يقول زهير :
والكلام الذى أشارإليه شيخنا الألبانى من كلام الحافظ ابن حجر ؛ وجدته ضمن مجموع مخطوط عندى فيه أرضه؛ وأرجو أننى نقلته صوابا ؛ والكلام هو :
< ...ولكن اشتهر أن أهل العلم يسمحون فى إيراد الأحاديث فى الفضائل ؛ و إن كان فيها ضعف مالم تكن موضوعة . [وعلى الهامش ما أظنه : ( أو شديد الضعف ) ]
وينبغى مع ذلك اشتراط أن يعتقد العامل كون ذلك الحديث ضعيفا ؛ وأن لايشهر ذلك ؛ لئلا يعمل المرء بحديث ضعيف فيشرع ما ليس بشرع ؛ أو يراه بعض الجهال فيظن أنه سنة صحيحة .
وقد صرح بذلك أبو محمد بن عبد السلام وغيره ؛ وليحذر المرء من دخوله تحت قوله-صلى الله عليه وسلم-:
{من حدث عنى بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين} .
فكيف من عمل به ؟!! ولا فرق بين العمل بالحديث فى الأحكام أو فى الفضائل ؛ إذ الكل شرع .> (2 ) مختصر الباعث الحثيث الصفحة(101)
*ثانيا :
أنه يلزم من الشرط الثانى :
"أن يكون الحديث الضعيف مندرجا تحت أصل عام.."؛
أن العمل فى الحقيقة ليس بالحديث الضعيف ؛ وإنما الأصل العام ؛ والعمل به وارد , وجد الحديث الضعيف أو لم يوجد , ولا عكس , أعنى العمل بالحديث الضعيف إذا لم يوجد الأصل العام ؛ فثبت أن العمل بالحديث الضعيف بهذا الشرط شكلى ؛ غير حقيقى . وهو المراد.
*ثالثا :
إن الشرط الثالث يلتقى مع الشرط الأول فى ضرورة معرفة ضعف الحديث ؛
لكى لايعتقد ثبوته , وقد عرفت أن الجماهير الذين يعملون فى الفضائل بالأحاديث الضعيفة لايعرفون ضعفها ؛ وهذا خلاف المراد .
وجملة القول :
إننا ننصح إخواننا المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها:
- أن يَدْعُوا العمل بالأحاديث الضعيفة مطلقا ؛
- وأن يوجهوا همتهم إلى العمل بما ثبت منها عن النبى-صلى الله عليه وسلم- ففيها ما يغنى عن الضعيفة .
- وفى ذلك منجاة من الوقوع فى الكذب على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ؛
لأننا نعرف بالتجربة أن الذين يخالفون فى هذا قد وقعوا فيما ذكرنا من الكذب لأنهم يعملون بكل ما هب ودب من الحديث ؛
وقد أشار-صلى الله عليه وسلم-إلى هذا بقوله :
{كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع } (رواه مسلم فى مقدمة " صحيحه ") .
وعليه أقول :
كفى بالمرء ضلالا أن يعمل بكل ما سمع !!.
وتحقيقا منى للنصح المذكور ؛ صنفتُ ولا أزال أصَنِفُ من الكتب ما به يستعين القراء على تمييز الصحيح من الضعيف ؛ والطيب من الخبيث مما يدور على ألسنة الناس ؛
أو سجل فى بطون الكتب من الحديث
ومن ذلك هذان الكتابان اللذان نحن فى صدد التقديم لهما :
1-" صحيح الجامع الصغير وزيادته "
2- " ضعيف الجامع الصغير وزيادته " .
فالله تعالى أسأل ؛ أن يضع لهما وسائر مؤلفاتى القبول فى الأرض ؛ وأن يرفع ثوابها إليه فى السماء؛ ويدخره لى إلى يوم الدين ؛
{يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم} (الشعراء الآية88)
دمشق 28 ذى القعدة سنة 1388 محمد ناصر الدين الألبانى