الموضوع: **فصاحة جارية**
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-11-09, 02:28 PM   #1
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

الحمد لله
ماشاء الله لا قوة الا بالله بوركت أستاذتنا الحبيبة أم رحمة على هذه الفكرة الرااائعة والمتميزة
واسمحي لي أن أدلي بدلوي معكن فإن وافق ما أتيت به فكرتك فذاك القصد وإلا .....


3- قال تعالى : } فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ * وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائيلَ { (الشعراء: 21-22) .
الخطاب في هذا النص القرآني موجه من موسى عليه السلام إلى فرعون ، فررت منكم إلى أرض مدين لما خفتكم على فعلتي التي فعلت وهي قتل القبطي ولم أرد القتل ، فوهب لي ربي علماً وجعلني من أنبيائه المرسلين ، وأي نعمة هذه التي تمنها عليّ وقد اتخذت بني إسرائيل عبيداً يخدمونك تستعملهم كما تشاء كالعبيد (الجزائري : أيسر التفاسير ، 3/642) .
جاء أسلوب الخطاب بجمع الضمير في منكم وخفتكم مع إفراده في تمنها وعبدت ؛ لأن الخوف والفرار لم يكونا منه وحده ، ولكن منه ومن ملئه المؤتمرين مع فرعون بقتل موسى عليه السلام وأما الامتنان والتعبيد فمن فرعون وحده لذلك جاء الخطاب بصيغة المفرد ليكون أبلغ في التعبير (الزمخشري : الكشاف ، 3/109) .
الفوائد البيانية المستوحاة من النص القرآني :
أ- خاطبه بلفظ الجمـع لبيان أن قوة فرعون ليست قائمة في شخصه بل تتمثل بجنوده ، قال تعالى : } فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ { (الذاريات:40) .
ب- إن دولة فرعون بأسـرها ممثلة لرأي فرعون في العداء لموسى عليه السلام ، قال تعالى : } فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ { (الزخرف:54) .
ج- الخطاب بهذه الصورة فيه تهكم بفرعون وجنوده ،فهم يملكون السلطة والقوة ومع ذلك استطاع موسى عليه السلام أن يفرّ من قبضتهم ، وذلك لأن رعاية الله معه ووهبه حكماً وجعله من المرسلين .
د- أسلوب الخطاب بهذه الصورة يُعبر عن مدى القوة الإيمانية عند موسى عليه السلام فوقف أمام طاغوت فرعون وجنوده .
هـ- لم يقل "فررت منك" بالمفرد ، ولو حدث ذلك لوقع في نفس فرعون أنه بشخصه وحده يستطيع أن يخيف موسى عليه السلام ، بل الأليق والأفضل والأبلغ أن يكون الخطاب كما جاء في النص بالجمع ؛ لأنه يحمل في طابعه الاستخفاف بفرعون وجنوده ، فرغم أنهم دولة تملك من وسائل البطش إلا أنه علية السلام استطاع النجاه من قتلهم .
و- الآية فيها تعريض بأن هذه الدولة التي يقودها فرعون ظالمة في أحكامها وتصوراتها ، ومع ذلك فإن عنصر الخير موجود بصورة صغيرة يتمثل في الرجل المؤمن ، قال تعالى: } وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ { (غافر: 28).
وأيضاً يتمثل في زوجة فرعون فهي مؤمنة ، قال تعالى : } وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ{ (التحريم:11) .




توقيع رقية مبارك بوداني

الحمد لله أن رزقتني عمرة هذا العام ،فاللهم ارزقني حجة ، اللهم لا تحرمني فضلك ، وارزقني من حيث لا أحتسب ..


رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس