( 32 ) مثال من واقع بعض الفقهاء
ولابأس من أن أسوق للقراء مثالا لصعوبة الأمر ؛ على بعض من ينتمى للفقه فضلا عن غيرهم ؛
فهناك حديث أنس الصحيح :
" لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ؛ وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له ؛ لما يعلمون من كراهيته لذلك " رواه الترمذى وغيره .
فاستدل به الشيخ على القارى فى"شرح الشمائل"( 2/169) على أن القيام المتعارف عليه اليوم ليس من السنة .
ونقل عن ابن حجر –يعنى الهيثمى-ما ينافى ذلك , واستغربه ,
ثم قال :
< وأما قول ابن حجر : "ويؤيد مذهبنا من ندب القيام لكل قادم به فضيلة ؛ نحو نسب أو علم أو صلاح أو صداق (!) حديث أنه –صلى الله عليه وسلم-
قام لعكرمة بن أبى جهل لما قدم عليه , ولعدى بن حاتم كلما دخل عليه .
وضعفهما لايمنع الاستدلال بهما هنا ؛ خلافا لمن وهم فيه ,
لأن الحديث الضعيف يعمل به فى فضائل الأعمال اتفاقا؛ بل إجماعا كما قال النووى" ؛ فمدفوع ؛
لأن الضعيف يعمل به فى فضائل الأعمال المعروفة فى الكتاب والسنة ؛
ولكن لايستدل به عل إثبات الخصلة المستحبة>.
فتأمل كيف خطأ الشيخ القارى الهيثمى ؛ وهو من كبار فقهاء الشافعية المتأخرين فى تطبيق القاعدة المذكورة ؛
فما عسى أن يكون حال عامة الناس فى ذلك ؟
ومن شاء المزيد من الأمثلة فليراجع كتابى :
" سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السىء فى الأمة"
يجد العجب العجاب منها ؛ فانظر مثلا الأحاديث :
(373 و 609 و 872 و 928 و944 ) .
جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم ...
إلى لقاء قريب بإذن الله تعالى....