الوقفة الثالثة مع هذا الشاهد
( لا أريد أن يطلع عليه أحد)
أغلقت كتابي ، و أسأل الله أن يعيذني و إياكن من خزي يوم العرض و يجعلنا ممن يفرح بكتابه و يقول هاؤم اقروا كتابيه ، آمين ..
و قلت لنفسي كيف بك يا نفس إذا عرض كتابك على الأولين و الآخرين ..
يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا [آل عمران:30] ،
يوم { يُنَبَّأُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ } [القيامة:13]
يوم تظهر المخبآت و الضمائر
{ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} [الطارق:9]
{ يوم يضع الله الموازين القسط فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } [الأنبياء:47]
{ * يومئذ يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم * فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره } .
اللهم إني أستغفرك و أتوب إليك
اللهم أني أستغفرك و أتوب إليك
و لا زلت في حوار مع نفسي ...و إذا بزوجي -حفظه الله تعالى- يدخل علي و علامات الفزع بادية على محياه ، و يسألني ماذا بك ؟
ففرحت لعودته كثيرا لأنني خشيتُ أن أموت أو يموت قبل أن أعتذر له و يسامحني على شكوكي و ظنوني ،و التي تبين لي أنها محض مداخل الشيطان و هواجسه ،
و لكن .. كيف أعترف لزوجي الذي أحبه كثيرا و يعلم مكانته عندي
أنني في يوم من الأيام أتهمته في ضميري .؟
يا إلاهي لا أريد أن يطلع على المذكرة و يقرأ هذه الأشياء ، قد تخرب بيتي الذي أحبه كثيرا و قد تغير مشاعره نحوي ..
و إذا بحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم يطرق رأسي طرقا شديدا : :قال فيما يرويه عن ربه ، يقول الله تعالى أنا الملك، أنا الديان، لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار، وله عند أحد من أهل الجنة حق، حتى أقصه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة، وله عند رجل من أهل النار حق، حتى أقصه منه حتى اللطمة".
موقف لا أتمناه لأحد ؛ بعد أن تكون كبيرا نجما في سماء من يحبك،
فتسقط من ذلك العلو.. الذي لا يخلو من انكسارات و جروح ..
الموقف مؤثرجدا
و ما فائدة هذا التأثر إذا كان في حدود ضيقة جداً ولا تترك في النفس أثراً إيجابيا ًدافعاً للتغيير و استدراك ما فات والإقلاع عنه . ؟ !!!!!
استجمعت قوتي ، و شتات ذهني و رفعت عيني إلى زوجي حفظه الله تعالى ،
و أنا أتصبب عرقا من حرارة الذنب الذي ارتكبته في حقه ..
وقلت سامحني إن شككت فيك في يوم من الأيام !!
***
لم يحرجني ـ حفظه الله ـ بسؤال لما..؟ و كيف ..شككت ؟
و هاتي المذكرة و لا أي شيء ،
بل قال انت في حل و أسأل الله مرافقتك في الجنة..
و الحمد لله على ستره و أسأل الله أن يكرمه في الدنيـا و الآخرة و أن يبارك فيه و أن يستره فوق الأرض و تحت الأرض وأن يجنبنا و إياه فضيحة يوم العرض..
اللهم انا نستغفرك مما نعلم ومما لا نعلم اللهم استر عوراتنا و آمن روعاتنا وا ختم بالصالحات اعمالنا .
والى وقفة أخرى بحول الله مع هذه المذكرة .
يتبع