عرض مشاركة واحدة
قديم 21-06-09, 02:15 AM   #6
د.سهيرالبرقوقي
نفع الله بك الأمة
Arrow مقدمة كتاب " صحيح الترغيب والترهيب " للشيخ ‏الألبانى


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ذكرنا من قبل:

ما دُوِّن في الكتب من أحاديث كلها منسوبة إلى النبي- صلى الله عليه وسلم-

ما موقفنا منها قبولًا أو رفضًا, وعملًا بها أو تركًا لها ؟


ويمكن أن يجاب على ذلك من خلال عدة نقاط :

1.ضرورة تصفية سنة رسول الله:
- لنعرف صحيحها فنتحدث ونعمل به ونعرف ضعيفها فنُحَذِّرمنه ونتجنبه.
ونتبين ذلك من دراسة مقدمة كتاب:
" سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في ا لأمة"
للشيخ الألباني الجزء الأول من ص 39- ص 51

ويمكن متابعة الموضوع على الرابط التالي:

http://www.t-elm.net/moltaqa/showthread.php?t=28240

2. الأحاديث الضعيفة : هل يُعمل بها في فضائل الأعمال أم لا
؟


لمعرفة القول الراحج في هذه المسألة يُرجع‎ ‎إلى مقدمات كتب‎ :

أ-" صحيح الجامع الصغير وزياداته" للشيخ الالباني الجزء‎ ‎الأول من ص49 إلى ص 57‏‎ ......
"تم شرحه"


ب- " صحيح الترغيب والترهيب " للشيخ الألباني –الجزء‎ ‎الأول من ص 47- ص67‏‎
ج- " تمام المنة" للشيخ الألباني
-القاعدة الثانية عشر- من‏‎ ‎ص 34 إلى ص 38‏‎


والآن نتابع معًا في موضوع:

[frame="5 80"]
‎الأحاديث الضعيفة : هل يُعمل‎ ‎بها في فضائل الأعمال أم لا ؟‎
[/frame]

الجزء التالي:


[frame="7 80"]
[ ب ] ( مقدمة كتاب
" صحيح الترغيب والترهيب "
للشيخ ‏الألبانى – الجزء الأول- من (ص47 إلى ص67) )
[/frame]



‏‏( 14 ) قاعدة ( العمل بالحديث الضعيف ) ليست على إطلاقها .


ثم إن القاعدة المزعومة ليست على إطلاقها ؛ بل هى مقيدة فى موضعين ‏منها:
- أحدهما حديثى
- والآخر فقهى (يأتى الكلام عليه (ص52) ‏) ‏


‏‏( أ) القيد الحديثى

‏أما الحديثى ؛ فهو قولهم : "الحديث الضعيف" فإنه مقيد –إتفاقا-‏بالضعيف الذى لم يشتد ضعفه ؛بله الموضوع كما بينه الحافظ ابن حجر ‏العسقلانى فى رسالته : " تبيين العجب فيما ورد فى فضل رجب " ؛ولم ‏أعثر عليها الآن فى مكتبتى ؛ فأنقل ذلك عنه بواسطة تلميذه الثقة الحافظ ‏السخاوى ؛ فإنه قال فى آخر كتابه القيم "القول البديع فى فضل الصلاة ‏على الحبيب الشفيع " ( ص195 –طبعة الهند) ؛ بعد أن نقل من النووى ‏أنه قال :

"قال العلماء من المحدثين والفقهاء وغيرهم :

"يجوز ويستحب ‏العمل فى الفضائل والترغيب والترهيب بالحديث الضعيف ؛ مالم يكن ‏موضوعا . وأما الأحكام كالحلال والحرام ؛ والبيع والنكاح والطلاق وغير ‏ذلك فلايعمل فيها ؛ إلا بالحديث الصحيح أو الحسن ؛ إلا أن يكون فى ‏احتياط فى شىء من ذلك " .

‏وعن ابن العربى المالكى أنه خالف فى ذلك فقال :

‏ " إن الحديث الضعيف لايعمل به مطلقا "‏

قال الحافظ السخاوى :
‏ ‏
(15 ) شرائط العمل عند الحافظ ابن حجر


‏‏{وقد سمعت شيخنا مرارا يقول : -وكتبه لى بخطه- :

‏إن شرائط العمل بالضعيف ثلاثة :

* الأول :
متفق عليه أن يكون الضعف غير شديد ؛ فيخرج من ‏انفرد من الكذابين والمتهمين بالكذب ؛ ومن فحش غلطه . ‏ ‏

*الثانى :
أن يكون مندرجا تحت أصل عام ؛ فيخرج ما يخترع ‏بحيث لايكون له أصل أصلا .
‏ ‏ ‏
‏*الثالث :
أن لايعتقد عند العمل به ثبوته ؛ لئلا ينسب إلى النبى –‏صلى الله عليه وسلم-مالم يقله. قال : والأخيران عن ابن عبد السلام ؛ ‏و عن صاحبه ابن دقيق العيد . والأول نقل العلائى الإتفاق عليه.}
‏ ‏

(16 ) ما توجيه الشروط المذكورة على أهل العلم من التمييز :


قلتُ(الألباني):

وليس يخفى على الفطن اللبيب أن هذه الشروط توجب على أهل ‏العلم والمعرفة بصحيح الحديث وسقيمه أن يمييزوا للناس شيئين هامين :

‏‏*الأول : الأحاديث الضعيفة من الصحيحة ؛ لكى لايعتقد العاملون بها ‏ثبوتها ؛ فيقعوا فى آفة الكذب على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ‏كما تقدم فى كلام الإمام مسلم وغيره .

‏‏*والآخر : الأحاديث الشديدة الضعف من غيرها ؛ لكى لايعملوا بها , ‏فيقعوا فى الآفة المذكورة .

‏والحق - والحق أقول- إن القليل من علماء الحديث –فضلا عن غيرهم- ‏من له عناية تامة –بالتمييز الأول ؛كالحافظ المنذرى –على تساهله ‏المتقدم بيانه- والحافظ ابن حجرالعسقلانى فى كتبه , وتلميذه الحافظ ‏السخاوى فى كتابه :" المقاصد الحسنة فى بيان كثير من الأحاديث ‏المشتهرة على الألسنة " ؛ وغيرهم . وفى عصرنا هذا الشيخ أحمد ‏شاكر –رحمه الله- فى تحقيقه وتعليقه على " مسند الإمام أحمد ‏‏"وغيره ومثله اليوم أقل من القليل .

‏وأقل من هؤلاء بكثير من له عناية تامة بتمييز الأحاديث الضعيفة جدا ‏من غيرها ؛ بل لاأعلم من له تخصص فى هذا المجال ؛ مع كونه من ‏الأمور الهامة كما بينته آنفا ؛ وهو عندى أهم من عنايتهم بتمييز ‏الحديث الحسن من الصحيح مع أنه ليس تحته كبير فائدة ؛ لأن كلا ‏منهما يحتج به فى الأحكام كما سبق , اللهم عند التعارض والترجيح ؛ ‏بخلاف مانحن فيه ؛ فإنه يعمل بالحديث الضعيف فى الفضائل ؛ دون ‏الضعيف جدا ؛ فبيانه واجب من باب أولى .

يُتْبَعُ



توقيع د.سهيرالبرقوقي
{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}
http://www.tvquran.com/


{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ }

د.سهيرالبرقوقي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس