نُكِتَتْ في قلبه نُكتة سوداء ، فإن هو نزع واستغفر


وتاب ، صُقِلَ قلبُه ، وإن عاد زيد فيها ، حتى تعلوَ على قلبه ، وهو الران الذي ذكر
الله تعالى
:

(كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) .


( صحيح الجامع الصغير وزيادته / حديث رقم : 1670 ) .

•عن حذيفة بن اليمان أن النبي قال :

" تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عودًا عودًا ، فأيُّ قلب أشربها ،

نُكتت فيه نُكتة سوداء ، وأيُّ قلب أنكرها ، نُكتت فيه نُكتة بيضاء ، حتى يصير

القلب أبيضَ مثل الصفا لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض ، والآخر أسودَ

مُرْبَدًّا كالكوز مُجَخِّيًا ، لا يعرف معروفًا ولاينكر منكرًا إلا ما أُشرب من هواه
"

(صحيح الجامع الصغير وزيادته / حديث رقم : 2960) .

ـ ورد في شرح مسلم للنووي ، في شرح هذا الحديث :

" ... معنى الحديث أن الرجل إذا اتبع هواه وارتكب المعاصي ، دخل قلبه بكل معصية يتعاطاها ظلمة ، وإذا صار كذلك ، افتتن وزال عنه نور الإسلام ، والقلب مثل الكوز ، فإذا انكب انصب ما فيه ، ولم يدخله شيء بعد ذلك " .

*
تسلط الشيطان على المذنب
:

•قال تعالى :
(( إِنَّ الذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا

كَسَبُواْ ... )) . (( آل عمران : 155 )) .

" يخبر تعالى عن حال الذين انهزموا يوم " أحد " ، وما الذي أوجب لهم الفرار ،

أنه من تسويل الشيطان ، وأنه تسلط عليهم بسبب ذنوبهم ، فهم الذين أدخلوه على

أنفسهم ، ومكّنوه بما فعلوا من المعاصي ، لأنها مركبه ومدخله ، فلو اعتصموا

بطاعة ربهم ، لما كان له عليهم من سلطان ...

قال تعالى :
((
إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الغَاوِينَ ))
.

( الحجر : 42) .
وقال تعالى :

(
إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
* إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى

الذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ )
) . ( النحل : 99 ، 100 )) .

(تفسير السعدي / ص : 153) .

*
الذنب يأتي بالذنب :

•قال تعالى :

((
...فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ....)) .

(المائدة : 49 ) .

" ... فإن تولّوا عن اتباعك واتباع الحق ، فاعلم أن ذلك عقوبة عليهم ، وأن الله

يريد أن يصيبهم ببعض ذنوبهم ، فإن للذنوب عقوبات عاجلة وآجلة ، ومن أعظم

العقوبات أن يبتلى العبد ويزين له ترك اتباع الرسول وذلك لفسقه بالخروج عن

طاعة الله واتباع الرسول " . ( تفسير السعدي / ص : 234 ) .


*
الذنوب سبب للبلاء
:

•قال تعالى :

(( وَاسْأَلْهُمْ عَنِ القَرْيَةِ التِي كَانَتْ حَاضِرَةَ البَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ

حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا

يَفْسُقُونَ )) . ( الأعراف : 163 ) .

" كان الله قد أمر بني إسرائيل أن يعظموا يوم السبت ويحترموه ولا يصيدوا فيه

صيدًا ، فابتلاهم الله وامتحنهم فكانت الحيتان تأتيهم يوم سبتهم كثيرة طافية على

وجه البحر ، وإذا ذهب يوم السبت تختفي في البحر فلا يرون منها شيئًا ...

((كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ )) ففسقهم هو الذي أوجب أن يبتليهم الله وأن

تكون لهم هذه المحنة ، وإلا ، فلو لم يفسقوا لعافاهم الله ولما عرّضهم للبلاء

والشر " . ( تفسير السعدي : ص 306 ) .

*
المعيشة الضنك في الدنيا والآخرة
:

•قال تعالى :
((
وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ


أَعْمَى ))
. (( طه : 124 ) .

" ... أي من أعرض عن كتابي الذي يتذكر به جميع المطالب العالية ، وأن يتركه

على وجه الإعراض عنه ... فإن جزاءه أن نجعل معيشته ضيقة شاقة ، ولا يكون

ذلك إلا عذابًا ..... وعلى قول بعض المفسرين ، إن المعيشة الضنك عامة في دار

الدنيا ، بما يصيب المعرض عن ذكر ربه من الهموم والغموم والآلام التي هي

عذاب معجل ، وفي دار البرزخ ، وفي الدار الآخرة ، لإطلاق المعيشة الضنك وعدم

تقييدها " . ( تفسير السعدي / ص : 515 ) .

* الذنوب سبب للمصائب :

•قال تعالى :

((
أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُـمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ


أَنفُسِـكُمْ ...
)) . ( آل عمران : 165)


" ..... أيْ قلتم : من أين أصابنا ما أصابنا وهزمنا ؟ ... قل هو من ذنوبكم حين

تنازعتم وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون ، فعودوا على أنفسكم باللوم ،

واحذروا من الأسباب المردية " . ( تفسير السعدي / ص : 156 ) .

( وجاء في التسهيل / تفسير سورة آل عمران / مصطفى العدوي / ص:389) :

( أَنَّى هَذَا )) معناه :

" من أين حدث لنا هذا ونحن مؤمنون ، ومعنا رسول الله يأتيه الوحي من السماء

، وديننا دين الحق ، وعدونا كافر بالله مكذب بلقائه " .

(( قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ )) معناه : " أنكم أنتم المتسببون فيه لأنفسكم ، بما

ارتكبتموه من معاصي ، وبما فعلتموه من مخالفة أمر نبيكم " .
5 ـ ومن يضلل فلا هادي له :

•قال تعالى :

(( إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ ... )) .( النحل : 37 ) .

•وقال تعالى :

((وَلَكِن كَرِهَ اللهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ القَاعِدِينَ )) ( التوبة : 46).

يقول الشيخ العثيمين :

" اللهم أجِرْنا ... هذه الآية خطيرة جدًا وميزان ...

(( كَرِهَ اللهُ انبِعَاثَهُمْ )) أيْ :

((في الجهاد
.... ))وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ القَاعِدِينَ .

فاحذر يا عبد الله ، فَتِّشْ ، إذا رأيت نفسك متكاسلاً عن الخير ،

اِخْشَ أن يكون الله كره انبعاثك في الخير ...

ثم أَعِدْ النظر مرة ثانية ، وصَبِّرْ نفسك ، وأرغمْها على الطاعة ،

واليوم تفعلها كارهًا ، وغدًا تفعلها طائعًا هينة عليك ...

المهم ، في هذا تحذير شديد لمن رأى من نفسه أنه مثبط عن الطاعة ،

فلعل الله تعالى كره أن يكون هذا الرجل من عباده المطيعين ، فثبطه عن

الطاعة ... أسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته " .





توقيع د.سهيرالبرقوقي
{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}
http://www.tvquran.com/


{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ }

د.سهيرالبرقوقي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس