عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-09, 10:31 AM   #5
مروة عاشور
|نتعلم لنعمل|
Smile

والمخرب:

هو الذي إذا أكل من صحيفة لم يبق فيها إلا العظام؛ فإنه يأكل أي لحمةٍ رآها وأطايب الطعام، ولا يلتفت لغيره كأنما ليس عند الطعام غيره.




المصفف
والمصفف: وهو الذي يقوم ويتشمر عند حضور المائدة، ويصفف الصحاف والأطعمة يوهم أن هذا خدمة للحاضرين، وليس كذلك، بل لينظر في الألوان ليجعل الطيب في مكانه.


الفضولي
والفضولي: وهو الذي لا يتمالك إذا رأى الخروف المشوي حتى يتناوله بيديه فيمزقه ويلقيه إرباً إرباً، ويظن أنه قد أحسن وبر بالحاضرين، وفي ذلك تثاقل على رب المنزل، وربما كان يؤثر أن ينفذ نصفه صحيحاً إلى من يريد، وهو - بالجملة - من العيوب؛ وربما يكون قصد فاعل ذلك ليجمع أحسن اللحم قدامه؛ وهو أيضاً من يبادر بتكسير الخبز ويطرحه في المائدة ولعل قصده بذلك ليجمع قدامه فضل الكسر؛ وهو أيضاً من يضع إبهارا وملحاً في الصحفة، فربما أفسدها على من يؤاكله منها لكثرة الملح، أو لكون مؤاكله لا يحب الملح أو يتناول المريء أو الخل ونحوه، فيصبه على الهريسة ونحوها؛ وربما يكون في الحاضرين من يكره ذلك لأنه لم يعتده، ونحوها؛ وربما يكون في الحاضرين من يكره ذلك لأنه لم يعتده، والأدب ألا يتجاوز إصلاح ما يأكله وحده؛ وقد يسمى المصفف أيضاً فضولياً.


الطفيلي
والطفيلي معروف: وهو من يحضر إلى الدعوة من غير أن يدعى، والتطفيل حرام؛ ومما يحي من نوادر الطفيلية من اصطلاحاتهم في أسماء الأطعمة أن الخبز اسمه (جابر)، والسفرة (بساط الرحمة)، والقدر (أم الخير)، والزبادي (إخوان الصفا)، والأطعمة (قوت القلوب)، والرز (الشيخ الظهير)، والمضيرة (قاضي القضاة)، والرشتا بالعدس (عبد الرحيم)، والخروف المشوي المعذب (ابن الشهيد)، والدجاجة (أم حفص)، والفراريج (بنات نعش)، والطشت قبل الطعام (بشر وبشير)، ويقال: (المبشران)، وبعد الطعام (منكر ونكير)، ويقال: (المرجفان).
ومن وصاياهم إذا كنت على مائدة فلا تتكلم في حال الأكل، وإن كلمك من لا بد من كلامه فلا تجبه إلا بنعم، فإنها لا تشغل عن الأكل.
وقال بعضهم لطفيلي: أوصني، قال: لا تصادف شيئاً من الطعام، وترفع يدك، وتقول: لعلي أصادف أحسن منه، قال: زدني، قال: إذا وجدت طعاماً فكل منه أكل من لم يره قط، وتزود منه إلى الله تعالى.
ومن حكاياتهم أن طفيلياً أتى إلى عرس، فمنع من الدخول فراح وأخذ إحدى نعليه بيديه وأخذ خلالاً يتخلل به، ودق الباب، فقال البواب: من؟ قال: ابتدل نعلي، ففتح له الباب، فدخل وأكل مع القوم.
وحكي أن طفيلياً أتى إلى وليمةٍ، فمنع من الدخول، فأخذ قرطاساً أبيض، ولفه وختمه بطين، وأتى إلى الباب، فدقه، وقال: معي كتاب لرب الدار من صديق له، فدخل، فدفع الورقة إلى رب الدار، فلما رأى الطين رطباً، قال: عجباً من رطوبة الطين، فقال: يا مولانا! وأعجب من ذلك أنه لم يكتب فيه حرفاً، فعرف أمره، واستحسن ذلك منه، وحكاياتهم ليس هذا محلها، انتهى.



الجردبيل
والجردبيل: هو الذي إذا رأى في الخبز نقصاً يستغنمه، ويحمل منه كسرةً كبيرةً يجعلها له ذخيرةً ليأكلها بعد أن يفرغ.
المشغل


والمشغل: وهو الذي يشغل رغيفاً ليمنع غيره من أكله؛ فإذا رأى الخبز قد نقص، أسرع في البلع، ولو كاد يغص.


الملقو
والملقو: هو الذي يأكل اللقمة الكبيرة، فترى من خارج فكه كالسلعة العظيمة، فيبقى فكه كالملقو، ولو صغر اللقم، لأمن ذلك وأتى بالسنة.


النهم
والنهم: هو الذي يأكل لقماً داركاً، ويتأخر الجماعة عن المائدة وهو على حالة في الأكل؛ وربما يمضع بالشدقين، فلقمته بلقمتين!!.


الناثر
والناثر: وهو من قسم النهم، وهو من ينثر من النهم الخبز لقماً بين يديه.


المسابق
والمسابق: وهو من قسم النهم أيضاً، وهو الذي يمسك في يده لقمةً قد أعدها قبل أن يمضغ التي في فمه، فلا يرى فكه خالياً عن مضغ، ولا يده خالية، وربما تكون عينه في لقمة أخرى.


الصامت
والصامت: وهو من قسم النهم أيضاً، وهو من لا يعود ينطق، بل يكب ويطرق على الأكل، ويشتغل بالمضغ والبلع وأخذ اللقم ووضعها متصلاً ذلك بلا انفصال.









وحاطب ليلٍ:

هو الذي لا يستقصي تأمل ما يأكله؛ فربما أكل ذبابةً عساها تقع في الإناء، وهو لا يشعر، فيتغامز عليها الحاضرون؛ وإن أكل سمكاً لم يستقص تنقيته من العظام، فتراه في أكثر الأوقات، وقد نشب العظم في حلقه، وأشرف منه على مكروه، وقد ينشب أيضاً عظام الدجاج ونحوها ولا سيما الحمام والعصافير في الحلق، فيبقى مدة طويلة لا يستلذ بأكل ولا شرب، ويذوق العذاب كما أصاب الشيخ النجيب يوسف بن يعقوب رئيس عمرانات، فإنه شارف الموت من ذلك عشرين يوماً حتى خلص العظم من حلقه.


الصعب
والصعب: وهو بضد حاطب ليلٍ، وهو من ينقي اللقمة في يده مما لا يحترز التنقية كقشور حمص، وعروق سلق، وغير ذلك؛ ويجعلها قدامه منتثرة.


البحاث
والبحاث: وهو من يبحث الطعام، ويفرقه، وينظر في أجزائه حتى يغثي نفس من يراه، ويخطئ عقل من ينهاه.




البهات
والبهات: هو الذي يبهت في وجه مؤاكليه حتى يبهتهم ويأخذ اللحم من بين أيديهم.




العابث
والعابث: وهو من يعبث، قبل تكامل إحضار الطعام وأكل الناس، بالمائدة أو الزبدية ونحوها، كأن يصلحها، ويرمي شيئاً يجده عليها لا يجوز الرمي، وهذا من دناءة النفس، وسخافة العقل.




الحامد
والحامد: وهو الذي يحمد الله تعالى جهراً في وسط الطعام؛ ولا سيما رب المنزل، فكأنه ينسب في ذلك إلى تنبيه الحاضرين على الكف عن الطعام كما حكى جحظة عن نفسه، قال: أكل عندي بعض المجان، فسمعني، وأنا أحمد الله، عز وجل، في وسط الطعام لشيءٍ خطر ببالي من نعمه التي لا تحصى، فنهض، وقال: أعطي الله عهداً إن عاودت؛ وما معنى التحميد في هذا الموضع؟ كأنك أردت أن تعلمنا أنا قد شبعنا! ثم مال إلى الدواة فكتب:
وَحَمدُ اللَهِ يَحسُنُ كُلَّ وَقتٍ ... وَلَكِن لَيسَ في أَوَلِ الطَعامِ
لِأَنَّكَ تُحشِمُ الأَضيافَ مِنهُ ... وَتَأمُرُهُم بِإِسراعِ القيامِ
وَتُؤذيهُم وَما شَبِعوا بِشَبعٍ ... وَذَلِكَ لَيسَ مِن خُلُقِ الكِرامِ



المُبقِّي




والمبقي: مثل ما حكي أن رجلاً دعا ضيفاً، فلما أحضر الطعام أحضر مع الطعام دجاجةٌ واحدةٌ، وفي جانب بيته ثلاث دجاجات سمان مسموطة معلقة، فكأنه أبقى عليها، أو صغرت همته عن طبخ كل ما حضر عنده؛ ومثل من يقدم طعاماً قليلاً لا يكفي الحاضرين، واللحم في داره معلق بإزاء إخوانه.



المستظهر
والمستظهر: مثل بعض الأغنياء، فإنه اعتذر بترك الاحتفال بعذر، فما حسن الاعتذار قط به إلا من مثله، فقال: ما يمنعني من الاحتفال إلا الاستظهار، فقيل له: وكيف ذاك؟ قال: أكره أن أحتفل فيتأخر عني من أدعوه عن عملٍ أو عائقٍ، فأكون قد تكلفت شيئاً لم أنتفع به، فقال في ذلك بعض إخوانه:
إِذا كُنتَ لا تَدَعُ الاِحتِفا ... لَ إِلّا لِأَنَّكَ تَستَظهرُ
فلا تَدعُوَن أَحَداً بَتَّةً ... فَهَذا هُوَ النَظَرُ الأَوفَرُ
وَلا سِيَّما أَنا مِن بَينُهُم ... فَإِنّي وَحَقِّكَ لا أَحضُرُ
وكان آخر لا يشرع في شيءٍ من آلة الدعوة حتى يحضر إخوانه، ويأمن تأخرهم، فلا يلحق طعامه حتى يتصرم يومهم، وتضطرم نار الجوع في أحشائهم؛ وقال بعضهم فيه:
خافَ الضَياعُ عَلى شَيءٍ يُعَجِّلُهُ ... مِن المَطاعِمُ إِنَّ إِخوانَهُ ثَقَلوا
فَلَيسَ يَعلوعَلى الكانونُ بُرمَتُهُ ... حَتّى يُرى أَنَّهُم في البَيتِ قَد حَصَلوا




المستهلك
والمستهلك: هو الذي يهلك أضراسه بشرب الماء عقب الحلواء أو الماء الصادق البرد عقب الطعام الحار إلا من إبريق، وكذلك الشرب على الهرايس والأكارع ونحوها والفاكهة الرطبة، فليس من آداب المؤاكلة، لأن فاعل ذلك ينسب إلى الجهل، وأصحابه يعيبون عليه ذلك.





المحتمي
والمحتمي: هو رب المنزل إذا صغر اللقم جداً، أو باعد بينها طويلاً، وحكى في تفضيل الحمية أو أشار على من يحضره ممن يشتكي وجعاً بالحمية، فهو في ذلك مبخل.




المرنخ
والمرنخ: هو الذي يرنخ اللقمة في المرق، فلا يبتلع اللقمة الأولى حتى تلين الثانية.




المملعق



والمملعق: هو الذي يتخذ من الخبز ملاعق يحتمل بها المرق، وقلما يسلم من تلويث ثيابه ولحيته.





توقيع مروة عاشور

إذا انحدرت في مستنقع التنازلات في دينك
فلا تتهجم على الثابتين بأنهم متشددون . .
بل أبصر موضع قدميك
لتعرف أنك تخوض في الوحل
مروة عاشور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس