عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-09, 09:43 PM   #1024
أم بثينه
طالبة دورة تجويد
 
تاريخ التسجيل: 18-05-2007
الدولة: •°• دنيا فانية •°•
المشاركات: 551
أم بثينه is on a distinguished road
افتراضي

فريق الصفاء ///

أعجبني هذا الشرح من فضيلة الشيخ عبدالله شاكر من موقع الأكاديمية الإسلاميه المفتوحة

وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ?

ترتيب رب العالمين -سبحانه وتعالى- ترتيب حكيم، أم موسى تخاف على ابنها، فالله -عزّ وجلّ- يوحي إليها أن ترضعه، هذا أولا.

نَوَدُّ هنا أن نقف مع كلمة: ? وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى ? هل هي كانت نبية؟ لا، لم تكن نبية، وجمهور أهل العلم على ذلك؛ لأنَّ الأنبياء من الذكور أو من الرجال فحسب، فلا توجد امرأة نبية بحال من الأحوال، ولم يوافق على ذلك أحد من أهل العلم، أو ممن يُعْتَدُّ به من أهل العلم، إذن لم تكن نبية، فكيف نَصْرِفُ قولَ الله -تبارك وتعالى: ? وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى ? قيل هذا كان إلهاما؛ يعني أن الله أَوْدَعَ في نفسها، وقيل: لا حرج في أن يرسل الله -عزّ وجلّ- إليها ملكا يكلمها بذلك، ولا يعني بهذا أنها نبية، وقد جاء في صحيح البخاري وغيره أن الله -عزّ وجلّ- أرسل مَلَكًا إلى الرجل الأقرع والأبرص والأعمى، وأنه كَلَّمَهُم، ولكن يظهر والله -تبارك وتعالى- أعلم أن هذا من الإلهام الذي سَكَّنَ به ربنا -سبحانه وتعالى- نفسَ أم موسى -عليه السلام- وألهمها ذلك؛ أن ترضعه، في الحقيقة أقول: سَكَّنَ نفسها وطمأنها بذلك؛ لأنَّ هناك فِطرة في البشر جميعا أن الأم ترضع ابنها، فليست هناك فائدة من قول الله -تبارك وتعالى: ? وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ ? لأنها ستُرْضِعه، حتى ولم يقل لها أحد ذلك، ولكن كان هذا الإلهام من باب إدخال الطمأنينة على قلبها؛ يعني قَرِّي عَيْنَيْكِ بأن تُرضعي ولدك الآن ولا تخافي، طيب هي خائفة، قال الله -عزّ وجلّ- أمرًا عجيبًا: ? فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ ? من يستمع هذه الكلمات يعجب؛ يعني امرأة ابنها بين يديها وبين أحضانها وترضعه ثديها، فإذا خافت عليه تلقيه في اليم، هذا أشد وأنكى من أن يَبْقَى معها، ولكن هذا أمر من؟ هو أمر رب العالمين -سبحانه وتعالى- وهو الذي يدبر أمر هذه المملكة، وهو الذي سيتولى -سبحانه وتعالى- بقدرته شأن موسى -عليه السلام.

قيل: إن أم موسى صنعت تابوتًا بناء على هذا الأمر، تابوتًا من خشب وكانت تضع فيه موسى -عليه السلام- بعد أن ترضعه، وكانت تغلق عليه التابوت، قال أهل العلم: "خوفا من أن يصرخ ويبكي فيسمع أحدٌ صوته فيُعلم فرعون به"، وقيل: "لكي تُخَبِّئ الأنظار عن من يمكن أن يدخل عليها في بيتها" كان بيتها على النيل فكانت تضعه في هذا التابوت في النيل، وكانت تربطه بحبل حتى لا يسرح ولا يمشي في النيل، ولما أراد رب العالمين -سبحانه وتعالى- أن يأخذ فرعون موسى -عليه السلام- نسيت كما ذَكَرَ بعض أهل العلم: "أن تربط الصندوق ذات يوم" أو أنها خافت عليه في وقت من الأوقات خوفًا شديدًا: "فألقته هي بنفسها في اليم" واليم المراد به هنا: نهر النيل، الذي نحن نعيش قريبا منه الآن، وقد كان فرعون يسكن في هذه المدينة، أو على مقربة منها.

أم موسى -عليه السلام- ألقت التابوت الذي فيه ولدها في هذا النيل بعد أن قال الله لها هذا الأمر: ? فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ ? ولكن الله طمأنها وهَدَّأَ من روعها: ? وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ?.
رب العالمين -سبحانه وتعالى- هنا ذَكَرَ لها أمرين:

الأمر الأول: نفى عنها الخوف ونهاها عنه "لا تخافي"، والخوف يكون من أمر سيُقْدِم عليه الإنسان، يخاف الإنسان غالبًا من المجهول عن الأمر الْمُغَيَّبِ عنه، فالله -عزّ وجلّ- قال لها: ألقيه في اليم ولا تخافي مما يمكن أن يصير أمره ويؤول أمره إليه، ونهاها أيضًا عن الحزن، والحزن يكون على أمر فات، فيقول لها عندما تلقيه، ولا يبقى معك فلا تحزني على فواته من بين يديكِ الآن، لأنَّ الأمر كما قال الله: ? إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ?، هذا وعد من الله -عزّ وجلّ- بأمرين وقد تحققا؛ لأنَّ القائل من؟ هو الله، والذي وعد بذلك؟ هو رب العالمين سبحانه، الذي يقول للشيء كن فيكون.

الوعد الأول: ? إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ ?، ولعلكم تلاحظون أن الله -عزّ وجلّ- يُعَبِّر هنا عن نفسه بصيغة الجمع للتفخيم والتعظيم، وللإشارة إلى القدرة، وهو إن كان هو -سبحانه وتعالى- واحد أحد فرد صمد، و"إنا" هنا من باب التعظيم والتفخيم، وإذا استمع المستمع إلى مثل ذلك شعر ولا شك بعظمة الله وجلال الله -تبارك وتعالى.
الأمر الأول: ? إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ ?.
الأمر الثاني: ? وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ?.
أم بثينه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس