قـــال الشـــاعر :
إذا مــر بــي يــوم ولـم أقتبـس هــدى **** ولـم أسـتفد علمــًا فمـا ذاك مـن عمــري .
{رسالة اقتربت الساعة / محمود المصري / بتصرف . ا . هـ }.
* عـن ابـن عبـاس قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" اغتنـم خمسـًا قبـل خمـسٍ : حياتـك قبـل موتـك ، وصحتـك قبـل سـقمك ، وفراغـك قبـل شـغلك ، وشـبابك قبـل هرمـك ، وغنـاك قبـل فقـرك " .
{ رواه الحاكم والبيهقي عن ابن عباس ـ وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح
الجامع..../ الهجائي / ج : 1 / حديث رقم : 1077 / ص : 244 }.
* عـن أبـي الـدرداء قـال : قـال رسـول الله :
" لـو تعلمـون مـا أعلـمُ ، لبكيتـم كثيـرًا ، ولضحكتـم قليـلاً ، ولخرجتـم إلـى الصُّعـدات ؛ تجـأرون إلـى الله تعالـى ..... ".
{ أخرجه الحاكم ..... وحسنه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع الصغير وزيادته /
الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5262 / ص : 933 }.
* عـن عبـد الله بـن عمـرو ، قـال : مَـرَّ بـي رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وأنـا أُطَيِّـنُ حائطـًا لـي ! أنـا ، وأمـي ، فقــال :
" مـا هـذا يـا عبـد الله " ؟ فقلـت : يـا رسـول الله أُصلحـه ، فقـال : " الأمـرُ أسْـرَعُ مِـنْ ذاكَ " .
{ سنن أبي داود [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ / ( 35 ) ـ أول كتاب الأدب / ( 172 ) ـ باب : [ ما جاء ] في البناء / حديث رقم : 5235 / ص : 946 / صحيح .
* عـن الأعمـش قـال :
مَـرَّ علـيَّ رسـول الله ، ونحـن نعالـج خُصـًا لنا وَهَـى ، فقـال :
" ما هـذا " ؟ .
فقلنـا : خـصٌّ لنـا وَهَـى فنحـن نُصْلِحـه. فقـال رسـول الله : " ما أرى الأمـرَ إلاَّ أعجـل مـن ذلـك " .
{سنن أبي داود [ المجلد الواحد ] /( 35 ) ـ أول كتاب الأدب / ( 172 ) ـ باب : [ ما جاء ] في البناء /
حديث رقم : 5236 / ص : 946 / صحيح }.
مـا يقصـد صلـوات الله وسلامـه عليـه ، أنْ يمنعهـم مـن إصـلاح ذلـك الخـص ( البيـت ) ، ولكـن يقصـد يذكرهـم بـأن الآخـرة هـي المتـاع ، وبـأن المـوتَ آتٍ لا مَحالـة ، وبـأن العاقـل اللبيـب هـو الـذي يصلـحُ هنالِـك قبـل أن يهتـم بإصـلاح هـذا الفانـي .
ولاشـك أن نصيحتَـهُ أيضـًا تتضمـنُ عـدم الانشـغال الزائـد بالدنيـا ، الـذي يُلْهِـي المؤمـن ، ويجعــل الدنيـا فـي النهايـة كأنهـا الهـدف وكأنهـا الغايـة ، وكأنهـا هـي المقصـودة المُــرَادة .
" إن الأمــرَ أعجـلُ مـن ذلـك " ---> يعنـي إن المـوت آتٍ لا مَحَالـة ،
ولابـد أن تسـتعدوا للقـاء الله عـز وجـل ، أي لا تبالِغُــوا فـي إصـلاح دنياكـم ، ولا تُبالِغُــوا فـي الاهتمـام بهـا ، كمـا هـو الحـالُ الآن ، النـاسُ يهتمـون بالدنيـا اهتمامـًا مُبَالَغـًا فيـه .
الدنيـا عنـد المؤمـن لابـد أن تكـون بِقَــدَر ، ولابـد فعـلاً أنْ تكـون وسـيلة ، وإذا كانـت وسـيلة قطعـًا لـن يهتـم المؤمـن بالمظاهـر الكاذبـة ، وبالأُمـور التـي يُقصَـدُ بهـا التفاخـر والتباهِـي ، المؤمـن سـيكون فعـلاً قَصْـدُهُ أن يسـتعينَ بهـا علـى حَسَـنَة ، هـذا قـدر الدنيـا عنـده ، أنهـا توصلـه ، هـي مَعْبَـر ، هـي جِسـر ، فلـن يهتـم المؤمـنُ بهـا فـي هـذه الحالــة إلا مـا يُعيـن منهـا علـى طاعــة اللهِ عـز وجـل .
فقولـه صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم:
" إن الأمـر أعجـل مـن ذلـك " ---> أي لا تُبَالِغُـوا فـي الاهتمـام بأموركـم الدنيويـة . وفـي الحديـث الصحيـح أيضـًا : " مـا قـلَّ وكفَـى خيـرُ ممـا كَثُـرَ وألْهَـى " .
{ مسند أبي يعلي ، عن أبي سعيد . وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته / ج : 2 / حديث رقم : 5653 / ص : 987 . [ السلسلة الصحيحة تحت رقم : 945 ] }.
هـذا الحديـث واضـح الدلالـة فـي أن الإنسـان كلمـا كَثُـرَ انشـغاله بالدنيـا كلمـا كانـت سـببًا فـي إلهائـه وانشـغاله.
{أشرطة شرح رياض الصالحين} .
يُتْبَعُ
|