ثانيـًا : " الإحكــام الخــاص "
و " التشــابه الخــاص "
الإحكـام الخـاص ----> هـو الوضـوح والظهـور فـي المعنـى
التشـابه الخـاص ----> هـو خفـاء المعنـى أو الكيـف .
وهـذا القســم يتمثـل فـي قولـه تعالـى :
" هُــوَ الَّـِذي أَنَــزلَ عَلَيـكَ الكِتَـابَ مِنـهُ آيَـاتٌ مُحكَمَـاتٌ هُـنَّ أُمُّ الكِتَـابِ وَأُخَـرُ مُتَشَـابِهَاتٌ فَأَمَّـا الَّذِيـنَ فِـي قُلُوبِهِـم زَيـغٌ فَيَتَّبِعُـونَ مَا تَشَـابَهَ مِنـهُ ابتِغَـاءَ الفِتنـَـةِ وَابتِغَــاءَ تَأوِيلِـهِ وَمَـا يَعلَـمُ تَأوِيلَـهُ إِلاَّ اللهُ ، والرَّاسِـخُونَ فِـي العِلِـمِ يَقُولُـونَ آمَنـَّا بِـهِ كُـلٌّ مِّـن عِنـدِ رّبِّنَـا وَمَـا يَذَّكَّـرُ إِلاَّ أُولُـوا الأَلبـَابِ "
( سورة آل عمران / آية : 7 )
الإحكــام الخــاص
ويتمثـل فـي قولـه تعالـى :
" منـه آيـاتٌ محكمـات "
والإحكـام الـذي وصـف بـه سـبحانه ـ بعـض القـرآن هـو :
قيــل :
الوضـوح والظهـور .
بحيـث يكـون معنـاه واضحـًا بَيِّنـًا لا يشـتبه علـى أحـد.
وهـذا كثيـر فـي الأخبـار و الأحكـام.
ـ مثالـه فـي الأخبـار :
# قولـه تعالـى :
" شـهرُ رمضـانَ الـذي أُنـزِلَ فيـه القـرآنُ "
سورة البقرة / آية : 85 0
فكـل أحـد يعـرف شـهر رمضـان ، وكـل أحـد يعـرف القـرآن 0
ـ ومثالـه فـي الأحكـام :
# قولـه تعالـى : " 0000 وَبِالوَالِديـنِ إِحسَـانًا 000 " 0 سورة النساء / آية : 36 0
فكـل أحـد يعـرف والديـه ، وكـل أحـد يعـرف الإحسـان 0
# وقولـه تعالـى : " حُرِّمَـتْ عَلَيكـمُ المَيتَـةُ وَالــدَّمُ وَلحـمُ الخِنزِيـرِ وَمَـا أُهِـلَّ لِغَيـرِ اللهِ بِـهِ 0000 " 0 سورة المائدة / آية : 3 0
فكـل أحـد يعـرف معنـى : الميتـة ، والـدم ، ولحـم الخنزيـر ، ويعلـم حرمـة ذلـك 0
وقيــل :
الإحكــام :
هـو الوضـوح والظهــور فـي معنـى الآيـات دون الكيفيــة التـي دلـت عليهـا ؛ لأن القــرآن كلـه محكـم فـي معنـاه ، فهــو كــلام لـه معنـى ، وليـس كلامـًا أعجميـًّا أو ألغـازًا لا سـبيل إلـى فهمهـا , ولكـن مـن حيـث الكيـف فهنـاك آيـات محكمـات أي معلومـة الكيـف ، وأُخـر متشـابهات
فمـا عاينـه الإنسـان مـن الكيفيـات التـي تتعلـق ببعـض الأحكـام ، والتـي دلــت عليهـا ألفــاظ الآيـات ، ككيفيـة أداء الصـلاة ، وأفعـال الحـج ، فهـذا محكـم المعنـى والكيفيـة
أمـا الغيبيـات وحقائـق صفـات الله عـز وجـل ،
فإننـا وإن كنـا نعلـم معانـي هـذه الصفـات ، لكننـا لا نـدرك حقائقهـا ، وكيفيتهـا ؛
لقولـه تعالـى :
" وَلاَ يُحِيطُـونَ بِـهِ عِلمـًا "
(سورة طه / آية : 110 )
وهـذا النـوع مـن المتشـابه لا يُسـأل عـن اسـتكشافه لتعـذر الوصـول إليـه
( تفسير القرآن الكريم / سورة البقرة / ج : 1 / ص : 49 0)
التشــابه الخــاص
التشـابه مـن الشـبهة وهـي الجهالـة وعـدم المعرفـة والتمييـز
ويتمثـل فـي قولـه تعالـى :
" وأُخَـرُ مُتَشَـابِهَاتٌ " ( سورة آل عمران / آية : 7 0 )
والتشـابه الـذي وصـف بـه الله بعـض آيـات القـرآن نوعـان :
ـ النـوع الأول : " التشــابه الحقيقـي " :
وهــو مـا لا يمكـن أن يعلمـه البشـر ، كالغيبيـات ، وكحقائـق صفـات الله عــز وجـل ، فإننـا وإن كنـا نعلـم معانـي هـذه الصفــات ، لكننـا لا نــدرك حقائقهـا ، وكيفيتهـا ؛ لقولـه تعالــى :
" وَلاَيُحِيطُـونَ بِـهِ عِلمـًا " ( سورة طه / آية : 110 )
ككيفيـة الاسـتواء فـي قولـه تعالـى :
" الرَّحمَـنُ عَلَـى العَـرشِ اسـتَوَى" (سورة طه / آية : 5 )
أو كيفيـة سـمعه وبصـره وتكليمـه وكيفيـة الأشـياء التـي فـي عالـم الغيـب ، فهـذا محكـم المعنـى متشـابه فـي الكيفيـة تشـابه حقيقـي ، فـلا يدخـل فـي المتشـابه معانـي الآيـات التـي وصـف الله بهـا نفسـه ، وإلا كانـت كلمـات جوفـاء بـلا معنـى ، تعالـى الله عـن ذلـك
وعلـى ذلـك فجميـع آيـات الصفـات محكمـة المعنـى متشـابهة فـي الكيفيـة فقـط تشـابه حقيقـي ، فجميــع آيـات الصفـات لهـا معانـي معلــوم عنـد الراسـخين فـي العلــم حسـب اجتهادهـم فـي تحصيلـه .
أمـا الكيـف فيفوضـون العلـم بـه لعـلام الغيـوب .
وهـذا النـوع مـن المتشـابه لا يُسـأل عـن اسـتكشافه لتعـذر الوصـول إليـه
( تفسير القرآن الكريم / سورة البقرة / ج : 1 / ص : 49 )
يُـــتْـــبـَــعُ