عرض مشاركة واحدة
قديم 21-06-09, 02:56 AM   #9
د.سهيرالبرقوقي
نفع الله بك الأمة
افتراضي

(22 ) قول ابن تيمية المفصل فى ذلك
" وأنه ‏لايجوز استحباب شىء لمجرد وجود حديث ضعيف فى الفضائل"


وقد فصل الشيخ –رحمه الله- هذه المسألة الهامة فى مكان آخر من ‏‏"مجموعة الفتاوى" (18/65-68) تفصيلا لم أره لغيره من العلماء ؛ فأرى ‏لزاما على أن أقدمه إلى القراء لما فيه من الفوائد والعلم ؛ قال بعد أن ذكر قول ‏الإمام أحمد المتقدم (ص 51) :

[وكذلك ما ‏عليه العلماء من العمل بالحديث الضعيف فى فضائل الأعمال ليس معناه إثبات ‏الاستحباب بالحديث الذى لا يحتج به ؛ فإن الاستحباب حكم شرعى ؛ فلا يثبت إلا ‏بدليل شرعى ؛ ومن أخبر عن الله أنه يحب عملا من الأعمال من غير دليل ‏شرعى فقد شرع من الدين ما لم يأذن به الله ؛ كما لو أثبت الإيجاب أو التحريم ؛ ‏ولهذا يختلف العلماء فى الاستحباب كما يختلفون فى غيره ؛ بل هو أصل الدين ‏المشروع .
‏ ‏
(23) مراد العلماء من العمل بالحديث الضعيف فى الفضائل

‏وإنما مرادهم بذلك أن يكون العمل مما قد ثبت أنه مما يحبه الله ؛ أو مما يكره الله ‏بنص أو إجماع ؛ كتلاوة القرآن , والتسبيح , والدعاء , والصدقة , والعتق , ‏والإحسان إلى الناس ,وكراهة الكذب والخيانة , ونحو ذلك ؛ فإذا روى حديث فى ‏فضل بعض الأعمال المستحبة وثوابها , وكراهة بعض الأعمال وعقابها ؛ ‏فمقادير الثواب والعقاب وأنواعه ؛ إذا روى فيها حديث لانعلم أنه موضوع ؛ ‏جازت روايته والعمل به ؛بمعنى : أن النفس ترجو ذلك الثواب , وتخاف ذلك ‏العقاب ؛ كرجل يعلم أن التجارة تربح ؛ لكن بلغه أنها تربح ربحا كثيرا فهذا إن ‏صدق نفعه , وإن كذب لم يضره .
‏ ‏ ‏ ‏
(24) مثال للعمل بالحديث الضعيف بشرطه

ومثال ذلك الترغيب والترهيب بالإسرائليات والمنامات, وكلمات السلف ‏والعلماء , ووقائع العلماء , ونحو ذلك مما لا يجوز بمجرده إثبات حكم شرعى ؛ ‏لا استحباب ولا غيره ؛ ولكن يجوز أن يذكر فى الترغيب والترهيب , والترجية ‏والتخويف , فما علم حسنه أو قبحه بأدلة الشرع ؛فإن ذلك ينفع ولا يضر , ‏وسواء كان فى فى نفس الأمر حقا أو باطلا ؛ فما علم أنه باطل موضوع لم يجز ‏الالتفات إليه ؛ فإن الكذب لايفيد شيئا , وإذا ثبت أنه صحيح أثبتت به الأحكام ؛ ‏وإذا احتمل الأمرين روى لإمكان صدقه ؛ ولعدم المضرة فى كذبه , وأحمد إنما ‏قال :"إذا جاء الترغيب والترهيب تساهلنا فى الأسانيد " . ومعناه : أننا نروى ‏فى ذلك بالأسانيد؛ وإن لم يكن محدثوها من الثقات الذين يحتج بهم . وكذلك قول ‏من قال : يعمل بها فى فضائل الأعمال إنما العمل بها العملبما فيها من الأعمال ‏الصالحة ؛ مثل التلاوة والذكر , والاجتناب لما كره فيها من الأعمال السيئة. ‏ونظير هذا قول النبى –صلى الله عليه وسلم- فى الحديث الذى رواه البخارى عن ‏عبد الله بن عمرو:

{بلغوا عنى ولو آية ؛ وحدثوا عن بنى إسرائيل ولا حرج ؛ ‏ومن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار }.

مع قوله –صلى الله عليه وسلم- ‏فى الحديث الصحيح :
{إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم }؛ فإنه ‏رخص فى الحديث عنهم ومع هذا نهى عن تصديقهم وتكذيبهم ؛ فلو لم يكن فى ‏التحديث المطلق عنهم فائدة لما رخص فيه وأمر به , ولو جاز تصديقهم بمجرد ‏الإخبار لما نهى عن تصديقهم ؛ فالنفوس تنتفع بما تظن صدقه فى مواضع .

نتابع معًا يإذن الله تعالى....... ‏ ‏ ‏



توقيع د.سهيرالبرقوقي
{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}
http://www.tvquran.com/


{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ }

د.سهيرالبرقوقي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس