الموضوع: & تأملات أم...
عرض مشاركة واحدة
قديم 16-10-09, 12:05 PM   #54
أم بسملة المصرية
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

اليهودي جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم و موقفه من الإيمان محدد سالفا
جاء لمهمة محددة ، فسد أذنه الواعية عما سواها فكان مما انطبقت عليهم الآية الكريمة :

{ وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا
وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ } آية61 المائدة

إلا أنه قد دخل و هو للكفر معلن برفضه الإعتراف بأن محمد هو نبي مرسل من رب العالمين و خرج وهو عليه مصر و مزعم لقوله :
لقد صدقت . وإنك لنبي . ثم انصرف فذهب
دون أن يلبي دعوة النبي المكررة له للسماع ، فحدد آنفاً أن سمعه لن يتعدى أذنه ، فأمسك النبي صلى الله عليه و سلم عن الكلام الذي لا يأتي من ورائه جدوى و لا منفعة ، وأبى اليهودي أن يُسمع أذنه لما عرف من عناد قلبه فكان كمن أراح و استراح لكنه لن يستريح . و انطبق على الموقف بأكمله قوله تعالى :
{إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ } سورة الأنعام / الآية 36
أي يسمعون بآذان واعية و قلوب صاغية

وصغارنا لا يسمعون بقلوبٍ واعية ـ ليس عن كفر وعناد و العياذ بالله ـ ولكن هذا ما اقتضاه صغر سنهم و قصور عقولهم عن استيعاب ما نقول، و لو علم الله منهم غير ذلك لجعلهم من المكلفين المحاسبين
و من هنا وجب علينا النصح لهم و تكراره و لكن بنفس هادئة دون استغراب أو ضجر أو معاقبتهم بشدة داعين الله أن يوفقنا في تكوين الضمير الواعي لديهم حتى إذا صاروا يسمعون عن وعي سمعوا صوتا من داخلهم مساره إلى القلب مباشرة يكون لهم بمثابة شعاع ضوء يوضح لهم معالم الطريق


أرجوا أن أكون قد وُفقت في التأمل
جزاكِ الله عنا و عن أولادنا خيراً ، معلمتنا أم هانئ





توقيع أم بسملة المصرية
أم بسملة المصرية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس