عرض مشاركة واحدة
قديم 28-11-09, 09:34 AM   #2
مروة عاشور
|نتعلم لنعمل|
افتراضي

ابن حجر العسقلاني

صاحب فتح الباري ..

فقد أفنى حياته في طلب العلم والتاليف ، حيث بلغت تصانيفه رحمه الله مائة وخمسين من كل فن ، منها فتح الباري الذي يعتبر قاموس السنة ، بدا تأليفه في مفتتح سنة817 هـ وانتهى منه في رجب من سنة 842 هـ ،يعني ظل خمس وعشرين سنة يؤلف ويراجع ويصنف، وقد أولم عند ختمه وليمة حضرها وجوه المسلمين ، أنفق فيها 500 دينار ، وقد طلبه الملوك واشتُرِي ب 300دينار


/----------------------------------

وابن جرير الطبري –رحمه الله- لما حضرته الوفاة وهو في النـزع فسمع شخصاً بجانبه وهو يدعو ويقول الدعاء المشهور: اللهم يا سابق الفوت ويا سامع الصوت ويا كاسي العظام لحماً بعد الموت. فقال: من قال هذا الدعاء. فقيل: إنه منقول عن جعفر بن محمد أو نحوه

فقال لولده: إئتني بصحيفة فأتي بالصحيفة فكتب الدعاء. فقالوا: يا إمام أنت الآن في وقت كتابة الصحيفة فقال: إني أخجل أن ألاقي ربي وأنا لا أعرف هذا الدعاء. ـ رحمه الله .


ونقل تلميذ الشيخ الألباني –الشيخ سمير الزهيري –في كتاب(محدث العصر محمد ناصر الدين الألباني ) أن الشيخ رحمه الله كان قد أخذ عن والده صناعة إصلاح الساعات حتى صار من أهل الشهرة فيها، وأخذ يكسب رزقه منها،وكان قد قسم دكانه قسمين : قسم لأصلاح الساعات وهذا هو الواجهة ، وقسم آخر وهو القسم الداخلي خصصه الشيخ لوضع كتبه وخلوته. ثم ترك يومين فقط لهذا العمل أما باقي الأيام فكان في المكتبةالظاهرية يدرس وينهمك في المطالعة طوال اليوم ، حتى تضلع في العلوم وأعجب به مشايخه ، فأصبح -من الذين حق عليهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يبعث في هذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها دينها).

----------------------------------------------


أما سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - ، فقد كان (مبصرا في أول حياته، وشاء الله لحكمة بالغة أرادها أن يضعف بصره إثر مرض أصيب به في عينيه ثم ذهب جميع بصرهولكن ذلك لم يثنه عن طلب العلم، أو يقلل من همته وعزيمته بل استمر في طلب العلم ملازما لصفوة فاضلة من العلماء الربانيين والفقهاء الصالحين، فاستفاد منهم أشد الاستفادة، وأثّروا عليه في بداية حياته العلمية، بالرأي السديد، والعلم النافع –حتى أصبح رحمه الله علماً فذاً يهتدى بعلمه ويقتدى بهديه في زمن السبهات والشهوات -وكان رحمه الله يقرأ عليه في سيارته ومجيئه وإيابه-)


وهؤلاء جميعاً كلهم كانوا مبدعين إذ أعمروا أوقاتهم في طلب العلم ، وشحذوا أنفسهم عزيمة ، ودققوا وأمعنوا ، وجمعوا وقارنوا ، وحللوا واستنبطوا ، وقعدوا وأصّلوا ، وبادروا وسبقوا ، وبذلك تفردوا واشتهروا ، ونفعوا واستنفعوا .

( فخلف من بعدهم خلف بان نقصهم في العلم والعمل ، وتلاهم قوم انتموا إلى العلم في الظاهر ، ولم يتقنوا منه سوى نزر يسير ، أوهموا به أنهم من أهل العلم ، ولم يدر في أذهانهم قط أنهم يتقربون به إلى الله ؛ لأنهم ما رأوا شيخًا يقتدى به في العلم ، فصاروا همجًا رعاعًا ، غاية المدرس منهم أنْ يحصل كتبا مثمنة يخزنها ، وينظر فيها يوما ما ، فيصحف ما يورده ، ولا يقرره ، فنسأل الله النجاة والعفو

فكلما آنستِ أخيتي من نفسك رشدا وقوة وملكة فاستثمريها في طلب العلم ،وانفعي نفسك وانفعي أمتك ، ولا تحتقرن نفسك ،فإنك لا تدرين متى سيحتاج الناس إليك.

ورد عن بن عباس –رضي الله عنه – أنه عندما كان فى سن الخامسة عشر كان يقوللصاحب له هلم نسأل اهل العلم ونتعلم منهم فانهم اليوم كثيرون، فيقول لهصاحبه وعجبا لك يا بن عباس اترى الناس يحتاجون اليك ؟الصحابه كثيرون وايضا العلماءولن يحتاجوك فيقول بن عباس تركته وركزت فى المسألة ( طلب العلم) وان كان ليبلغنىان احد من الصحابه لديه حديث واحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاذهب اليهفاتيه وهو قائل واستحي أن أضرب عليه الباب ولا أريد أن أذهب دون الحديث فأتوسدردائى حتى يستيقظ ويذهب لصلاه العصر وعندما يفتح الباب تصفي الريح علي ، فأستيقظ منالنوم وأطلب منه العلم فيقول يا بن عم رسول الله أَلَا أرسلت إلي وأنا آتيك يقول له ابنعباس انت الذى تملك العلم و أنا الذي أحتاجك ، وعندما دارت الايام وجده صاحبه في حلقة يتزاحمعليه الناس ، فيقول نعم هذا الشاب أعقل منى .



-------------------------------------------



إذا تيقنتي أن العلم هو أول طريق لصحة العمل فإن أول وأوحد طريقة

للعلم هي الطريقة المُثلى والصحيحة للإنتفاع بالكتب والقراءة ..

فالعلم يُتلقى إما __من أفواه المشايخ
وإما ____((قراءة الكتب وحفظ المتون ))وهي نصف العلم إن لم تكن أكثر من ذلك.

وخصوصاً في هذا العصر الذي قل فيه الشيوخ ونَدُرَ فيه العلماء، بل وعزّت فيه الأزمنة التي نستطيع فيها أن تلقى عن العلماء ,سابقاً كان الطلاب يلازمون الشيوخ سنين طوال فربما لازم الطالب شيخه في النحو 5 سنين والتفسير عشرة وهكذا ...

أين نحنُ من هذهِ الهِمم ؟؟

هل نُوفر لأنفسنا أوقاتا كأوقات أولئك الأقوام الذين كانوا يجلسون مع شيخهم من بعد الفجر إلى الضحى، ثم يتريضون ببعض النوافل في المسجد، ثم يستأنفون القراءة والعلم حتى الزوال، ثم يصلون الظهر، ثم يكملون القراءة والحفظ على شيخهم من الظهر إلى العصر، وهلمَّ جرا.. حتى يأتي المغيب


روي أن الإمام مالك (رحمه الله كانت أمه تخيط له المخدة في القميص لطول جلوسه أمام المشايخ !
وطبعا الإنسان، يعني: زمان طالب العلم كان لا يجلس كمجلسنا هذا ساعة، ثم يذهب إلى بيته، لا؛ كان يقعد المجلس مثلاً يقرأ على شيخه كتاباً، ربما طال هذا المجلس حتى استمر ثلاث ساعات، أو أربع ساعات، أو خمس ساعات.

ويروى أن الحافظ ابن حجر قرأ معجم الطبراني من أوله لأخره ما بين الظهر والعصر أي قرابة ثلاث ساعات ليُجيزه شيخه !

الأن إن وٌجد الطالب المتفرغ لاتجد الشيخ المتفرغ ,وإن وجدتِ الشيخ المتفرغ لاتجدين الطالب المتفرغ !

فالطالب حتى بالجامعة إذا المُحاضِر أطال على "ساعة ونصف" يشتكي ويتذمر، ويوصف هذا المدرس بالتطويل!


-----------------------------

3--/العصر الذهبي للقراءة //


نحن الأن أخواتي في العصر الذهبي للقراءة ,لكثرة المطبوعات فما عندك الآن من مطبوعات لم يكن موجودا عند ابن القيم !

فظاهرة إنتشار الكتب والحواسب يسرت على الكثير لكن ما أوتي بسهولة يؤخذ بسهولة ,وما تأخذيه بضغطة ذر ستفقديه بضغطة ذر أيضا !فإذا فقدت الكهرباء عن الحاسب عاد الطالب عاميا ولا حول ولا قوة إلا بالله .، هذا هو الواقع ؛ لأن العلم متين ، يحتاج إلى معاناة ، ويحتاج إلى حفر في القلوب، ما يحتاج أن يمر بمرور السراب

مــــثــــال //ومثلنا لذلك: بمن يمشي على رجليه بشارع من الشوارع، وهذا الشارع فيه محلات تجارية، وينظر في هذه العناوين الموضوعة على هذه المحلات، إذا انتهى من الشارع يكون قد حفظ شيئًا كثيرًا، وعرف ما في هذا الشارع من المحلات، لكن إذا مر بهذا الشارع بسيارة، هل يحفظ منها شيء؟ أو يعرف المحلات؟ لا يعرف شيء.
فالذي يمر بسرعة لا شك أنه لا يثبت في القلب منه شيء


قال الدكتور عبد الكريم الخضير: وقد يقول قائل: إذا كان الأمر كذلك، فهل نكتب الكتب ولا نعتمد على الطباعة؟
نقول: لا يا أخي؛ الآن الطباعة فرضت نفسها، وهل نترك هذه الحواسب؟
نقول: لا يا أخي.
إذًا كيف يتفق هذا مع ما ذكرت؟

نقول: الكتب يُقْتَنى منها ما يُحْتَاج إليه؛ لأن كثرة التصانيف -كما قال ابن خلدون- مشغلة عن التحصيل.
وأما بالنسبة لهذه الحواسب فلا يعتمد عليها،

ولا يعول عليها في بناء طالب علم أبدًا،

فطالب العلم لا يعتمد عليها البتة في بناءه العلمي، إنما يتعلم على الجادة على طريقة من سبق بحفظ المتون، ومجالسة الشيوخ وملازمتهم، وبمطالعة الشروح والحواشي، ثم بعد ذلك يستفيد من هذه الآلات، إذا أراد أن يخرِّج حديث يخرِّجه بنفسه من الكتب، وإن استطاع أن يخدم نفسه بنفسه دون الفهارس فهو أولى

---------------------------------------------------------------

فلا بد أن يكون طلب العلم على الجادة،وأن يتعب في تحصيله،وأن يسلك السبل والطرق التي سلكها من تقدَّم،لنحصل على ما حصلوا عليه.

كلمات
للشيخ: عبد الكريم الخضير-حفظه الله-




==============================================

4/////لمــــــــــــــــــــــــاذا نــقـــرأ؟؟؟

1 ـ القراءة هي وسيلة تحصيل العلم الشرعي
تلاوة كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم

2-وسيلة لتوسيع المدارك وإثراء العقل والقدرات لأن المرء حين يقرأ في اللغةوالأدب والتفسير والفقه والعقيدة وكل ما ألف قديماً تتسع مداركه ويثرىعقله.

3-إستثمار الوقت وأقف هنا لأقول لكِ عندك 24 ساعة كم تصرفين منها لله عزوجل أتعجب من مسلمة ملتزمة عندها فراغ !!!!وهي تعلم أنه
«لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن علمه ماذا عمل فيه؟
وبالتالي نقول أنها لم تُربى لماذا خُلقت ؟

وتذكري أن خير معين للفراغ هو القراءة .

4-القراءة وسيلة للتعويد على البحث ,(تفسير آية ،صحة حديث ,,مسألة فقهية ,,وغيره فاستفرغي جهدك للبحث ولا يمكن أن يكون دائماً طريقنا الأول هو السؤال لا غير فلابد أنيكون لنا وسيلة للبحث والقراءة.

وإن عجزتي فاسألي أهل العلم



5-وسيلة للإفادة من تجارب الأخرين
6-تربيك تربية تعلي همتك وتُغير طباعك





يتبع





توقيع مروة عاشور

إذا انحدرت في مستنقع التنازلات في دينك
فلا تتهجم على الثابتين بأنهم متشددون . .
بل أبصر موضع قدميك
لتعرف أنك تخوض في الوحل

التعديل الأخير تم بواسطة مروة عاشور ; 06-12-09 الساعة 09:56 AM
مروة عاشور غير متواجد حالياً