هـذا هـو الخـوف الإيجابـي الـذي يعيـن المـرء علـى المزيـد مـن طاعـة الله ، فليـس الخائـف مـن يبكـي وتسـيل دموعـه علـى خديـه ، ثـم يمضـي قُدمـًا فـي معاصـي الله ، وإنمـا الخائـف هـو مَـنْ يتـرك مـا يخـاف منـه ابتغـاء مرضـاة الله .
وهــذه نمــاذج مضيئــة علـى طريــق الجنــة :
=================================
* عـن إبراهيـم التيمـي ، عـن أبيـه ، قـال : قـال أبـو مسـعود البـدريُّ : كنـتُ أضـربُ غلامـًا لـي بالسـوط ، فسـمعتُ صوتـًا مـن خلفـي " اعلـم أبـا مسـعودٍ " فلـم أفهـم الصـوت مـن الغضـب ، قـال :
فلمـا دنا منـي ، إذا هـو رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، فـإذا هـو يقـول :
" اعلـم أبـا مسـعودٍ ! اعلـم أبـا مسـعودٍ ! " . قـال : فألقيـتُ السـوط مـن يـدي 0 فقـال : " اعلـم أبـا مسـعودٍ ! أن الله أقـدرُعليـك منـك علـى هـذا الغـلام " . قـال : فقلـتُ : لا أضـربُ مملوكـًا بعـده أبـدًا .
صحيح مسلم . متون / ( 27 ) ـ كتاب : الأيمان / ( 8 ) ـ باب : صحبة المماليك ،
وكفارة لطم عبده / حديث رقم : 34 ـ ( 1659 ) / ص : 428 .
* عـن أبـي مسـعود الأنصــاري ، قــال : كنـتُ أضــربُ غلامـًا لـي ، فسـمعتُ مـن خلفـي صوتًـا:
" اعلـم ، أبـا مسـعودٍ ! لَلَهُ أقـدرُ عليـك منـك عليـه " ، فالتفـتُّ فـإذا هـو رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، فقلـتُ يا رسـول الله ! هـو حُـر لوجـه الله . فقـال : " أمـا لـو لـم تفعـل ، للفحتـك النـار ، أو لمسـتك النـار " .
صحيح مسلم . متون / ( 27 ) ـ كتاب : الأيمان / ( 8 ) ـ باب : صحبة المماليك
وكفارة لطم عبده / حديث رقم : 35 ـ ( 1659 ) / ص : 428 .
* عـن عبـد الله بـن عبـاس ـ رضي الله عنهما ـ ؛ أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ رأى خاتمـًا مـن ذهـب فـي يـد رجـل ، فنزعـه فطرحـه وقـال :
" يعمـد أحدكـم إلـى جمـرة مـن نـار فيجعلهـا فـي يـده " .
فقيـل للرجـل بعـد مـا ذهـب رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ خـذ خاتمـك انتفـع بـه . قـال : لا ، والله ! لا آخـذه أبـدًا وقـد طرحـه رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ .
صحيح مسلم . متون / ( 37 ) ـ كتاب : اللباس والزينة / ( 11 ) ـ باب : تحريم خاتم الذهب على الرجال ،
ونسخ ما كان من إباحته في أول الإسلام / حديث رقم : 52 ـ ( 2090 ) / ص : 547 .
* عـن أبـي هريـرة ؛ أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال يـومَ خَيبـرَ : " لأُعطيـن هـذه الرايـة رجـلاً يحـبُّ الله ورسـولَه ، يفتـح الله علـى يديـه " .
قـال عمـرُ بـنُ الخطـابِ : مـا أحببـتُ الإمـارةَ إلا يومئـذٍ ، قـال : فتسـاورتُ (1) لهـا رجـاء أن أُدعـى لهـا . قـال : فدعــا رســول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ علـيَّ بـنَ أبـي طالـب ، فأعطــاه إياهـا ،
وقـال :
" امـشِ ولا تلتفـت حتـى يفتـحَ اللهُ عليـكَ " 0 قـال : فسـارَ علـيّ شـيئًا ثم وقـف ولم يلتفـت ،
فصـرخَ :
يـا رسـول الله ! علـى مـاذا أُقاتـلُ النـاسَ ؟
قـال : " قاتلهـم حتـى يشـهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمـدًا رسـولُ الله ، فـإذا فعلـوا ذلـك فقـد مَنَعُـوا منـك دِماءَهـم وأموالهـم 0 إلا بحقهـا ، وحسـابهم علـى الله " .
صحيح مسلم . متون / ( 44 ) ـ كتاب : فضائل الصحابة / ( 4 ) ـ باب : من فضائل علي بن أبي طالب / حديث رقم : 33 ـ ( 2405 ) / ص : 618 .
س : مـن هـو أبـو تـراب ؟ !
* عـن سـهل بـن سـعدٍ قـال : اسـتُعملَ علـى المدينـة رجـل مـن آل مـروان : قـال :
فدعـا سـهلَ بـن سـعدٍ ، فأمـره أن يشـتم عليـًّا قـال : فأبـى سـهل فقـال لـه : أمَّـا إذا أبيـتَ فَقُـلْ : لعـن اللهُ أبـا التـراب ، فقـال سـهل : مـا كـان لعلـي اسـمٌ أحـبَّ إليـه مـن أبـي التـراب ، وإن كـان ليفـرحُ إذا دُعـيَ بهـا 0 فقـال لـه : أخبرنـا عـن قصتـه ، لِـمَ سُـميَ أبـا تُـراب؟
قـال : جـاء رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ بيـت فاطمـة ، فلـم يجـد عليًّـا فـي البيـت ، فقـال : " أيـن ابـنُ عمـكِ " .
فقالـت : كـان بينـي وبينـه شـيء فغاضَبَنـي فخـرج ، فلـم يَقِـلْ عنـدي (2) .
فقـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ لإنسـان : " انظـر أيـن هـو ؟ " 0 فجـاء فقـال : يـا رسـول الله ! هـو فـي المسـجد راقـد 0
فجـاء رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وهـو مضطجـع قـد سـقط رداؤه عـن شِـقهِ ، فأصابـه تُـراب ، فجعـل رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يمسـحُهُ عنـه ويقـول : " قُـم أبـا التـراب ! قـم أبـا التـرابِ " .
صحيح مسلم . متون / ( 44 ) ـ كتاب : فضائل الصحابة ... / ( 4 ) ـ باب : من فضائل على بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ / حديث رقم : 38 ـ
( 2409 ) / ص : 619 .
------------------
الحاشية:
( 1 ) فتساور ---> أي رفع نفسه ليظهر فيراه الرسول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فيدعوه للإمارة .
( 2 ) ( فلـم يَقِِـلْ عنـدي ) : هـو بفتـح اليـاء ، وكسـر القـاف مـن القيلولـة ، وهـي النـوم نصـف النهـار ، وفيـه جـواز النـوم فـي المسـجد ، واسـتحباب ملاطفـة الغضبـان ، وممازحتـه والمشـي إليـه لاسـترضائه .
صحيح مسلم بشرح النووي / ج : 15 / كتاب فضائل الصحابة / ( 4 ) ـ باب : من فضائل علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ / شرح حديث رقم : 38 ـ
( 2409 ) / ص : 258 .
يُتْبَعُ قريبًا بإذنه تعالى.........
|