عرض مشاركة واحدة
قديم 16-06-09, 06:50 PM   #5
د.سهيرالبرقوقي
نفع الله بك الأمة
افتراضي

يقول زهير :

والكلام الذى أشارإليه شيخنا الألبانى من كلام الحافظ ابن حجر ؛ وجدته ضمن مجموع مخطوط عندى فيه أرضه؛ وأرجو أننى نقلته صوابا ؛ والكلام هو :

< ...ولكن اشتهر أن أهل العلم يسمحون فى إيراد الأحاديث فى الفضائل ؛ و إن كان فيها ضعف مالم تكن موضوعة . [وعلى الهامش ما أظنه : ( أو شديد الضعف ) ]

وينبغى مع ذلك اشتراط أن يعتقد العامل كون ذلك الحديث ضعيفا ؛ وأن لايشهر ذلك ؛ لئلا يعمل المرء بحديث ضعيف فيشرع ما ليس بشرع ؛ أو يراه بعض الجهال فيظن أنه سنة صحيحة .

وقد صرح بذلك أبو محمد بن عبد السلام وغيره ؛ وليحذر المرء من دخوله تحت قوله-صلى الله عليه وسلم-:

{من حدث عنى بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين} .
فكيف من عمل به ؟!! ولا فرق بين العمل بالحديث فى الأحكام أو فى الفضائل ؛ إذ الكل شرع .> (2 ) مختصر الباعث الحثيث الصفحة(101)


*ثانيا :

أنه يلزم من الشرط الثانى :

"أن يكون الحديث الضعيف مندرجا تحت أصل عام.."؛


أن العمل فى الحقيقة ليس بالحديث الضعيف ؛ وإنما الأصل العام ؛ والعمل به وارد , وجد الحديث الضعيف أو لم يوجد , ولا عكس , أعنى العمل بالحديث الضعيف إذا لم يوجد الأصل العام ؛ فثبت أن العمل بالحديث الضعيف بهذا الشرط شكلى ؛ غير حقيقى . وهو المراد.


*ثالثا :

إن الشرط الثالث يلتقى مع الشرط الأول فى ضرورة معرفة ضعف الحديث ؛

لكى لايعتقد ثبوته , وقد عرفت أن الجماهير الذين يعملون فى الفضائل بالأحاديث الضعيفة لايعرفون ضعفها ؛ وهذا خلاف المراد .

وجملة القول :

إننا ننصح إخواننا المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها:

- أن يَدْعُوا العمل بالأحاديث الضعيفة مطلقا ؛
- وأن يوجهوا همتهم إلى العمل بما ثبت منها عن النبى-صلى الله عليه وسلم- ففيها ما يغنى عن الضعيفة .
- وفى ذلك منجاة من الوقوع فى الكذب على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ؛

لأننا نعرف بالتجربة أن الذين يخالفون فى هذا قد وقعوا فيما ذكرنا من الكذب لأنهم يعملون بكل ما هب ودب من الحديث ؛

وقد أشار-صلى الله عليه وسلم-إلى هذا بقوله :

{كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع } (رواه مسلم فى مقدمة " صحيحه ") .

وعليه أقول :

كفى بالمرء ضلالا أن يعمل بكل ما سمع !!.
وتحقيقا منى للنصح المذكور ؛ صنفتُ ولا أزال أصَنِفُ من الكتب ما به يستعين القراء على تمييز الصحيح من الضعيف ؛ والطيب من الخبيث مما يدور على ألسنة الناس ؛
أو سجل فى بطون الكتب من الحديث
ومن ذلك هذان الكتابان اللذان نحن فى صدد التقديم لهما :

1-" صحيح الجامع الصغير وزيادته "
2- " ضعيف الجامع الصغير وزيادته " .

فالله تعالى أسأل ؛ أن يضع لهما وسائر مؤلفاتى القبول فى الأرض ؛ وأن يرفع ثوابها إليه فى السماء؛ ويدخره لى إلى يوم الدين ؛

{يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم} (الشعراء الآية88)


دمشق 28 ذى القعدة سنة 1388 محمد ناصر الدين الألبانى






توقيع د.سهيرالبرقوقي
{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}
http://www.tvquran.com/


{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ }

د.سهيرالبرقوقي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس