[رقية مبارك بوداني]

هو

سعيد بن جبير

من أعلم التابعين.
كان يقال له: جهبذ العلماء.
كان ابن عباس إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه في الحج يقول:( أتسألوني وفيكم ابن أم دهماء؟!) يعني هذا التابعي.
كان له ديك يوقظه، فلم يصح ليلة من الليالي حتي أصبح، فلم يصل تلك اللية، فشق ذلك عليه، فقال:( ما له قطع الله صوته؟) فما سمع له صوت بعد، فقالت له أمه:( يا بني، لا تدع علي شئ بعدها).
خرج علي الحجاج مع جيش ابن الأشعث فقبض عليه الحجاج ودار بينهما حوار ومنه: الحجاج: أما والله لأقتلنك قتلة لم أقتلها أحدا قبلك ولا أقتلها أحدا بعدك قال: إذاً تفسد علي دنياي، وأفسد عليك آخرتك. الحجاج: اخترياسعيدأي قتلة تريد أن أقتلك؟ قال: اختر لنفسك يا حجاج، فوالله ما تقتلني قتلة إلا قتلك الله مثلها في الآخرة. الحجاج: أفتريد أن أعفو عنك؟ قال: إن كان العفو فمن الله، وأما أنت فلا براءة لك ولا عذر. الحجاج: اذهبوا به فاقتلوه. كان آخر ما قاله: أما أني أشهد وأحاج أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأن محمدا عبده ورسوله، خذها مني حتي تلقاني يوم القيامة، اللهم لا تسلطه علي أحد يقتله بعدي، وذبح الرجل الصالح واستجاب الله دعاءه، فلم يهنأ للحجاج بعد ذلك عيش، وكان كلما أوي لفراشه لينام أتاه شبح سعيد في نومه فأقض مضجعه، وكان يقول آخر حياته: ما لي ولـسعيد كلما أردت النوم أخذ برجلي ولم يعش الحجاج بعده سوي أيام معدودة ولم يسلطه الله علي أحد بعده وأخذ أخذ عزيز مقتدر.
قال ميمون بن مهران: مات سعيد بن جبير وما علي الأرض رجل إلا وهو يحتاج إلي علمه.