عرض مشاركة واحدة
قديم 30-03-09, 12:17 PM   #2
مروة عاشور
|نتعلم لنعمل|
f2

الدرس الأول والثانى
وهومن جهد أخت حبيبة حفظها الله


تحدثت المعلمة بارك الله فيها


حواس الإنسان التى يحصل له العلم بها محدودة القوة , محصورة الإدراك فى مجال معين لا تتعداه فسمعه مقيد فى السماع بالأصوات العالية فإذا انخفضت إالى درجة معينة تعذر عليه أن يسمع وبصره مقيد برؤية الأجسام الكبيرة فإذا صغرت ودقت وبلغت حداً معيناً من الصغر والدقة عجز عن رؤيتها ولمسه كذلك وحتى عقله فإنه يكل عن إدراك أشياء معقولة ويعيا عن تصورها تماماً.

ومن هنا كان لابد للإنسان من الإيمان والتصديق بأشياء لم يشاهدها ولم يحس بها بأيه حاسه من حواسه ولم يدرك حتى تصورها بعقله ولا خيار له فى ذلك إذا أراد أن يقم لكرامته وزناً ولقيمته البشرية قدراً من الإحترام والتقدير!!!

وكيف ننكر هذه الحقيقة ونحن نرى أن الإنسان يعيش في بلد ما و لم يخرج منه أبداً وهو يؤمن بعشرات البلاد ويصدق وجودها وهو لم يرها ولم ير من رآها قط.

كما نرى إنساناً آخر لم ير الفيل طول حياته وهو يؤمن بوجود هذا الحيوان الذى لم يره ولم يرى من راه أبداً ونرى ثالثاً يؤمن بالجاذبية إيماناً جازماً ومن المعلوم أن الجاذبية مما لا يرى ولا يشاهد أبداً ونجد رابعاً وُلد ولم يعرف والده لموته قبل ولادته وهو يؤمن أن له والداً ولا ينكر ذلك بحال , ولذا كان من المضحكات أن يدعي إنسان أنه لا يؤمن بالغيب وأنه يستطيع أن يعيش في هذه الدنيا بدون الإيمان بالغيب .



ومن هنا كان الإيمان بوجود الملائكة أمراً معقولاً ومطلباً سهلاً وميسوراً فالملائكة وأن كانوا غيباً فقد دل وجودهم الدليل النقلي من الكتاب والسنة والعقلي الذى نتلقاه من الثقات وعقلاء الناس بآثار تلك الموجودات



الإيمان بهم :
هو الركن الثاني من أركان الإيمان بالله مباشرة وقبل الإيمان بالكتب والرسل لأن الملائكة هم الذين أُرسلوا بالكتب إلى الرسل , لذلك كانوا أصلاً أصيلاً
ومعنى الإيمان بهم : التصديق الجازم بان لله ملائكة لهم وجود فعلي مخلوقين من النور لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون إجمالاً وتفصيلاً .



أدلة وجوب الإيمان بهم :
1-قول الله تعالى :

" آمـَنَ الرَّسُـولُ بِمـَا أُنـزِلَ إِلَيـْهِ مـِن رَّبّـِهِ وَالـْمـُؤْمـِنـُونَ كـُلٌّ آمـَنَ بِالـلّهِ وَمَـلآئِـكَتـِهِ وَكـُتُـبِهِ وَرُسُـلِهِ لاَ نـُفَـرِّقُ بـَيـْنَ أَحَـدٍ مّـِن رُّسُـلِهِ وَقَـالُواْ سَـمِـعْـنَا وَأَطـَعْـنَا غُـفـْرَانـَكَ رَبــَّنَا وَإِلَيْـكَ الْمـَصِـيرُ" (( البقرة : 285))


2-قول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم _ جواباً لجبريل حينما سأله عن الإيمان :


" أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله و اليوم الآخر والقدر خيره وشره "


((البخاري ومسلم ))



اعتقاد الناس فيهم قبل الإسلام :
لم يكن وجود الملائكة محل نزاع بين القدماء من الناس , كما لم يعُرف عن أحد من أهل الجاهلية إنكارهم , مع الاختلاف فى طرق إثباتهم ونوعه بين أتباع الأنبياء وغيرهم .
وكان المشركون يزعمون أنهم بنات الله _ تبارك وتقدس _ وقد رد الله عليهم هذا وبين عدم شهادتهم لذلك بقوله :
" وَجَعَلـوا الْمَلائِـكَةَ الَّذِيـنَ هُمْ عِبـَادُ الرَّحْمـَنِ إِنَاثًـا أَشَـهِدُوا خَلْقَهـُمْ سَتُكْتَبُ شـَهَادَتُهُمْ وَيُسْـأَلُونَ" . (( الزخرف : 19 ))



كيف يًتصور الكفر والشرك بالملائكة ؟ !


· إن من كفر بالملائكة ووجودهم , بل إن من كفر بأحد منهم فقد كفر بالإيمان بالكلية لأنه لزوماً قد كفر بالله الذي أخبر عنهم والكتب والرسل التي جاءوا بها .


·وقد كانت عقيدة الكفار فى الملائكة معلومة بأنهم يجعلون الملائكة إناثاً لله سبحانه في قوله تعالى : " أَمْ خَـلَقْـنَـا الْمـَلائِـكَـةَ إِنـَاثـًا وَهُـمْ شَـاهِـدُونَ * أَلا إِنـَّهُـم مّـِنْ إِفْـكِهـِمْ لـَيَـقُـولُـونَ * وَلـَدَ الـلّـَهُ وَإِنـَّهُـمْ لـَكَـاذِبـُونَ "


·ومن كفر بأحد الملائكة فقد كفر بالله سبحانه لقوله تعالى :


" قُـلْ مـَن كَـانَ عَـدُوًّا لـِّجِـبـْرِيـلَ فَـإِنّـَهُ نـَزَّلَـهُ عـَلَى قَـلـْبـِكَ بِـإِذْنِ الـلـّهِ... "


(( البقرة : 97 ))


يقول الإمام ابن جرير الطبري : أن علماء التفسير أجمعوا أن هذه الآية نزلت في يهود بني إسرائيل الذين زعموا أن ميكال ولي لهم وأن جبريل عدو لهم .

· وكل روايات هذه القصة لا تخلو من الضعف , ولكن مجموع هذه الروايات يدل على أن لها أصلاُ


وفي كتاب التفسير للبخاري من صحيحه ذكر قصة عبدالله بن سلام عندما أسلم أنه أتى يسأله عن ثلاثة أشياء فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبرني بهن جبريل آنفاً فاستعجب عبدالله بن سلام وقال : إن جبريل عدواليهود من الملائكة , فتلا عليه النبى - صلى الله عليه وآله وسلم - هذه الآيه ثم أجاب النبي أسئلتة , فقال عبدالله : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.


· ويدخل في الكفر بهم إنكار وجودهم , فهناك أقوام لا يقرون بوجودهم أصلاً , لأنهم لا يؤمنون إلا بالمادة المرئية .
· وهناك قوم آخرون يؤمنون بشئ يسمى الملائكة ليست كما تفهمون أنتم , إتمهم عبارة عن أمور معنوية فكل ما هو شر يعتبر شيطاناً وكل ما هو خير يعتبر ماكاً.... فهؤلاء كفار بالملائكة أيضاً لا ينفعهم مثل هذا الإيمان .
· ومن الشرك بالملائكة خوض بعد المتكلمين في قوله – صلى الله عيله وآاله وسلم – " خلقت الملائكة من نور "
فزعم بعضهم أنه نور رب العزة أو نور وجه الله وكذا , وكل هذا لا دليل عليه ...
" وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً "الاسراء36
· ومن الخرافات ما نراه مصوراً في الصور أن الملائكة أطفال لهم أجنحة وهذا ظن وتخمين لا دليل عليه .
· ومن الأخطاء اللفظية في الإيمان بالملائكة قولنا عن النائم : " يأكل أرز مع الملائكة "
ونحن لابد أن نجزم أن الملائكة منزهون عن كل الشهوات الحيوانية من أكل وشرب ونوم وتناسل ...
· ويحرم أيضاً تشبيه أحد من خلق الله بالملائكة لأننا لم نرهم ولا دليل على ذلك التشبيه , بل إنه يحرم تشبيه العصاة من الناس بالملائكة المطهرون عن الآثام ولو من جهة الشكل والمنظر ...
ومن الملاحظ انه لما يشبه الناس أحداً بالملائكة يلزم أن يكون ذلك الأحد امرأة , ولا نبالي بأننا بذلك قد دخلنا ةالعياذ بالله في قوله تعالى : " وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا ... " (( الزخرف : 19))
ولا ننفي أن على المؤمنين أن يتشبهوا بالملائكة في طاعتهم لله وعبادتهم له وعدم عصيانهم لأوامره مع شدة الرهبة والخشية له سبحانه .

خلق الملائكة


أ- متى خُلِقَ الملائكة ؟ !


خُلِقَ الملائكة قبل خلق البشر , ولكنهم ليسوا أول من خلق الله . فإن هناك من المخلوقات من كان قبل الملائكة مثل العرش والقلم .


ودليل خلقهم قبل البشر قوله تعالى : وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً "


(( البقرة : 30))


أما دليل خلق القلم قبل الملائكة قوله صلى الله عليه وآله وسلم :


" أول ما خلق الله القلم فقال : اكتب ما هو كائن إلى الأبد " (( صحيح الجامع : 2017))


ودليل خلقها بعد العرش قوله صلى الله عليه وآله وسلم :


" كان الله ولم يكن شئ غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شئ وخلق السموات والأرض " ((البخاري : 3191))


ب- مم خُلق الملائكة ؟ !!


خلقوامن النور لقوله صلى الله عليه وآله وسلم :


خلقت الجن من مارج من نار وخلقت الملائكة من نور وخلق آدم مما وصف لكم " ((مسلم))


" مما وصف لكم " : إشارة إلى قوله تعالى :


" إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ " (( آل عمران : 59))




وإلى قوله تعالى :


" وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ " (( الحجر : 26 )) إن الذين قالوا إن الملائكة أجسام لطيفة , إنما وقعوا في ذلك الخطأ بسبب أنهم ادعوا أن الملائكة ما داموا خلقوا من النور , لإذن فهم أجسام لطيفة وهذا خطأ !!


فأصل الخلقة شئ , وما استقر عليه هذا الخلق بعد تمامه شئ آخر .


ولنضرب مثالاً بما نعلمه من أنفسنا : نحن مخلوقون من الطين في الأصل , نؤمن بهذا ... ولكن هل هذا يدل على أننا الآن طين يمشي على الأرض يمكن أن شكله وأن نطوله ونقصره ؟ ! كما يفعل الأطفال بالصلصال ؟ ! لا .. الحقيقة ليست كذلك .


وأيضاً فإن النبي – صلى الله عليه وآاله وسلم – أخبر : " أن الإبل خلقت من الشياطين "


(( صحيح الجامع : 1579))


فهل هذا يعني أن الإبل نار تمشي على الأرض أو شياطين قبيحة المنظر ؟ !


والجن خلقوا من النار أيضاً , فجاء بعض العلمانيين والمتكلمين يعترضوا على هذا الكلام فقالوا : كيف يُخلق الجن من النار ويُعذبوا بها أيضاً ؟ !


نرد علهم بما نرد على من قال أن الملائكة أجسام لطيفة أوهي نور بعد استقرار الخلقة ... وردَّ عليهم بعض العلماء فقالوا : أنت خُلقت من الطين فإذا رميتك بحجارة من طين فلن توجعك وتؤلمك ؟ ! بالطبع سيتألم ... هكذا الجن خُلقوا من النار وسيعذب شياطينهم فيها .


ولكم مما لاشك فيه أن خلقتنا من الطين لها تأثير على حالتنا هذه , ولكن هذا لا يدل على أننا الآن طين .


والملائكة مخلوقين من النور ولا يلزم من ذلك أن يكونوا بعد استقرار خلقهم نوراً فلا تنافي بين الجهتين .



ج- صفة خلقهم :


إن ما يعلق في أذهان الناس وما يتخيلونه من أن للملائكة جمال , حتى أنهم يُشبِّهون كل ما هو جميل بالملائكة فإن في القرآن الكريم عندما وصف النسوة يوسف عليه السلام من فرط جماله أنه ملك كريم : " مَا هَـذَا بَشَرًا إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ "

فلم ينكر رب العزة قولهن بل أخبر به إقرارا منه تعالى

بـل إن الله قـد وصـف جبريـل عليـه السـلام بأنـه ذو خلقـة حسنة في قولـه تعالـى :
" ذُو مِـرَّةٍ فَاسْـتَوَى " ، وقـد فسّـر بعـض السـلف " مِـرة " بالقـوة وآخـرون بحسـن الخلقـة ، والثانـي هـو الصـواب لأن القـوة قـد ذكـرت فـي الآيـة السـابقة لهـا " علَّمَـهُ شَـدِيدُ القُـوَى " ، أي جبريـل الـذي وصفـه الله بأنـه شـديد القـوى ، وهـو مـع شـدته وعظمتـه إلا أنـه ذو صـورة حسـنة وجميلـة وهـذا هـو فهـم الصحابـة رضـوان الله عليهـم .

** والملائكـة لها أجنحـة تطيـر بها وتعـرج إلى السـموات العـلا وتنـزل إلـى الأرض :
{ تَعْـرُجُ الْمَلاَئِكَـةُ وَالـرُّوحُ إِلَيْـهِ فِـي يَـوْمٍ كَـانَ مِقْـدَارُهُ خَمْسِـينَ أَلْـفَ سَـنَةٍ } .

سورة المعارج / آية : 4 .


وقـال صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" طوبـى للشـام ، لأن ملائكـة الرحمـن باسـطة أجنحتهـا عليـه " .

صحيح الجامع / حديث رقم : 3920 .


وقـد ترجـم البخـاري فـي كتـاب التفسـير مـن صحيحه سـورة الملائكـة ، فسـورة فاطـر مـن أسـمائها سـورة الملائكـة ، وكـلا الاسـمين ذُكِـرا فـي أول آيـة فيهـا وذكـر فيهـا أن مـن صفـة خلـق الملائكـة أجنحتهـا التـي تطيـر بهـا .
{الْحَمْـدُ للهِ فَاطِـرِ السَّـمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِـلِ الْمَلاَئِكَـةِ رُسُـلاً أُولِـي أَجْنِحَـةٍ مَّثْنَى وَثُـلاَثَ وَرُبَـاعَ يَزِيـدُ فِـي الْخَلْـقِ مَـا يَشَـاءُ إِنَّ اللهَ عَلَـى كُـلِّ شَـيْءٍ قَدِيـرٌ } .
سورة فاطر / آية : 1 .

والأرجـح فـي تفسـير " مثنـى وثـلاث وربـاع " : أن مـن الملائكـة مـن لـه جناحيـن اثنيـن اثنيـن ، ومنهـم مـن لـه ثلاثـة ثلاثـة ، ومنهـم مـن لـه أربعـة أربعـة .
وجبريـل هـو سـيد الملائكـة وأعظمهـم ، أخبـر النبـي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" أن لـه سـتمائة جنـاح " .البخاري ومسلم .
وفـي روايـة : " ينثـر مـن ريشـه التهاويـل( الـدر والياقـوت ) " .

صحيح الجامع / حديث رقم : 3464 .

وقـال ابـن مسـعود أيضـًا فـي قولـه تعالـى : " لقـد رأى من آيـات ربـه الكبـرى " .
أي : رفرفـًا أخضـر قـد سـد الأفـق . البخاري / حديث رقم : 4858 .

وهنـاك عمليـات صعـود وهبـوط يوميـة إلـى الأرض ومـن الأرض طيرانـًا بهـذه الأجنحـة .
لقولـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " يتعاقبـون فيكـم ملائكـة بالليـل وملائكـة بالنهـار ".
صحيح الجامع / حديث رقم : 8019 .
ولـم يـرد النـص بكيفيـة الجنـاح .

** إن مـن عقيـدة أهـل السـنة والجماعـة أن للملائكـة رِجليـن وقرنـًا وأذنيـن وشـحمة لهمـا وعاتـق وجبهـة وعقـب وأكـف ...



أمـا الأدلـة فهـي كالآتـي :

1 ـ دليـل الرجليـن والقـرن والأذنيـن وشـحمتيهما والعاتـق :


حديـث : " أذن لـي أن أحـدث عـن أحـد حملـة العـرش رجـلاه فـي الأرض السـفلى وعلـى قرنـه العـرش ، وبيـن شـحمة أذنيـه وعاتقـه خفقـان الطيـر سـبعمائة عـام يقـول : سـبحانك حيـث كنـت " .

2 ـ دليـل الجبهـة :

حديـث : " إنـي أرى مـا لا تـرون ، وأسـمع مـا لا تسـمعون ، أطـت السـماء وحـق لهـا أن تئـط مـا فيهـا موضـع أربـع أصابـع إلا وملـك واضـع جبهتـه للـه تعالـى سـاجدًا ، والله لـو تعلمـون مـا أعلـم لضحكتـم قليـلاً ولبكيتـم كثيـرًا ومـا تلذذتـم بالنسـاء على الفرش ولخرجتـم إلى الصعـدات تجـأرون إلى الله " .صحيح الجامع / حديث رقم : 2449 .

3 ـ دليـل العقـب :

حديـث : " إن جبريـل لمـا ركـض زمـزم بعقبـه ، جعلـت أم إسـماعيل تجمـع البطحـاء ، رحـم اللـه هاجـر لـو تركتهـا لكانـت عينـًا معينـًا " .

صحيح الجامع / حديث رقم : 2055 .



4 ـ دليـل الأكـف :

حديـث : " لـو أنكـم تكونـون علـى كـل حـال على الحالـة التي أنتـم عليهـا عنـدي لصافحتكـم الملائكـة بأكفهـم ولزارتكـم فـي بيوتكـم ولـو لـم تذنبـوا لجـاء الله بقـوم يذنبـون كـي يغفـر لهـم " .صحيح الجامع / حديث رقم : 5253 .

د ـ عِظَــمُ خَلْقِهــم :
==============
إن خلـق الملائكـة جـد عظيـم وهـم يتفاوتـون فيـه تفاوتـًا عظيمـًا فقـد صـح أن لجبريـل عليـه السـلام سـتمائة جنـاح كمـا سـبق ذكـره فـي حيـن أن مـن الملائكـة مـن لـه جناحـان فقـط كمـا سـبق أن أشـرنا إلـى ذلـك .
وقـد رأى النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ جبريـل وقـد سـد عظـم خَلْقِـه مـا بيـن المشـرق والمغـرب وفـي روايـة " وقـد سـد عظـم خلقـه الأفـق " وقـد أخبـر خالقـه بصفـة عظمتـه حيـن وصفـه بأنـه " شـديد القـوى " ولـم يقـل " شـديد القـوة " بالإفـراد للدلالـة علـى قوتـه فـي كـل شـيء ، ومـا اسـتطاع النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ أن يتحمـل رؤيتـه فـي صورتـه الحقيقيـة وسـقط علـى الأرض ، ثـم ذهـب إلى أهلـه يقـول : دثرونـي دثرونـي .

صحيح الجامع / حديث رقم : 4193 / بتصرف .


وإذا كـان جبريـل عليـه وعلـى نبينـا السـلام بهـذه القـوة وهـذه العظمـة ، وهـذا الخلـق العجيـب وهـو جنـدي من جنـود الله عـز وجـل ، فكيـف بعظمـة الله جـلّ في علاه :

{ ... وَمَـا يَعْلَـمُ جُنُـودَ رَبِّـكَ إِلاَّ هُـوَ وَمَـا هِـيَ إِلاَّ ذِكْـرَى لِلْبَشَـرِ } . سورة المدثر / آية : 31 .

جبريـل عليـه السـلام أفضـل الملائكـة ، ولكـن حملـة العـرش أعظـم خلقـة وقـوة منـه فهـم أقـوى الملائكـة ، والأفضليـة لـه لا تقتضـي أن يكـون أقـوى ، فهـذا محمـد صلى الله عليه وعلى آله وسلم أفضـل النـاس ولكـن آدم أعظـم منـه خلقـة ، فطولـه سـتون ذراعـًا فـي السـماء أي بمقاييسـنا نحـن مثـل عمـارة طولهـا خمسـة عشـر طابقـًا .
فقـد قـال صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" أذن لـي أن أحـدث عـن ملـك مـن ملائكـة الله مـن حملـة العـرش مـا بيـن شـحمة أذنـه وعاتقـه مسـيرة سـبعمائة سـنة بخفقـان الطيـر يقـول ذلك الملـك سـبحانك حيـث كنـت " .صحيح الجامع / حديث رقم : 853 .

يعنـي بحسـاباتنا الأرضيـة وبسـرعة 30 ك / م فـي السـاعة حوالـي 180 مليـون كيلـو متـر .
ملـك مـا بيـن شـحمة أذنـه وعاتقـه حوالـي 180 مليـون كيلو متـر ! !
مـا هـذا الخلـق العجيـب ؟ ! !
{ ... وَيَحْمِـلُ عَـرْشَ رَبِّـكَ فَوْقَهُـمْ يَوْمَئِـذٍ ثَمَانِيَـةٌ } . سورة الحاقة / آية : 17 .
هـذا الملـك أكبـر مـن الكـرة الأرضيـة بكثيـر ... شـيء لا يتخيلـه أحـد منـا .
والعـرش يحملـه ثمانيـة منهـم ، مـن هـذا الملـك الـذي مـا بيـن شـحمة أذنـه وعاتقـه حوالـي 180 مليـون ك / م ... وإن فـي خلـق اللـه مـن العجائـب الكثيـر والكثيـر ! !

فهنـاك مخلوقـات أخـرى تسـكن السـماء غيـر الملائكـة ! !
فعندنـا مثـلاً " البـراق " : فهـو دابـة لا وجـود لمثلهـا فـي الأرض ، وهـي دون البغـل وفـوق الحمـار وهـي سـريعة جـدًا كمـا وصفهـا رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ تضـع حافرهـا حيـث انتهـى بصرهـا .

وهنـاك أيضـًا شـجر لا يعلـم عظمـه إلا الله مثـل سـدرة المنتهـى ... فهـي شـجرة نبـق عظيمـة ، نبقهـا كقـلال هجـر ، وورقهـا كـآذان الفيلـة ( تكـاد الورقـة تغطـي هـذه الأمة ) .

صحيح الجامع / حديث رقم : 4199 .


وهنـاك شـجرة يسـير الجـواد المضمـر فـي ظلهـا مسـيرة مائـة عـام مـا يقطعهـا .
وهنـاك طيـور عظيمـة جـدًا فقـد قـال صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" إن الله أذن لـي أن أُحـدث عن ديـك قـد مرقـت رجـلاه الأرض ، وعنقه مثنيـة تحـت العـرش وهـو يقـول سـبحانك مـا أعظمـك ! فيـرد عليـه : لا يعلـم ذلك مـن حلـف بـي كاذبـًا " .

صحيح الجامع / حديث رقم : 1714 .

ولمـا أراد الله عـز وجـل إهـلاك القريـة التـي قتلـت مؤمـن آل ياسـين قـال عـز وجـل :
{ وَمَـا أَنزَلْنَـا عَلَـى قَوْمِـهِ مِـن بَعْـدِهِ مِـنْ جُنـدٍ مِّـنَ السَّـمَاءِ وَمَـا كُنَّـا مُنزِلِيـنَ *إِن كَانَـتْ إِلاَّ صَيْحَـةً وَاحِـدَةً فَـإِذَا هُـمْ خَامِـدُونَ }. سورة يس / آية : 28 ، 29 .
أي مـا كـان يسـتأهل هـذا الأمـر إنـزال جنـد مـن السـماء ومـا كانـت إلا صيحـة واحـدة مـن ملـك مـن ملائكـة الله عـز وجـل فقتلـوا عـن آخرهـم .

وهـم مـع عظـم خلقهـم واجتهادهـم فـي عبـادة ربهـم وتنزههـم عـن المعاصـي مـن أعظـم الخلـق خوفـًا مـن الله عـز وجـل :

{ وَللهِ يَسْـجُدُ مَـا فِـي السَّـمَاوَاتِ وَمَا فِـي الأَرْضِ مِـن دَآبَّـةٍ وَالْمَلآئِكَـةُ وَهُـمْ لاَ يَسْـتَكْبِرُونَ * يَخَافُـونَ رَبَّهُـم مِّـن فَوْقِهِـمْ وَيَفْعَلُـونَ مَـا يُؤْمَـرُونَ } .
سورة النحل / آية : 49 ، 50 .
{ وَيُسَـبِّحُ الرَّعْـدُ بِحَمْـدِهِ وَالْمَلاَئِكَـةُ مِـنْ خِيفَتِـهِ ...} . سورة الرعد / آية : 13 .



=============




وفى المرفق الدرس بصيغة word
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فإن Ø@_@واس الØ.doc‏ (48.5 كيلوبايت, المشاهدات 1054)



توقيع مروة عاشور

إذا انحدرت في مستنقع التنازلات في دينك
فلا تتهجم على الثابتين بأنهم متشددون . .
بل أبصر موضع قدميك
لتعرف أنك تخوض في الوحل

التعديل الأخير تم بواسطة مروة عاشور ; 23-04-09 الساعة 06:31 PM
مروة عاشور غير متواجد حالياً