01-04-09, 06:22 PM
|
#2
|
نفع الله بك الأمة
|
[frame="5 70"] نعمتـا الصحـة والفـراغ
[/frame]عـن ابـن عبـاس رضي الله عنهما قـال : قـال رسـول اللـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" نعمتـانِ مغبـونٌ فيهمـا كثيـرٌ مـن النـاس :
الصحـةُ،والفـراغُ " . ( رواه البخاري / كتاب الرقاق / حديث رقم : 6412 ) .
يعنـي أن هذيـن الجنسـين مـن النعـم مغبـون فيهمـا كثيـر مـن النـاس ، أي مغلـوب فيهمـا ، وهمـا الصحـة والفـراغ ... فـإذا كـان الإنسـان فارغـًا صحيحـًا فإنـه يغبـن كثيـرًا فـي هـذا ، لأن كثيـرًا مـن أوقاتنـا تضيـع بـلا فائـدة ونحـن فـي صحـة وعافيـة وفـراغ ومـع ذلـك تضيـع علينـا كثيـرًا ، ولكننـا لا نعـرف هـذا الغبـن فـي الدنيـا ، إنمـا يعـرف الإنسـان الغبـن إذا حضـره أجلـه ، وإذا كـان يـوم القيامـة ، والدليـل علـى ذلـك قـول اللـه تعالـى :
(( حَتَّـى إذا جَـاءَ أَحَدَهُـمُ المَـوْتُ قـالَ ربِّ ارْجِعُـونِ * لَعَلِّـي أَعْمَـلُ صَالِحـًا فِيمَــا تَرَكْـتُ ... )) .
( المؤمنون : 99 ، 100 ) .
وقـال عـز وجـل :
(( ... مِّـن قَبْـلِ أَن يَأْتِـيَ أَحَدَكُـمُ المَوتُ فيقـولَ ربِّ لولا أخَّرتَنِـي إلـى أَجَـلٍ قَرِيـبٍ فَأَصَّـدَّقَ وَأَكُـن مِّـنَ الصَّالِحيـنَ )) . ( المنافقون : 10 ) .
الواقـع أن هـذه الأوقـات الكثيـرة تذهـب علينـا سـدى لا ننتفـع منهـا ، ولا ننفـع أحـدًا مـن عبـاد اللـه ، ولا ننـدم علـى هـذا إلا إذا حضـر الأجـل ، يتمنـى الإنسـان أن يُعْطَـى فرصـة ولـو دقيقـة واحـدة لأجـل أن يسـتعتب ، ولكـن لا يحصـل ذلـك .
ثـم إن الإنسـان قـد لا تفوتـه هـذه النعمـة ، بـل قـد لا تفوتـه هاتـان النعمتـان : الصحـة والفـراغ بالمـوت ، بـل قـد تفوتـه قبـل أن يمـوت ، قـد يمـرض ويعجـز عن القيـام بمـا أوجـب اللـه عليـه ، قـد يمـرض ويكـون ضيـق الصـدر لا ينشـرح صـدره ويتعـب ، وقد ينشـغل بإيجـاد النفقـة له ولعيالـه حتـى تفوتـه كثيـر من الطاعـات .
ولهـذا ينبغـي للإنسـان العاقـل أن ينتهـز فرصـة الصحـة والفـراغ بطاعـة اللـه عـز وجـل بقـدر ما يسـتطيع .
ا . هـ ( شرح رياض الصالحين / العثيمين / ج : 3 / ص : 78 ) .
يُـــتْـــبـَــعُ ..........
|
|
|