السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تكملة من الفوائد التي ذكرها الشيخ في الشريط :-
- من أنواع الهجرة ( هجر العمل ) وهو ترك ما نهى الله عنه ودليلها قول النبي صلى الله عليه وسلم " المهاجر من هجر ما نهي عنه " ، يوم أن يهاجر الإنسان المعاصي والمنكرات يوم أن يهاجر الإنسان ما يغضب الله فإن ذلك من أفضل العبادات وأجل العبادات ، يوم أن يهجر القنوات الساقطة لا يشاهدها ويجاهد نفسه ، يوم أن يترك مجالس الغيبة ، يوم أن تترك المرأة الأسواق الفاضحة لا تذهب إليها لله ، يوم أن يترك المسلم المنكرات يترك الربا يترك الرشوة يترك النظر للمحرمات فإنه من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه فالجزاء من جنس العمل ، فلو ترك شيئا لله لعوضه الله حلاوة ولذة وإيمان وعزة وقوة لا يعلمها إلا الله لعوضه حب القرآن ولذة العبادة ولذة الذكر ولذة الطاعة التي يقول ابن تيمية : أن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة . ويقول : إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك وانشراح فاتهمه فإن الرب تعالى شكور - يعني أنه لابد أن يثيب العامل على عمله في الدنيا حلاوة يجدها في قلبه وقوة وانشراح وقرة عين - بحيث من لم يجد ذلك فعمله مذموم .
- ذكر العلماء أن حب الدنيا مفتاح الخطايا ومفسد للدين لوجوه ذكرها ابن القيم وغيره :-
أولا : حبها يقتضي تعظيمها وهي حقيرة عند الله ومن أكبر الذنوب تعظيم ما حقر الله .
ثانيا : أن الله لعنها ومقتها وأبغضها إلا ما كان له فيها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله ، وما والاه ، وعالم أو متعلم " ، ومن أحب ما لعنه الله ومقته وأبغضه فقد تعرض للفتنة ومقت الله .
ثالثا : أن محبتها تعترض بين العبد وبين فعل ما يعود عليه نفعه في الآخرة لانشغاله عنه بمحبوبه .
رابعا : أن محبتها تجعلها أكثر هم العبد فقد جاء في الحديث "من كانت الآخرة همه ، جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله ـ وأتته الدنيا وهي راغمه ، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا الا ما قدر له" رواه الترمذي .
خامسا : أن عاشقها ومحبها الذي يؤثرها على الآخرة من أسفه الخلق وأقلهم عقلا إذ آثر الخيال على الحقيقة والمنام على اليقظة والظل الزائل على النعيم الدائم والدار الفانية على الدار الباقية .
- قيل أشبه الأشياء بالدنيا الظل تحسب له حقيقة ثابتة وهو في تقلص وانقباض فتتبعه لتدركه فلا تلحقه .
- وقال يونس بن عبد الأعلى ما شبهت الدنيا إلا كرجل نام فرأى في منامه مايكره وما يحب فبينما هو كذلك انتبه .
- من فوائد الحديث أن على الإنسان أن يحتسب الأجر في كل عمل حتى في المباحات ينبغي أن ينوي أن يتقرب إلى الله ، قال النبي صلى الله عليه وسلم " إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها ، حتى ما تجعل في في امرأتك " .